محلل أسواق المال: طفرة صادرات المعادن النادرة من الصين ستؤثر على الأسعار

قالت أسيل العرنكي، كبير محللي أسواق المال العالمية، إن صادرات الصين من المغناطيسيات الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة شهدت قفزة بنسبة 660% في يونيو، لتصل إلى 353 طنًا مقارنة بـ46.4 طن في مايو، نتيجة اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين.

وأضافت خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز" أن هذه الزيادة جاءت بعد تراجع حاد في إبريل ومايو بسبب القيود الصينية على التصدير، مما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد عالميًا. ولفتت إلى أن الصين صدّرت في يونيو نحو 3188 طنًا من هذه المعادن، بزيادة 157% عن مايو، لكنها تبقى أقل بنسبة 38% مقارنة بيونيو 2024.

وأوضحت أن هذا التحسن يشير إلى وفرة قادمة في الأسواق، متوقعةً انخفاضًا في الأسعار العالمية نتيجة توازن جديد بين العرض والطلب، خاصة مع استمرار الصادرات ومنح مزيد من التراخيص خلال يوليو.

وفيما يخص ميزان القوى في الصناعات التكنولوجية، أكدت العرنكي أن الاتفاق التجاري قد يعيد تشكيل المشهد التنافسي العالمي، إذ يُخفف التوترات التجارية ويعزز نمو الصناعات التكنولوجية، لكنه في الوقت نفسه يزيد من حدة المنافسة في مجالات حساسة مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

وحذّرت من أن استمرار الصين في احتكار إنتاج المعادن النادرة قد يدفع دولاً أخرى إلى تعديل استراتيجياتها وتحالفاتها التجارية، مشيرة إلى أن الأمن القومي سيبقى هاجسًا لدى بعض الدول بسبب مخاطر نقل التكنولوجيا الحساسة.

وعن التأثير على التضخم العالمي، قالت إن استئناف التوريد يخفف الضغوط التضخمية عبر تقليص التكاليف واستقرار أسعار الإنتاج، خاصة في الصناعات المتقدمة والطاقة النظيفة، لكنها شددت على أن الاعتماد الكبير على الصين يجعل سلاسل الإمداد عرضة للتقلبات.

وفي سياق أسواق العملات، أوضحت أن زيادة التدفقات التجارية تدعم كلا من اليوان والدولار، مع تعزيز الثقة باليوان نتيجة ارتفاع الطلب، ودعم الدولار عبر تخفيف الضغوط التضخمية.

واعتبرت أن التحسن الحالي في العلاقات الاقتصادية قد يكون هدنة مؤقتة ضمن حرب تجارية أطول، مشيرة إلى ثلاثة سيناريوهات متوقعة: تهدئة مشروطة، انفصال اقتصادي منظم، أو تصعيد جديد يعيد فرض الرسوم ويزيد الضغط على سلاسل الإمداد.