نتائج الثانوية العامة.. ووظائف المستقبل

في ظل انتهاء ماراثون الثانوية العامة، الأنظار تتجه نحو المستقبل ومتطلباته انطلاقا من واقع طرأ عليه متغيرات ومستجدات، ما يتطلب المواكبة، والتخلى عن ثقافات ومورثات كانت قد تصلح ذي قبل، أما الآن فلا مكان لها ولا ينبغي أن يكون، وهو ما نود الإشارة إليه في مقالنا اليوم، مؤكدين لكل ناجح متعلم، أن القمة الحقيقية هى الإبداع والتميز فى المجال الذى تحبه أو تريده، فمن المهم أن تبحث عن المجال الذى يوافق قدراتك ومهاراتك، حتى لا تقع فى فخ التفوق الوهمي الذى صنعته مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، فتفوقك الحقيقى أن تختار ما يناسبك ويناسب عصرك ويواكب مستقبلك.
واعلم – عزيزى - أن العمل شيء متغير مع تغير الحياة وتطورها، فمهن ووظائف الأمس قد لا تصلح للحاضر، ومهن ووظائف الحاضر قد لا تكون موجودة في المستقبل، وهو ما بات جليا في عصر الذكاء الاصطناعى وفى ظل سيطرة الحياة التكنولوجية على عالمنا في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والتعليمية والصحية والحياتية بشكل عام، وبالتالي علينا أن ندرك أن لسوق العمل متطلبات في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها، وأن هناك وظائف مستقبلية ستتطلب مهارات خاصة.
والأهم أن تتيقن، أن النجاح ليس حكرا على أحد لكنه لا يتحقق إلا بالاجتهاد والمثابرة وتوظيف القدرات والمهارات بما يتواكب مع متطلبات الحياة، لذلك نقول لطلاب الثانوية العامة والتعليم الفني، أنتم الآن أمام مرحلة جديدة تحتاج منك أن تنظر إليها بشكل مختلف، نظرة تكتشف فيها نفسك، وتكتشف فيها ما يميزك وما تمتلكه من قدرات ومهارات وما تحب أن تفعله، نظرة تحتاج منك أن تنسى أسلوب الحفظ والتلقين، وتسعى إلى التعلم والإبداع، لأن فور اختيارك لتخصصك الجامعى فأنت تبدأ فى رسم شكل مستقبلك وحياتك العملية، فليس من المهم أن تدخل كلية قمة أو قاع، المهم كيف تبدع فى التخصص الذى ستختاره؟ فأى مجتمع يحتاج كل التخصصات، لكن الأهم أن تعلم ماذا يحتاج سوق العمل؟.. وما هى متطلباته؟.. وما هى التغيرات التى جرت فيه؟

Trending Plus