هنا "دلجا" بالمنيا مملكة زراعة الشطة الحمراء.. 70% من أراضى القرية مخصصة لزراعة محصول الشطة.. تبدأ فى شهر فبراير للأراضى الصحراوية وفى مارس للطينية.. والأهالى: موسم الحصاد يصبغ القرية بلون المحصول.. فيديو وصور

قرية دلجا إحدى قرى مركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، تلك القرية مترامية الاطراف تمتد حتى الظهير الصحراوى الغربى مما جعل مساحتها الزراعية واحدة من أكبر المساحات على مستوى المحافظة، وساعد ذلك فى جعلها مركزا لزراعة العديد من المحاصيل الزراعية، لكنها تتربع على عرش زراعة الشطة الحمراء، حيث تتجاوز المساحة المزروعة بها الـ 70% من الأراضى الطينية والصفراء، هنا، تتحول الأرض إلى لوحة حمراء نابضة بالحياة، حيث تُزرع وتُصنع أحد أشهر أنواع التوابل التى تصل إلى كل بيت مصرى وعربى. لذا نكشف أسرار هذه القرية التى حوّلت الفلفل الأحمر إلى ذهب.

يرتبط اسم قرية دلجا ارتباطًا وثيقا بزراعة وتجفيف وطحن الفلفل الأحمر الشطة، لدرجة أن البعض يطلق عليها مملكة الشطة الحمراء.

قال نجاح حسن أحد المزارعين بالقرية، أن زراعة الشطة فى القرية يعد من المحاصيل الرئيسية، التى يتم زراعتها، وتستحوذ على مساحة كبيرة جدا من المساحة المزروعة، سواء فى الارض الطينية او الصحراوية، ونظرا لامتداد القرية على الظهير الصحراوى جعلها اكثر مساحة، وزراعة الشطة فىالارض الصفراء جيدة جدا ومحصولها وفير.

وأضاف الحاج نجاح قائلا: تبدأ زراعة الشطة الحمراء فى شهر فبراير فى الأرض الصحراوية، وشهر مارس فى الأرض الطينية وهذا يجعل الحصاد ممتد من منتصف شهر اغسطس حتى شهر اكتوبر، وعند موسم الحصاد تتحول القرية إلى خلية نحل الجميع داخل القرية يعمل فى المحصول، وتتلون المنازل باللون الاحمر وهو لون الشطة الحمراء، فلا يخلو شارع من شوارع القرية إلا وبداخله مزارع او اكثر يعمل فى الشطة وتقطيعها امام منزله ثم تجميعها قبل عملية البيع.

فيما قال طلعت جمال عبد العزيز احد المزارعين بالقرية، انه نظرا للمساحة الكبيرة المزروعة بالقرية أطلق عليها مملكة الشطة الحمراء، وللعلم ليس كل مزارع يستطيع زراعتها، لأن زراعة الشطة الحمراء تحتاج إلى متابعة مستمرة ورى كل 8 أيام وملاحظة للمحصول حتى لا يصاب بالأمراض الشائعة مثل دودة الأرض التي تصيب المحصول، لذا يحتاج إلى عملية الرش بمبيدات المقاومة فى حال ظهور أى عرض من الأعراض.

ولفت طلعت قائلا إن إنتاجية الفدان لا تختلف كثيرا بين الأرض الطينية الارض الصفراء حيث تصل إنتاجية الفدان حوالى طن ونصف، غير أن زراعته مكلفة الا انه محصول وفير الانتاج، وأغلب المزارعين فى القرية حريصون على زراعته، حيث يجعل هذا المحصول فى موسم حصاده الفرحة تغمر المنازل بعد موسم شاق من الزراع.

وقال محمد على احد المزارعين بالقرية، أن شطة دلجا تتميز بلونها الأحمر النارى ونكهتها الحارة القوية، ويعود ذلك إلى تربتها الطينية الغنية بمواد عضوية تساعد على نمو الفلفل بكثافة، وأشعة الشمس القوية فى الصعيد والتى تساهم فى تجفيف الفلفل بشكل طبيعى، مما يحافظ على جودته، كذلك المزارعين هنا ورثوا مهنة زراعة وتصنيع الشطة عن أجدادهم، ويعتمدون على طرق تقليدية فى التجفيف والطحن.

وأضاف محمد قائلا إن هناك عدة مراحل لتجفيف الشطة الحمراء، حيث الزراعة فى فبراير ومارس، ويتم الحصاد بعد 3 أشهر، ننشر حبات الفلفل تحت الشمس لأسابيع حتى تفقد رطوبتها، ثم يتم طحنها يدويا أو بآلات بدائية لتحويلها إلى مسحوق ناعم، وتعبأ فى أكياس أو زجاجات لتباع فى الأسواق المحلية أو تُصدر إلى الخارج.

واستطرد محمد قائلا: الشطة هنا موروث أبا عن جد، نفتخر بيها، لكننا محتاجين دعم أكبر علشان نوصل لمناطق أكتر، والشطة المزروعة فى دلجا ليست فقط شطه حارة، بل تتميز بحلاوتها نظرا لجودة الارض المزروعة بها، حيث تملك قرية دلجا كل المقومات لتصبح وجهة سياحية زراعية، حيث يمكن استغلال شهرتها فى جذب الزائرين لمشاهدة عملية تصنيع الشطة، أو حتى إنشاء متحف صغير لتاريخ هذه المهنة.

الشطة الحمراء فى مزارع دلجا

زراعة الشطة

محصول الشطة

مزارعى الشطة بقرية دلجا