أطعمة شقت طريقها من الحروب العالمية إلى رفوف المتاجر الكبرى فى أمريكا

الحرب مليئة بالتحديات اللوجستية، ومن أهمها فى النزاعات القديمة والحديثة كيفية توفير الطعام للجيوش المشاركة في القتال، سواءً كانوا من جيوش رومانية أم جنودًا بريطانيين أم مشاة حديثين، لطالما احتاج الجنود إلى مصدر غذاء موثوق للحفاظ على مستويات طاقتهم ومعنوياتهم.
وجدت حصص الطعام العسكرية منذ عهد روما القديمة على الأقل، عندما كان الجنود يحصلون على رطلين من الخبز يوميًا، مع اللحم وزيت الزيتون والنبيذ أحيانًا. واليوم، تزود القوات الأمريكية بوجبات جاهزة للأكل (MREs)، وهي وجبات مختبرة بعناية، ومحضرة، ومعبأة، ومصممة خصيصًا لدعم الجنود أثناء التدريب والعمليات العسكرية.
تتمتع هذه الوجبات بفترة صلاحية تصل إلى ثلاث سنوات، ويمكنها تحمل السقوط من الطائرات، ولكن ليس كل جندي محبًا لهذه الأكياس الغذائية، التي يُطلق عليها أحيانًا اسم "وجبات نادرة الأكل" أو "وجبات يرفضها العدو". في حين أن الوجبات الجاهزة الحديثة لا تحظى عادةً بتقييمات إيجابية، إلا أن بعض الأطعمة المعدة خصيصًا للجنود - أو التي تبناها الجيش وروج لها - أصبحت محبوبة لدى المدنيين، ونستعرض اشهر أطعمة نجحت في شق طريقها من عبوات التموين إلى رفوف المتاجر الكبرى في جميع أنحاء أمريكا.
إم آند إمز
في ثلاثينيات القرن العشرين، كان فورست مارس الأب ابن مؤسس شركة مارس، فرانكلين كلارنس مارس مسافرًا في أوروبا. ووفقًا لأسطورة صناعة الحلويات، فقد شاهد خلال تلك الفترة جنودًا يأكلون حبيبات الشوكولاتة محاطة بقشرة سكر خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وقد استلهم الفكرة، فنقلها إلى الولايات المتحدة، حيث وُلدت حلوى إم آند إمز عام 1914 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، صنعت حلوى إم آند إمز في البداية خصيصًا للجيش الأمريكي، مما أتاح للجنود وسيلة مثالية لحمل الشوكولاتة الغنية بالطاقة في المناخات الاستوائية دون أن تذوب، في عام 1947، طرحت هذه الحلوى للجمهور، ولم تتراجع شعبيتها منذ ذلك الحين.
شيتوس
قد تبدو الوجبات الخفيفة بالجبن وفوضى الحرب متناقضتين تمامًا، لكن الفضل في وجودها يعود للجيش - بما في ذلك العلامة التجارية الأكثر مبيعًا، تشيتوس، يعود أصلها إلى مركز ناتيك لأنظمة الجنود، وهو مجمع أبحاث تابع للجيش الأمريكي مسؤول عن تطوير أغذية الجيش الأمريكي وملابسه وملاجئه، كان من بين المنتجات التي نتجت عن مجمع الأبحاث الجبن المصنع والمجفف، والذي صنع للاستخدام العسكري خلال الحرب العالمية الثانية.
ووفقًا لأنستاسيا ماركس دي سالسيدو، مؤلفة كتاب " مطبخ مجهز للقتال: كيف يشكل الجيش الأمريكي طريقة تناولك للطعام "، فإنه مع نهاية الحرب "نشأت صناعة صغيرة لدعم هذا الجبن المجفف"، وكان من أوائل المنتجات التي استخدمت مسحوق الجبن شيتوس، وهو الآن منتشر في كل مكان.
قهوة سريعة التحضير
القهوة سريعة التحضير ليست اختراعًا حديثًا - فقد ابتكرها وحصل على براءة اختراعها رجل إنجليزى يدعى جون درينج عام 1771 كـ"مركب قهوة"، ثم ظهرت لاحقًا على شكل كعكة خلال الحرب الأهلية الأمريكية، قبل أن يكررها الكيميائي الياباني ساتوري كاتو، الذي عرضت قهوته سريعة التحضير للجمهور في المعرض الأمريكي عام1901. أصبحت القهوة سريعة التحضير، كما نعرفها اليوم، شائعة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث وفرت للجنود في جبهات القتال مذاقًا منزليًا سريعًا وسهل التحضير.
بدأت وزارة الدفاع بشراء ما يصل إلى 37,000 رطل من مسحوق القهوة يوميًا، وعندها شهدت صناعة القهوة سريعة التحضير نموًا هائلاً. ثم في عام 1938، طرحت شركة نستله منتجها الجديد، نسكافيه. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، أُدرج نسكافيه في حصص الطوارئ لكل جندي أمريكي، مما عزز شعبية القهوة سريعة التحضير.

Trending Plus