أكرم القصاص يكتب: من مصر للجزائر واللغة العربية.. تحديات الإعلام والهوية فى ملتقى "الضاد"

على مدى عدة أيام سعدت بلقاءات وفعاليات بالجزائر الشقيقة، حيث تلقيت دعوة كريمة من الأشقاء بالجزائر للمشاركة فى الملتقى العربى الأول حول اللغة العربية والإعلام، بعنوان «الضاد فى وسائل الإعلام»، من تنظيم «جمعية الكلمة للثقافة والإعلام»، وقد حضر مراسم الافتتاح وزير الاتصال السيد محمد مزيان وعميد جامع الجزائر، والشيخ محمد المأمون القاسمى وعدد من مسؤولى الهيئات الرسمية، إلى جانب شخصيات إعلامية وثقافية ونخبة من الأكاديميين من أكثر من 10 بلدان عربية.
والواقع أن الجزائر تحمل ارتباطا خاصا باللغة العربية وأعتبرها ضمن مفردات الهوية والثقافة والتواصل بجانب كونها رابطا عضويا بين المجتمعات العربية، والملتقى فى طبعته الأولى يهدف إلى «تحفيز النقاش المهنى حول موقع اللغة العربية فى وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وتعزيز دورها فى صناعة الوعى العربى، خاصة فى ظل تحديات العولمة والتكنولوجيا»، ومنها جلسة نقاش حول «لغة الضاد فى الصحافة والتدقيق اللغوى واستخدام الذكاء الاصطناعى فى التحرير الإعلامى»، بمشاركة أساتذة وخبراء من الجزائر، مصر، تونس، ولبنان، وأيضا تم تنظيم ورش حول «الإلقاء الإعلامى باللغة العربية والتدقيق اللغوى»، وجلسة نقاشية حول «التحديات التى تواجه اللغة العربية فى العصر الرقمى».
وخلال الملتقى التقيت مثقفين وأساتذة وأكاديميين وإعلاميين من الجزائر الشقيقة، وبالرغم من علمى بمدى الحب والارتباط العاطفى بين مصر والجزائر، فقد شعرت بأننى بين أهل وأصدقاء، والتقيت مثقفين وأساتذة من كل الأجيال لم يتركوا فرصة إلا وعبروا فيها عن حبهم لمصر وشعبها وفنها وثقافتها، وحكى لى كثيرون منهم ذكرياتهم أثناء الدراسة لهم بجامعات مصر أو عملهم كدبلوماسيين أو لقاءاتهم وزياراتهم لمنتديات أو معارض للكتاب أو مهرجانات.
وقد سافرت للجزائر وأنا أحمل نوعا من الحنين، حيث كان والدى الأستاذ حسين القصاص خبيرا للغة العربية فى إحدى مدن ولاية تلمسان بغرب الجزائر، واستمر رباطنا بأصدقاء كانوا تلاميذ لوالدى واستمرت مراسلاتنا معهم حتى التسعينيات من القرن العشرين، وما زلت أحمل نفس مشاعر الحب والصداقة لهم.
وكلما ذكرت مصر فإنها تذكر بالخير، وقد سعدت بتكريمى فى الملتقى الأول لـ«الضاد فى وسائل الإعلام»، وذكرت مصر بكل خير رسميا وشعبيا، وهو أمر يتم بتلقائية واعتزاز.
والواقع أننى سعدت بتكريمى من الملتقى ككاتب مصرى، وأيضا لليوم السابع الموقع والصحيفة، للدور المهم الذى نقدمه فى التواصل وأيضا دعم اللغة العربية، وتم تكريمى من قبل وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، وقد تم تكريمى من الملتقى مع عدد من الرموز الثقافية العربية، وهم الدكتورة سعاد الصباح / الكويت، والوزير والسفير الأسبق د. على بن محمد / الجزائر، والكاتبة والإعلامية سعدى علوه / لبنان، ووزير الاتصال د.محمد مزيان / الجزائر.
وقد شعرت بسعادة إضافية لأننى ارتبطت بالجزائر منذ طفولتى، وأثناء وجود أبى يرحمه الله هناك مبعوثا من مصر ودعما للجزائر وثورتها، وقد تذكرت كل هذا وأنا فى زيارتى الأولى، وهى قصة مهمة لأنها ترتبط بموضوع الملتقى الذى يتحدث ويناقش اللغة العربية فى الإعلام، وكان أبى خبيرا فى اللغة العربية فيما بدا علامة ما عن هذا الارتباط، ولهذا أشرت إلى أن الإعلام العربى يواجه بجانب التحديات التكنولوجية تحديات فى إنتاج محتوى عربى على الإنترنت، وهى من بين القضايا المطروحة، خاصة وقد دعا وزير الاتصال الجزائرى إلى ميثاق عربى لحماية ودعم اللغة العربية، وهو اقتراح مهم فى عصر مشتبك مع التحولات.


Trending Plus