رئيس جمعية الإمارات البيطرية فى حوار لـ"اليوم السابع": نعمل وفق استراتيجية متكاملة لتحقيق الأمن الغذائى بحلول 2051.. البيطريون المصريون من الكفاءات الأساسية لدينا.. ونمتلك ثروة حيوانية متنوعة من الإبل للنعام

- نسعى لتحسين السلالات المحلية لمضاعفة الإنتاج
- تغير المناخ يسبب انتقال الحشرات الناقلة للأمراض

- لدينا خططا استباقية للسيطرة على الأمراض قبل حدوثها
- الإمارات تواجه تحديات ندرة المياه وارتفاع الحرارة بالتكنولوجيا والزراعة المستدامة

أكدت الدكتورة رولا شعبان، رئيس جمعية الإمارات البيطرية، أن القطاع البيطري في دولة الإمارات العربية المتحدة، يشهد تطورا ملحوظا مدعوما بالاهتمام الحكومي المتزايد لتعزيز الأمن الغذائي وحماية صحة الإنسان والحيوان.

وكشفت الدكتورة رولا، في حوار خاص لـ "اليوم السابع" عن خطة متكاملة للتغلب على التحديات المناخية الصحراوية من خلال تبني التكنولوجيا المتطورة والزراعة المستدامة، مشيرة إلى دور الأطباء البيطريين المحوري كخط دفاع أول ضد الأوبئة الحيوانية والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وأوضحت أن جامعتي الإمارات والذيد تقودان نهضة التعليم البيطري بمختبرات متطورة، لافته إلى وجود تعاون مثمر بين الإمارات ومصر في المجال البيطري، حيث يعد الأطباء المصريون من الكفاءات الأساسية في القطاع.

أكدت أن مهنة الطب البيطري في الإمارات تشهد تطورا ملحوظا، مدعوما بالاهتمام الحكومي المتزايد لتعزيز الأمن الغذائي والصحة العامة وحماية الثروة الحيوانية، مشيرة إلى أن المهنة تُعتبر جزءا أساسيا من منظومة "الصحة الواحدة" التي تربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وأوضحت رئيس جمعية الإمارات البيطرية أن جامعة الإمارات العربية المتحدة تتصدر المؤسسات الرائدة في مجال التعليم البيطري، حيث تضم كلية الزراعة والطب البيطري التي توفر برنامج بكالوريوس في الطب البيطري، مشيرة إلى تجهيز الكلية بمختبرات متطورة تشمل مجالات متخصصة مثل علم التشريح، وعلم الفيروسات، وعلم الجراثيم، وعلم الطفيليات، بالإضافة إلى منصة رقمية ثلاثية الأبعاد لتعليم الهياكل التشريحية.

وأشارت إلى أن برنامج الطب البيطري في جامعة الذيد، والتي ستفتح أبوابها قريبا كثاني كلية للطب البيطري في دولة الإمارات، قد حصل على الاعتماد الأكاديمي من مفوضية الاعتماد الأكاديمي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ما يعكس التزام الجامعة بتطوير التعليم البيطري وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال.

وأفادت الدكتورة رولا شعبان بأن مزاولة مهنة الطب البيطري في الإمارات تنظم بموجب القانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2002 في شأن مزاولة مهنة الطب البيطري وتعديلاته ولائحته التنفيذية، والقرار الوزاري رقم 62 لسنة 2025 بشأن تنظيم ترخيص مزاولة مهنة الطب البيطري، موضحة أنه يشترط للحصول على ترخيص مزاولة المهنة الحصول على شهادة بكالوريوس في الطب البيطري من جامعة معترف بها، بالإضافة إلى تلبية متطلبات إضافية تحددها وزارة التغير المناخي والبيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وكشفت رئيس جمعية الإمارات البيطرية أن المؤسسات التعليمية والبحثية في الإمارات تعمل على تعزيز البنية التحتية للطب البيطري، من خلال إنشاء مختبرات حديثة وتوفير بيئة تعليمية متقدمة، لافتة إلى إجراء أبحاث تطبيقية بالتعاون مع هيئات مثل هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بهدف تعزيز السلامة الغذائية وتحسين جودة المنتجات الحيوانية.

ولفتت إلى أن الإمارات تسعى إلى تلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر البيطرية المؤهلة، موضحة أن كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة الإمارات قدمت أكثر من 100 خريج وخريجة، منخرطين فى سوق العمل في مجالات الاستدامة والتنمية الزراعية والأمن الغذائي، مشيرة إلى أن جمعية الإمارات البيطرية تلعب دورا محوريا في تطوير مهنة الطب البيطري في الدولة من خلال مجموعة من المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الكفاءات الوطنية، وتطوير البنية التحتية البيطرية، والمساهمة في الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

وأوضحت أن الجمعية تأسست بموجب القرار الوزاري رقم 421 لسنة 2016، ومقرها في أبوظبي، وتهدف إلى تطوير مهنة الطب البيطري، وتنمية الثروة الحيوانية، وتوفير الكوادر الوطنية المؤهلة، وتمثيل الدولة في المحافل الدولية.

وكشفت عن أبرز مبادرات الجمعية، والتي تشمل تطوير الكوادر الوطنية من خلال برامج تعليمية وتدريبية لتزويد سوق العمل بأطباء بيطريين مؤهلين، وتنظيم فعاليات توعوية مثل الاحتفال باليوم العالمي للطب البيطري، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الدولية، ما يعكس دورها في تعزيز مكانة الإمارات في المجال البيطري على الساحة الدولية، وأضافت: أن الجمعية تتمتع بعضوية العديد من المنظمات العالمية، ما يجعلها تمثل حلقة الوصل بين تلك المنظمات ودولة الإمارات متمثلة في المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة.

وفي سياق متصل، استعرضت الدكتورة رولا أبرز أنواع الحيوانات التي تُربى محليا في الإمارات، موضحة أن مزارع الإنتاج الحيواني تشمل الدواجن اللاحمة، والدواجن البياضة، والأبقار، والجمال، والأغنام والماعز، والأرانب، والنعام، والسمان، والجاموس، مؤكدة أن الإمارات تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر دعم الإنتاج المحلي وتبني تقنيات الزراعة المستدامة ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، مشيرة إلى أن استراتيجيات زيادة الاكتفاء الذاتي تشمل دعم المزارعين، وتبني الزراعة الذكية، وتحسين سلاسل الإمداد ضمن رؤية 2051.

وأوضحت أن تنمية الثروة الحيوانية في الإمارات تواجه تحديات متعددة في ظل الظروف المناخية الصحراوية، أبرزها ندرة المياه، وملوحة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص المراعي الطبيعية، مشيرة إلى مواجهة هذه التحديات من خلال الاعتماد على التكنولوجيا والزراعة المستدامة، مشيرة إلى وجود برامج حكومية متنوعة لدعم مربي المواشي وتعزيز الإنتاج المحلي من اللحوم والألبان، مؤكدة أن هذه البرامج تشمل دعم الأعلاف ودعم تربية الإبل.

وفيما يتعلق بضمان جودة الأعلاف وتغذية الحيوانات، أوضحت أنه يتم تنفيذ اختبارات مخبرية دورية ضمن خطة معتمدة، والتفتيش الدوري على منشآت الأعلاف والمصانع وكذلك المزارع لضمان مطابقتها للمعايير، وأكدت أن الإمارات تطبق معايير صارمة لضمان سلامة المنتجات الحيوانية المحلية والمستوردة، تشمل الفحص والتحصين والرقابة على الذبح والتصنيع، مشيرة إلى أن الثروة الحيوانية تساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي الوطني من خلال توفير اللحوم والألبان محليًا والمساهمة في تقليل الاعتماد على الواردات.

وفي سياق استعدادات الدولة لمواجهة الأوبئة الحيوانية المحتملة، أكدت الدكتورة رولا شعبان أن الإمارات تنفذ برامج تحصين ومراقبة وخطط استجابة للأوبئة بالتعاون مع منظمات دولية، موضحة أن التعامل مع الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان يتم من خلال تطبيق نهج الصحة الواحدة عبر التعاون بين القطاعات الصحية لرصد الأمراض المشتركة.

وكشفت عن وجود تعاون وثيق بين مصر والإمارات في المجال البيطري، مشيرة إلى أن هذا التعاون يشمل تبادل الخبرات والتدريب والبحث واستقدام الكوادر المصرية وتنظيم المؤتمرات المشتركة، وأكدت أن الأطباء البيطريين المصريين يشاركون بفعالية في القطاع البيطري بالإمارات، ويُعدون من الكفاءات الأساسية في هذا القطاع.

وأشارت إلى تأثر قطاع الطب البيطري والثروة الحيوانية بالتغيرات المناخية، موضحة أن ذلك يؤدي إلى زيادة خطر الأمراض وتراجع الإنتاج، ما يستدعي تطبيق استراتيجيات تكيف جديدة، لافته إلى أن التغير المناخي يسبب انتقال الحشرات الناقلة للأمراض، مما يؤدي لظهور أمراض جديدة، مؤكدة أنه مع وجود خطط استباقية يتم السيطرة على أي أمراض قد تحدث قبل حدوثها، مشددة على أن الطبيب البيطري يمثل محورا رئيسيا في منظومة الصحة الواحدة، مشيرة إلى أن دوره يتمثل في مراقبة الأمراض والتنسيق مع الصحة العامة لضمان صحة الإنسان والحيوان.

وأوضحت أن منظومة الصحة الواحدة تعتبر إطارا تعاونيا عالميا يربط بين صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة، وتركز على التداخل بين هذه العناصر الثلاثة لمواجهة التحديات الصحية المشتركة مثل الأمراض المشتركة، ومقاومة مضادات الميكروبات، وسلامة الغذاء.

واستعرضت أبرز أدوار الطبيب البيطري ضمن هذه المنظومة، والتي تشمل مكافحة الأمراض المشتركة مثل السعار وأنفلونزا الطيور والبروسيلا والسل البقري، والمساهمة في سلامة الغذاء وسلسلة الإمداد الغذائية من خلال مراقبة صحة الحيوانات المنتجة للغذاء والإشراف على الذبح الصحي ومراقبة المجازر، بالإضافة إلى الحد من مقاومة مضادات الميكروبات من خلال الاستخدام الرشيد للأدوية البيطرية والمضادات الحيوية، كما تشمل أدوار الطبيب البيطري الرصد الوبائي والإنذار المبكر للكشف عن تفشيات الأمراض، والتوعية والتثقيف الصحي، والمشاركة في الأبحاث المشتركة، والتدخل في الأزمات الصحية والبيئية.