رجل الرعب والجريمة بعد إسكوبار.. نهاية أسطورة "فيتو" زعيم الدم والدمار فى أمريكا اللاتينية وتسليمه لأمريكا فى خطوة غير مسبوقة.. قتل مرشحا رئاسيا وأدار امبراطورية إجرامية.. تسبب فى حرب أثارت الفوضى والعنف

في تطور غير مسبوق في ملف الجريمة المنظمة بأمريكا اللاتينية، أقدمت الإكوادور على ترحيل أخطر زعيم مافيا في تاريخها إلى الولايات المتحدة، فيتو ، الذي وصفه البعض بـ"إسكوبار الجديد". رجل دوّخ أجهزة الأمن، وفرض سطوته على السجون، وقتل سياسيين بارزين، وأشعل حرب عصابات دمّرت استقرار البلاد.
من داخل زنزانة مزوّدة بالإنترنت، واصل "فيتو" إدارة شبكة إجرامية عابرة للحدود، مخلّفًا وراءه فوضى دامية، وسمعة مرعبة جعلته رمزًا للعنف الحديث في القارة. ترحيله إلى واشنطن ليس مجرد خطوة أمنية، بل رسالة سياسية بأن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى.
وأكدت هيئة إدارة السجون أن عملية التسليم جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، ونُقل ماثياس من سجن "لا روكا" الشديد الحراسة تحت إشراف مشترك من الشرطة الوطنية والقوات المسلحة، تنفيذًا لقرار قضائي صادر عن السلطات المختصة.
"فيتو".. من سارق شوارع إلى أخطر زعماء الجريمة في الإكوادور
بدأت مسيرة "فيتو" الإجرامية في العشرين من عمره بتهمة السرقة، لتتطور لاحقًا إلى إمبراطورية إجرامية معقدة جعلت منه ثاني أخطر زعيم عصابات في أمريكا اللاتينية بعد بابلو إسكوبار.
قضى سنوات في سجن "لا روكا"، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن 34 عامًا لاتهامات تتعلق بالقتل والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة.
وكان "فيتو" الزعيم الرئيسي لعصابة "لوس تشونيروس"، أكبر وأقدم منظمة إجرامية في البلاد، والتي تحولت من عصابة شوارع إلى شبكة تهريب دولية مرتبطة بكارتل "سينالوا" المكسيكي.
هروب أسطوري ومطاردة إقليمية
في فبراير 2013، نفذ "فيتو" أول وأشهر عملية هروب من السجن برفقة 17 عنصرًا من عصابته، مستغلًا نهر "دول" للفرار عبر زوارق صغيرة، قبل أن يُعاد القبض عليهم خلال تسعة أشهر فقط.
وفي يناير 2024، أعاد "فيتو" الكرة حين تمكن من الهروب مجددًا من سجن شديد الحراسة، واستمر هاربًا لأكثر من عام ونصف، وسط شائعات عن لجوئه إلى كولومبيا أو الأرجنتين، إلى أن أُلقي القبض عليه أخيرًا في مدينة مانتا الساحلية.
السجن المترف والمخدرات والعائلة خلال فترات اعتقاله، عاش "فيتو" في زنزانة فاخرة مزودة بكافة سبل الراحة، من الإنترنت إلى غرفة خاصة، وتمكّن من إدارة أنشطته الإجرامية من داخل السجن.
كما ظهر في مقطع فيديو موسيقي تم تصويره من داخل محبسه، ترويجًا لأغنية بعنوان "مخدر الأسد"، أداها فنانون محليون بمشاركة ابنته "كوين ميشيل".
اتهامات بالقتل وتهديد سياسي بارز
رُبط اسم "فيتو" بجريمة اغتيال فرناندو فيلافيسينسيو، السياسي البارز والمرشح الرئاسي الذي تحدث علنًا ضد عصابات المخدرات في البلاد، وكان قد تلقى تهديدات مباشرة من "فيتو" قبل أيام من مقتله.
ويأتي ترحيل "فيتو" في سياق حملة شرسة يقودها الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا، الذي أعلن البلاد في حالة نزاع داخلي مسلح، وأمر بتعبئة الجيش والأمن لتحييد العصابات التي استولت على سجون ومحطات إعلامية، مما دفع الإكوادور لتُصنف ضمن أكثر دول أمريكا اللاتينية عنفًا.
وباتت هذه العصابات، التي كانت مجرد مجموعات شوارع قبل سنوات، جهات فاعلة في تجارة المخدرات العالمية، إذ أصبحت الإكوادور محطة مركزية لتصدير الكوكايين القادم من بيرو وكولومبيا إلى الأسواق الدولية.

Trending Plus