37 عامًا فى الرهبنة.. البابا تواضروس يسير بثبات على درب المحبة.. من صيدلي ناجح إلى راهب ناسك فى دير الأنبا بيشوى.. رهبنته مثال لحياة مكرسة عنوانها العطاء.. واختيار بالقرعة الهيكلية يصادف عيد ميلاده الستين

كتبت بتول عصام
الخميس، 24 يوليو 2025 09:00 ص
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بنهاية شهر يوليو الجاري، بالعيد السابع والثلاثين لرهبنة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في محطة جديدة من محطات الرحلة التي بدأها داخل أسوار دير الأنبا بيشوي، ليصبح بعد سنوات طويلة من الرهبنة والخدمة الروحية، البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
قلب محب للرهبة طيلة حياته
في 20 أغسطس 1986، ترك الصيدلي الشاب وجيه صبحي باقي سليمان، عمله الناجح في مجال صناعة الدواء، وتوجه إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث ارتدى الاسكيم الرهباني بعد عامين، في 31 يوليو 1988، باسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي، ليبدأ فصلًا جديدًا من الخدمة بصمت، محمولًا بشعاره الأثير، الذي لم يكن معلن ولكنه كان رفيق أعماله وأفعاله طول فترة الخدمة: "المحبة لا تسقط أبدًا" (1كو 13:8).
من الكهنوت إلى الأسقفية
في 10 فبراير 1990، بدأ الأب ثيؤدور خدمته كراهب كاهن في إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، حيث خدم تحت إشراف الأنبا باخوميوس، مطران الإيبارشية. وفي 15 يونيو 1997، تمت رسامته أسقفًا عامًا لخدمة الشباب، ومسؤولًا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، وهي المسؤولية التي أكسبته محبة أجيال من الخدام والشباب.
اختيار إلهي بالقرعة الهيكلية
في 4 نوفمبر 2012، يوم إتمامه الستين من عمره، اختير بالقرعة الهيكلية ليكون بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ118، خلفًا لقداسة البابا شنودة الثالث. وفي 18 نوفمبر 2012، تم تجليسه رسميًا على الكرسي المرقسي، في احتفال كنسي مهيب شهده كبار رجال الدولة والكنيسة وشخصيات عامة ودينية من مصر والعالم.
خلفية علمية وروحية متينة ورصينة
ولد البابا تواضروس الثاني في 4 نوفمبر 1952 بمدينة المنصورة، ونشأ في أسرة قبطية متدينة. حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، ثم منحة من جامعة الإسكندرية في دبلوم الصيدلة الصناعية عام 1979. وبعد سنوات من الدراسة اللاهوتية، نال زمالة من منظمة الصحة العالمية في مراقبة جودة الدواء من جامعة أكسفورد عام 1985، قبل أن يدرس الإدارة الكنسية عام 1999 في معهد هاجاي بسنغافورة، ويمنح دكتوراه فخرية من جامعة بني سويف عام 2015 عن جهوده في تعزيز السلم الاجتماعي.
درب ممتد من الخدمة الحكيمة منذ الصغر
عمل البابا قبل الرهبنة لمدة 10 سنوات و10 شهور و10 أيام في قطاع صناعة الدواء، قبل أن يختار الطريق الرهباني. واليوم، ومع دخوله العام الثامن والثلاثين في الرهبنة، يُعد من أبرز الشخصيات الدينية في مصر والعالم، ويواصل قيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برؤية راعٍ حكيم، يجمع بين الهدوء الرهباني والحنكة الإدارية والروحية.
إرث محبة ومسيرة أمل
في ذكرى رهبنته السابعة والثلاثين، تتجدد معاني الوفاء والالتزام في مسيرة قداسة البابا تواضروس الثاني، الذي اختار منذ شبابه أن يكرّس حياته للكنيسة، تاركًا وراءه المجد الدنيوى، ليمضي على درب "المحبة التي لا تسقط أبدًا".

Trending Plus