إلى متى يستمر تجويع غزة؟

يعيش أهل غزة اليوم في صمت موجع، يتجرعون الجوع والألم دون أن يصل صوتهم إلى العالم، فالمآسي التي يشهدونها كل يوم تفوق الوصف، من انتهاكات صارخة وغير مبررة، إلى جرائم تُمارس بوحشية لا تمت للإنسانية بصلة.
العالم يواصل صمته المريب تجاه ما يحدث في غزة، حيث أصبح من الواضح أن ما يجري ليس سوى صراع بين الحق والباطل، يحدث من سنوات طوال، يدفع ثمنه الأبرياء فقط، وعلى رأسهم الأطفال، الذين يدفعوا الثمن من خوف وجوع ومرض.
المأساة التي يعيشها أطفال غزة تفطر القلوب، فهم يُحاصرون بلا أي ذنب، ويُحرمون من أدنى حقوقهم في الحياة، بينما يستمر الجانب الإسرائيلي في ارتكاب أفظع الانتهاكات، دون رادع أو مساءلة، كيف لأطفال ونساء عزّل وجوعى يقفون بالطوابير للحصول على بعض الفتات ليسدوا رمقهم، أن يدافعوا عن أنفسهم وهم في أقصى درجات الضعف؟!
صيحات الأطفال الجياع العالية، التي لا تجد من يصغي إليها، ودموعهم التي تنزل على تراب غزة، لأنهم لا يجدون ما يسد رمقهم، ولا حتى سقفاُ يحتمون تحته، محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية للعيش من طعام ودواء ومأوى.
الجانب الإسرائيلي لا يعترف بحق أهل غزة في الحياة على أرضهم، بل يسعى بكل الوسائل إلى دفعهم للرحيل وترك أرضهم، مستخدماً سلاح الحصار والتجويع كأسلوب ضغط غير إنساني.
وفي ظل الحصار المستمر، يسقط أبناء غزة يوميًا، إما تحت القصف أو بسبب الموت جوعاً والمشهد يزداد قتامة مع مرور الوقت، فلم يحصل أهلها إلا على الدمار والجوع والموت، ويعيش الناس في العراء، حتى المساعدات التي تحاول مصر إيصالها إلى داخل القطاع، تُمنع من المرور بفعل الاحتلال.
أمام هذا الواقع القاسي والمؤلم المرير، نتساءل إلى متى سيبقى العالم يغمض عينيه عن هذه الجرائم الغير أدمية؟ وإلى متى سيُترك أطفال غزة وحدهم في مواجهة الجوع والموت؟!

Trending Plus