المشاركة المكثفة في الانتخابات تحقق ماهية النزاهة والشفافية

النزاهة، والشفافية من المعايير، التي تضمن حصولنا على نتائج مرضية، لا تشوبها شائبة، كما أنها تعد أساسًا؛ لتكافؤ الفرص بين الجميع؛ ومن ثم تُسهم في نجاح الانتخابات، وتحث الجميع على المشاركة؛ حيث الشعور بالطمأنينة، واعتبارية الكيانات المؤسسية، التي تتشكل؛ إذ تتسم بالقوة، وتوحد الرؤى، تجاه غايات الوطن؛ إذ يتنازل الفرد عن الذاتية، وينحو تجاه تعظيم الشراكة في بناء هذا الوطن الساكن في قلوب المصريين جميعًا.
الحق الدستوري، وممارسته، نرى جدواه في كثافة المشاركة؛ حيث تصبح هناك رقابة صارمة على العملية الانتخابية، ويوقن كل إنسان أنه مطمئن على الآليات، التي تتخذ حينئذ، ويتأكد أن الجميع يتحرى الدقة، والموضوعية، وأن الرسالة في حدّ ذاتها تقوم على الأمانة، والشرف تجاه خدمة تراب هذا الوطن، وليس الأمر متعلقًا بمصالح شخصية على حساب مستهدفات، يتكاتف الجميع من أجل تحقيقيها؛ لتصبح الدولة الديمقراطية قادرة على غرس قيم التعايش السلمي، ونشر السلام المجتمعي؛ ومن ثم تستطيع أن تثبت مقدرتها على مواجهة كافة التحديات على المستوى الداخلي، والخارجي.
حينما تضعف المشاركة، والشراكة في العرس الانتخابي تفتح أبوابًا للتلاعب، والممارسات، غير المشروعة، التي تضير بالصالح العالم؛ لذا فإنه يتوجب علينا أن ندرك أهمية المشاركة من قبل الجميع؛ كي نعزز المصداقية، ونختار بوعي صحيح من يمثل مصالح هذا الشعب؛ ليدرك أنه في اختبار، لا تطول فترته، وأن ما وُعد به بات مسطر في عقول، وخلد الجمهور؛ فيعمل بجد، واجتهاد، ويؤدي ما عليه؛ لينال الثقة، ويعتز بذاته، وبوطنيته على الدوام.
إرادة الشعب تجاه التغيير للأفضل، تقوم على فلسفة الديمقراطية، التي تفتح أذرعها له عبر صناديق الانتخاب الحر، ومن خلال مواقيت الاستحقاق الانتخابي، التي ينبغي عليه أن يلبي النداء لها، ولا يتأخر عن واجبه الوطني؛ كي يفرض اختياره على الساحة السياسية، ويؤدي دوره المنوط به، ويجبر المرشحين على انتهاج ماهية الريادة، والتنافسية في الأداء بعد تبوء المقاعد البرلمانية، وهذا لن يتحقق إلا بمشاركات غفيرة من جموع شعبنا العظيم، الذي يدرك ما يحيط بالدولة، ومؤسساتها من تحديات، ويعلم حجم الشائعات المغرضة، التي تبث على مدار الساعة من أجل إضعاف العزيمة الشعبية.
الأصوات الانتخابية، لا تقدر بثمن؛ فهي المسئولة عن اختيار من يداوم على العطاء، ويبذل الجهود المخلصة من أجل بناء الوطن، وصون مقدراته، وخدمة أبنائه ليل نهار، ومن يتبنى رؤية طموحة تُسهم في التصدي للمشكلات، والقضايا التي يعاني منها الشعب، وتشغل الرأي العام؛ فيخرج بأطروحات من شأنها أن تساعد في صياغة حلول إجرائية، أو تعمل على صناعة القرار، واتخاذه؛ لذا نؤكد على أن الصوت أمانة، لا يوضع إلا في محله، ولمن يستحقه؛ فلا مجال للتراخي عن مشاركة فاعلة من قبل كافة المواطنين، الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم.
الدولة المصرية بكافة أجهزتها المعنية تبذل جهدًا، لا يُستهان به من أجل خلق مناخ مواتٍ للعملية الانتخابية، وبناءً عليه فإنه ينبغي أن يلبي شعبنا المغوار الدعوة للانتخابات عبر مشاركات فعالة، يراها العالم كله؛ فهي المعبرة بصدق عن نضج سياسي، ومقدرة الدولة على بناء مؤسسات ديمقراطية، تؤدي ما عليها من التزامات، وواجبات، تجاه بلدنا الحبيب، وشعبه الأصيل، الذي يستحق كل تقدير، وإجلال.
دعونا عبر مشاركات فعالة، نعمل على تعضيد شرعية المخرجات السياسية؛ كي نعزز ماهية الاستقرار السياسي في مصرنا الحبيبة، ونؤكد على صورة الاصطفاف عبر ترجمة وظيفية، تشير إلى وعينا بمصالحنا القومية؛ ومن ثم تصل الرسالة جليّة لمن يروجون الأكاذيب، ويدعون الأباطيل، ويحقدون على أمن، وطمأنينة هذا الشعب، ويكيدون المكائد؛ كي لا تقوم للبلاد قائمة، وتسقط في براثن الخلافات، والنزاعات، وهذا بإذن الله – تعالى – لن يحدث في هذا البلد الأمين بوعد ربه - عزوجل-.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
_____
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

Trending Plus