جنة الصين الزراعية .. "اليوم السابع" داخل مشاريع وحقول شينجيانج.. تكنولوجيا تتغلب على تحديات المناخ والتربة.."درونز" لزراعة القطن ومعالجة جينية وراء "أرز البحر"..و"حاويات المشروم" نقطة انطلاق لطفرة عابرة للحدود

رغم أن مناخها قاري جاف ويقل بها هطول الأمطار، إلا أن منطقة شينجيانج ذاتية الحكم، تعد من أهم المناطق الزراعية وأكبر منتج لعدد من المنتجات الزراعية الرئيسية فى الصين ، وذلك ليس فقط بفضل مساحتها الواسعة ومناخها المتنوع الذي يجمع بين الصحراء والجبال والواحات ولكن بفضل تبنى الدولة لأحدث التكنولوجيات المتطورة التي تتغلب على مختلف التحديات المتعلقة بالقطاع.
وتشهد منطقة شينجيانج والتي تقع أقصى شمال غرب الصين تحولًا زراعيًا مذهلًا، حيث تُسخّر التقنيات الحديثة لتعزيز الإنتاج الزراعي وتجاوز تحديات المناخ القاسي والتربة المالحة. وأصبحت الزراعة الذكية والابتكارات مثل الزراعة الداخلية للفطر، وزراعة "أرز البحر" المقاوم للملوحة، واستخدام الطائرات المسيّرة في زراعة القطن من أبرز ملامح المشهد الزراعي في الإقليم.
وللوقوف على مدى تطور قطاع الزراعة فى الصين، زارت "اليوم السابع" بدعوة من سفارة الصين بالقاهرة، عدد من الحقول والمشاريع والشركات فى ثلاث مدن فى منطقة شينجيانج هي كاشجر وتوربان وأورومتشى، وأطلعت على أسباب تقدم المنطقة فى القطاع. ونستعرض فى السطور التالية ملامح من هذا التقدم.
القطن.. ذهب شينجيانج الأبيض
الدرونز فى حقل القطن
تُعد شينجيانج أكبر منتج للقطن في الصين، وتُنتج أكثر من 90% من إجمالي إنتاج القطن الصيني. ومع التحديات المتعلقة بعمل المزارعين فى درجات حرارة مرتفعة فضلا عن نقص الأيدي العاملة واتساع الأراضي، تم اعتماد الطائرات المسيّرة (الدرونز) على نطاق واسع في زراعة القطن. وتُستخدم هذه الطائرات في رش المبيدات والأسمدة، ومراقبة حالة المحاصيل، وتحليل البيانات الميدانية بدقة متناهية، ما ساهم في خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.
وخلال الجولة الصحفية المنظمة لحوالي 25 صحفى من دول مختلفة، زارت "اليوم السابع"، قرية ليان فنج ديفنج فى مقاطعة هوتوبي القريبة من اورومتشى. وأطلعت على عمل المسيرات وكيف يتم استخدامها فى وقت قصير ربما لا يتجاوز 10 دقائق لنثر البذور.
ويشار إلى أن القطن المزروع يستخدم في صناعة المنسوجات والملابس على مستوى الصين والعالم.
أرز البحر فى الصين
حقول أرز البحر
وفى مدينة كاشجر الحدودية التي تجاور قيرجيزستان وطاجيكستان، تبرز المدينة التاريخية والواقعة على طريق الحرير كبوتقة للزراعة المُعدّلة وراثيًا مثل استصلاح التربة المالحة وزراعة ما يعرف باسم أرز البحر.
وخلال زيارة لحقول أرز البحر لإحدى أكبر الشركات الرائدة في تطوير وزراعة أنواع الأرز القادرة على النمو في التربة القلوية المالحة والأراضي الساحلية فى شينجيانج، أطلع الصحفيون على التقنيات الحديثة التي تساعد الصين على الزراعة فى ترب غير مخصصة للزراعة.
تستخدم الشركة نهجًا مبتكرًا يجمع بين التحليلات المتقدمة للجينوم والتمثيل الغذائي لإنشاء أنواع جديدة من الأرز بسرعة وثبات.
وتركز الشركة على أنواع الأرز والحبوب التي يمكن زراعتها فى البيئات الصعبة مثل أراضي التلال الساحلية والتربة القلوية المالحة، والتي تكون عادة غير مناسبة لزراعة الأرز التقليدية ما يفتح آفاقًا جديدة لاستصلاح الأراضي وتحقيق الأمن الغذائي.
چياشي .. موطن رأس البرقوق في الصين
وفى جياشي إحدى بلدات المدينة المعروفة بإنتاج البرقوق، زار اليوم السابع حديقة چياشي الحديثة لإنتاج البرقوق. وقال المسئولون إن المقاطعة تعرف بأنها "موطن رأس البرقوق في الصين" إذ تنتج 70% من البرقوق داخل الصين بأكملها، وتعرف كذلك بإنتاج ألذ أنواع البرقوق والبطيخ.
وتشمل الحديقة مناطق وظيفية مختلفة للبحث والتجربة ولوازم التبريد وتجهيز البرقوق. وقال المسئولون عن المشروع إنه من خلال البحث والتكنولوجيا تم دمج أنواع معينة من البرقوق والخوخ لإنتاج خط جديد من الفاكهة المميزة.
زراعة "الفطر الذكى" داخليا
حاويات المشروم
وفى مدينة توربان التي تعرف بمناخها الجاف والحار للغاية خاصة فى فصل الصيف، تم إدخال تقنية الزراعة الداخلية للفطر في منشآت مغلقة تُدار بالكامل عبر أنظمة تحكم ذكية في سياق السعي نحو الزراعة المستدامة فى الصين. وتوفر هذه البيوت الزراعية بيئة مثالية لنمو الفطر على مدار العام باستخدام أقل كمية من الماء والأرض، وتُعد مصدر دخل متجدد للمزارعين المحليين، خاصة في المناطق النائية.
وفى زيارة لشركة صينية رائدة فى إنتاج الفطر الذكى، تعرف اليوم السابع على عملية الإنتاج الذكية بأكملها بما فى ذلك كيفية إنتاج الفطر فى غرف يتم التحكم فى درجة حرارتها من حيث الرطوبة ونسبة الأوكسجين، وكيفية تعقيمها وحصادها وتعبئتها استعدادا لبيعها وتصديرها.
ويوفر خط الإنتاج 7 ملايين عود فطر سنويًا بينما يبلغ الإنتاج اليومى للشركة ما يقرب من 8 أطنان بقيمة سنوية تبلغ نحو 150 مليون يوان. وتستغرق عملية الزراعة الداخلية بأكملها من 13-14 يوما.
زراعة المشروم داخل حاويات
وما يميز الزراعة الداخلية هو الاستفادة حتى من المخلفات الزراعة بطريقة آمنة تخدم البيئة ووضعها فى الأكياس المجهزة لتسهيل زراعة الفطر. وكذلك تساعد هذه الزراعة المزارعين، فرغم أن العملية بأكملها تتم دون تدخل بشرى، إلا أنه يتم جمع المخلفات الزراعية من المزارعين ويتم إشراكهم فى عملية التعبئة والحصاد مقابل امتيازات. وتقوم الشركة على سبيل المثال بإعادة تدوير الأكياس التي يتم من خلالها زراعة المشروم لمساعدة المزارعين على جني المزيد من الأرباح والحصول على مخلفاتهم الزراعية. كما يتم معالجة مخلفات الفطر المحصود وتحويلها إلى علف لتربية الماشية والأغنام يقدم للمزارعين.
ويتم إنتاج أنواع كثيرة من المشروم، ومنها ما يتم استخدامه لأغراض طبية لمعالجة الأرق وتسهيل الهضم وكذلك يستخدم لأغراض التجميل.
المسئول بالشركة يشرح كيفية عمل الأكياس
ولضمان تطوير إنتاجية زراعية جديدة، بادرت الشركة بإجراء المزيد من الأبحاث.
ويشار إلى أن الصين تعتبر أكبر منتج للفطر في العالم، حيث تمثل حوالي 80% من الإنتاج العالمي.
جانب من عملية التغليف
توربان القلب النابض لأكبر منتج للعنب والزبيب فى الصين
حقول العنب
ومن ناحية أخرى، زار الصحفيون كذلك حقول العنب التي تشتهر بها مدينة توربان، التي توصف بأنها القلب النابض لأكبر منتج للعنب والزبيب في الصين، وهى منطقة شينجيانج التي تنتج أكثر من 20% من الإنتاج الوطنى الصينى من العنب ، ومعظم إنتاجها يُستخدم في صناعة الزبيب، خاصة في "وادي العنب" الشهير، إذ يجعلها مناخها الجاف والمشمس مثالية لإنتاج عنب عالي الجودة.
وأخيرا، تعتبر شينجيانج مثالاً حيًا على كيفية تطويع الابتكار العلمي لخدمة التنمية الريفية المستدامة. ويرى خبراء الزراعة أن اعتماد الصين لهذه التقنيات الحديثة لا يقتصر فقط على رفع مستوى الإنتاج، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على البيئة، وتقليل الهدر، وتوفير فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا الزراعية، ويوفر الأمن الغذائي وموارد دخل إضافية من خلال التصدير.
أرز البحر
حقول القطن

Trending Plus