حازم الشريف يكتب: الخلايا النائمة وتهديد الأمن القومي

منذ قديم الأزل غواية إبليس وقبيله لبني آدم مستمرة ليس للإضرار ولكن للتضليل؛ وسوسة إبليس للأب آدم كانت بهدف الضلالة والتدليس وإحلال الباطل منزل الحق، وهو ما ظهر في الآراء بالأكل من الشجرة المحظورة على أنها شجرة الملك والسلطان والخلد، لكن ما أن ذاق آدم وحواء، ثمرة من ثمار الشجرة حتى تجلت الحقيقة وعلم آدم ساعتها خطورة وعقبى ما جنت يداه وساقه وعيه حينها لما صدقه كذبا وتدليسا مما زعمه إبليس لإغواء آدم وإيقاعه في جب الضلال ومن ثم للهلاك.
في زمننا المعاصر تستمر قصة آدم وإبليس بأشكال ووقائع مختلفة حتى وإن كانت النتائج واحدة، ففي حياتنا المعاصرة التي نواجه فيها أهوال التضليل والحقائق الكاذبة للإغواء والإلهاء عن عمد للإضرار بالأمن القومي.
صراع بنى آدم وذرية إبليس المستمر من النشأة حتى الفناء ليس مقصوراً على الغواية التقليدية، ولكنه يتطور بتطور الزمان والعصور، فالخلايا النائمة التي تقوم بغواية المواطنين لعرض أكاذيب أو افتعال الأزمات للإضرار بالأمن القومي، هي أحد وسائل وصور التضليل والتدليس التي استخدمها إبليس للوقوع بآدم..
أجندات التخريب والمعلومات غير الصحيحة والمضللة، هي قوام عمل أبناء إبليس من الخارج والداخل وليس مشروطاً أن يكون الأبالسة من الجن، ولكن هم فئات يلبسون ملابسنا ويأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب وأيضا يعيشون في هذا البلد ينعمون بخيراتها وقد يحملون نفس جنسيتنا وهويتنا وأحرص ما يكونون على انتزاع حقوقهم ومكتسباتهم من هذا البلد أيضاً.
تسعى الدولة جاهدة ليس للعمل علي حل مشكلات المواطنين ولكن لصناعة الأمل وفقا لتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لشحن همم المواطن ليصبح عنصر فاعلاً لنفسه وأسرته ودولته وهي أسمى المهام..
الأحداث الراهنة التي تواجه المنطقة وحتى الشواهد التاريخية أقربها خلال العقد الماضي والتي أثبتت صدق عهد ما قامت به الدولة المصرية في تأمين البلاد والعباد وصناعة الأمل وترجمته لواقع ملموس من مشروعات اقتصادية بمختلف القطاعات واستثمارات في المصريين، فما بين الصدق والحقيقة والوعود الكاذبة من بعض المدلسون واللجان الإلكترونية ؛ فارق كبير ويراه المبصر وغير المبصر.
ويبقي السؤال أليس الحق أبلج والباطل لجلج حتى وإن اختلف صراع بنو آدم وذرية أبليس؟

Trending Plus