دير أبو مينا فى الإسكندرية.. موقع أثرى ذو قيمة عالمية استثنائية

رفعت منظمة اليونسكو موقع "أبو مينا الأثرى" من قائمة التراث العالمى المعرض للخطر، وتقع أبو مينا جنوب الإسكندرية، بين وادي النطرون والإسكندرية، وتمثل تطور مركز حج مسيحي مبكر من القرن الخامس إلى القرن السابع الميلادي.
نشأ هذا المركز القديم حول قبر القديس مينا الشهيد، الذي كان يُعتقد أنه يُحدث المعجزات، وتطور إلى مجمع معمارى فريد من نوعه، مترامى الأطراف، من عصر العمارة الرهبانية المسيحية المبكرة، يُعد الموقع مثالاً بارزاً على مركز رهباني وحج مسيحي كبير في عصر النهضة، يتميز بطابع فني مميز، يمزج بين التقاليد المعمارية المصرية، وتلك الأوروبية والآسيوية الصغرى التي ساهمت في تقدم الممارسات المسيحية، كان للموقع أهمية كبيرة في جذب الحجاج المسيحيين في العصور القديمة، ويمثل مزيجاً من العمارة الدينية والجنائزية والحية، بالإضافة إلى الآثار المبنية في الموقع، تُعرض البرديات والأوستراكا التي عُثر عليها في الموقع في العديد من المتاحف حول العالم، مما يشهد على الأهمية العالمية لهذا الموقع.
تاريخ الموقع الأثري
تم بناء الكنيسة والمعمودية والكنائس والمباني العامة والشوارع والأديرة والمنازل وورش العمل في هذه المدينة المقدسة المسيحية المبكرة على قبر الشهيد ميناس الإسكندري الذي توفي عام 296 ميلادية وفقا لموقع منظمة اليونسكو.

دير أبو مينا من بعيد
آثار الموقع
يحتوي الموقع الأثري على بقايا مجمع كنسي كبير يضم معمودية وكنيستين في مركزه، تُشكلان، إلى جانب كنيسة القبر مع كهف القديس وكنيسة الحجاج ذات الشكل الصليبي، مجمعًا معماريًا كبيرًا. تقع كنيستان أخريان في الحيين الشمالي والشرقي. تُمثل الكنيسة الشرقية المركز الروحي للمستوطنة الرهبانية في المنطقة.
إلى جانب هذه الكنائس، تُستخدم العديد من المباني العامة كمنازل راحة للحجاج. يوجد في الموقع حمامان عامان، وعدة ورش عمل وصهاريج، بالإضافة إلى معاصر زيتون وزيت وزبيب ونبيذ وأفران فخار، بالإضافة إلى بقايا مستوطنة مدنية حول المباني الكنسية. شُيّدت المباني الرئيسية باستخدام حجارة حجرية من الحجر الجيري مرصّعة بملاط الجير، وكانت الأعمدة عادةً مصنوعة من الرخام، وهناك أدلة على زخارف فسيفسائية. شُيّدت مبانٍ أبسط باستخدام طوب طيني مغطى بطبقة من الجص الجيري الناعم. لا يزال الموقع مركزًا للحجّ، ويعيش فيه مجتمع رهباني نشيط، ولا تزال الآثار التي يُعتقد أنها تمنح البركة محفوظةً فيه. وقد احتفظ الموقع بأهميته للمجتمع القبطي لأكثر من خمسة عشر قرنًا.
ويُعدّ موقع أبو مينا مثالًا بارزًا على أحد أوائل المراكز الرهبانية المسيحية المبكرة التي طُوّرت في الشرق الأدنى. كما كان مركزًا رئيسيًا للحجّ، حيث اتسعت مستوطنته بشكل ملحوظ مقارنةً بالعديد من المواقع المعاصرة له في الشرق الأدنى. تأثرت عناصره المعمارية، في مجموعة واسعة من أنواع المباني، تأثرًا كبيرًا بالممارسات المصرية، وتُعبّر بوضوح عن تناغم العمارة المصرية التقليدية مع مختلف الأساليب الأخرى من حوض البحر الأبيض المتوسط، وتُمثّل تقدمًا ملحوظًا في العمارة والممارسات المسيحية المبكرة.

آثار أبو مينا
قيمة استثنائية
تتوفّر جميع العناصر اللازمة للتعبير عن القيمة العالمية الاستثنائية، بما في ذلك بقايا هياكل أبو مينا الأثرية بتصميمها المُركّب، داخل الموقع، وبالتالي يُلبي الموقع شروط السلامة. سلامة الموقع مستقرة، إذ يجري احتواء ارتفاع منسوب المياه المرتبط بشبكات ريّ الأراضي الزراعية المحيطة من خلال مشروع تجفيف المياه ونظام مراقبته وصيانته. كما أن بنية الكنائس، وضريح مار مينا، وبيوت راحة الحجاج، والحمامات العامة، والورش، والصهاريج، والصيانة الدورية لهذه العناصر الأثرية مستمرة، على الرغم من أن الموقع لا يزال تحت ضغط مخاطر الأمطار الغزيرة والرياح والرطوبة والحرائق.

الموقع الأثرى

Trending Plus