صنايعية "النفخ فى النار" .. رحلة تشكيل الزجاج الملون

وسط لهيب يصل إلى 1600 درجة مئوية،يقف "الصنايعية" في ورشهم الصغيرة، ينفخون في أنابيب حديدية رفيعة، ليُخرجوا منها فناً نابضاً بالحياة… إنها حِرفة تشكيل الزجاج الملوّن، التي تنتقل من جيل إلى آخر كأنها وصية ثمينة.
في تقرير مصوّر بعنوان "النفخ في النار"، ظهرت ورش مصرية تعيد تدوير الزجاج المكسور وتحيله إلى تحف يدوية، مثل الكؤوس والأطباق والمزهريات. العملية بالكامل تتم يدويًا دون تدخل أي آلات… كل قطعة تُصنع بشغف، وتتطلب دقة وتكراراً ومحاولات لا تُعد.
"كل الألوان طبيعية، وكل تفصيلة فيها روح... الشغل ده فن قبل ما يكون مهنة" – بهذه الكلمات وصف أحد الحرفيين ما يقومون به، مؤكدًا أن المهنة تحمل جانباً جمالياً لا يقل عن جانبها العملي.
رغم حرارة المكان التي لا يتحمّلها الكثيرون، يواصل الصنايعية العمل بشغف. ويقول أحدهم: "الحمد لله إحنا بنستحمل، لأنها مهنتنا… بس كمان بنحبها".
اللافت أن الجيل الجديد لا يُبدي حماساً كبيراً لتعلّم الحرفة، وهو ما يقلق أصحاب الورش. لكن البعض منهم لا يزال يحاول إنقاذها: "إحنا واخدينها كهواية أكتر من إنها وسيلة للربح… وبدل ما نستورد من بره، نعلّمها هنا ونخلّيها تعيش".
ومع تراجع الإقبال والركود، أصبحت السوشيال ميديا وسيلة أساسية للتسويق والوصول للجمهور. يستخدمها الصنايعية لعرض منتجاتهم وتسليط الضوء على فنهم الذي لا يعرف الكثيرون عنه.
رحلة "النفخ في النار" ليست مجرد صناعة، بل قصة صمود وإبداع في وجه الزمن والتكنولوجيا… وقبل كل شيء، عشق لحرفة لا تذوب حتى في قلب اللهب.

Trending Plus