عبيره محمود السيد تكتب: مصر وأفريقيا.. تكامل استراتيجي في مجال الثروة الحيوانية

في ظل التوجه المصري نحو تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، يبرز ملف الثروة الحيوانية كأحد أهم الملفات ذات الطابع الاستراتيجي، ليس فقط على مستوى الاقتصاد، بل في إطار الأمن الغذائي والتنمية المستدامة لشعوب القارة.
فرص واعدة وتحديات مشتركة
تتمتع القارة الأفريقية بإمكانات هائلة في مجال الثروة الحيوانية، تشمل ملايين الرؤوس من الماشية، والأغنام، والإبل، والماعز، إلى جانب مساحات شاسعة من الأراضي والمراعي الطبيعية.
لكن في المقابل، تواجه العديد من الدول تحديات حقيقية مثل:
تفشي الأمراض الوبائية العابرة للحدود
ضعف البنية التحتية البيطرية
نقص الكوادر الفنية المؤهلة
تراجع إنتاجية السلالات
من هنا، يبرز الدور المصري المحوري في تقديم الدعم الفني والخبرات البيطرية، ونقل التقنيات الحديثة للدول الشقيقة في القارة.
مشروعات تعاون ونقل خبرات مصرية
مصر كانت حاضرة بقوة في هذا الملف من خلال:
إنشاء مزارع نموذجية مشتركة لتربية الماشية في بعض الدول الأفريقية
تصدير اللقاحات البيطرية المصنعة محليًا بكفاءة عالية
تدريب الأطباء البيطريين عبر مراكز متخصصة أبرزها مركز التدريب البيطري الأفريقي
هذا النوع من التعاون يعكس حرص مصر على تحويل علاقاتها مع أفريقيا من دعم سياسي إلى شراكات تنموية حقيقية.
التجارة البينية: أداة قوية للتكامل
تعزيز التبادل التجاري للحيوانات الحية ومشتقاتها بين مصر والدول الأفريقية يُعد مفتاحًا للنهوض بالقطاع، خاصة مع:
إزالة العقبات الجمركية
تطوير سلاسل التوريد المبردة
إنشاء مناطق لوجستية متخصصة
خطوات لتحسين ملف الثروة الحيوانية
تحسين هذا الملف يتطلب التركيز على:
زيادة الاستثمارات في المجازر الحديثة والوحدات البيطرية
الإنذار المبكر ومكافحة الأوبئة
التعاون البحثي والعلمي المشترك
إطلاق مبادرات للتدريب والتأهيل الفني المستمر
كلمة أخيرة:
إن ملف الثروة الحيوانية يمثل فرصة ذهبية للتكامل المصري–الأفريقي، يجمع بين الموارد الطبيعية الأفريقية والخبرة المصرية الفنية. ومن خلال الإرادة السياسية والتنسيق الإقليمي، يمكن لهذا التعاون أن يتحول إلى نموذج يحتذى به في باقي المجالات التنموية.

Trending Plus