إسرائيل تُجوع غزة حتى الموت.. تل أبيب ترتكب إبادة جماعية بأبشع صورها فى القطاع الفلسطينى.. الأمم المتحدة تحذر من نفاد أغذية علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية.. وتفشى الأمراض ينذر بكارثة طبية قاتلة لا مثيل لها

لازالت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، تواصل الخناق على قطاع غزة وسكانها، وتمنع عنهم الماء والغذاء والدواء، وقد أكدت المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بأبشع صورها فى غزة.
وأضافت ألبانيز فى بيان صحفي: "لا يزال الحديث غائبا عن العدالة أو المساءلة التى لا يُقبَل السلام فى الشرق الأوسط دونها. وحثت بريطانيا والدول التى رفعت صوتها ضد الوحشية فى حق الفلسطينيين على معاقبة إسرائيل الآن".
وتتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق، فى ظل الحصار المشدد ومنع إدخال المساعدات الغذائية، ما أدى إلى تصاعد أعداد الشهداء الذين يسقطون أثناء محاولاتهم الوصول إلى نقاط المساعدات.
بدوره أكد المكتب الإعلامى الحكومى، أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى ما لا يقل عن 500,000 كيس طحين أسبوعياً لتجنّب الانهيار الإنسانى الشامل، مطالبا جميع دول العالم دون استثناء بكسر الحصار فوراً وفتح المعابر بشكل دائم، وإدخال حليب الأطفال والمساعدات وخاصة الطحين إلى أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر فى قطاع غزة، وقد سجلت مستشفيات القطاع أكثر من 115 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، حيث يأتى ذلك فى ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء.
وأفادت مصادر طبية، الجمعة، بوفاة طفل بسبب المجاعة وسوء التغذية فى قطاع غزة، وأشار المصادر فى المستشفى المعمدانى، إلى أن الطفل عبد القادر الفيومى توفى بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد الوفيات بسبب المجاعة إلى 115.
يشار إلى أنه فى كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة للمستشفيات فى غزة، حيث يعانى 900 ألف طفل فى غزة من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية
وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلى على قطاع غزة.
وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت فى هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وفى تصريحات تلفزيونية، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن أطفال قطاع غزة يعانون من الجوع وسط ظروف صحية قاسية، موضحا أن المصابين بأمراض مزمنة فى غزة يواجهون خطر الموت مع شح الغذاء والدواء.
وأشار إلى أن المستشفيات المتبقية بقطاع غزة مهددة بالتوقف لشح الوقود، وأن الطواقم الطبية تعانى من الجوع وسوء التغذية وسط ظروف كارثية.
وأضاف: "نخشى زيادة أعداد الوفيات التى تصلنا بسبب تفاقم الجوع فى قطاع غزة، فجميع سكان القطاع مهددون بالإصابة بسوء التغذية، موجها نداء استغاثة لأحرار العالم لإنقاذ القطاع.
فى السياق ذاته حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن قطاع غزة يعانى من نفاد أغذية علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية، ومن جانبه قال برنامج الأغذية العالمى أن أزمة الجوع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة مطالبا بوقف إطلاق النار.
وقالت منظمة "أوكسفام" للإغاثة الدولية، أن نسبة الأمراض المنقولة عبر المياه فى قطاع غزة تشهد ارتفاعا خطيرا قد يتحول إلى "كارثة قاتلة".
وذكرت فى بيان، أن منع إسرائيل المتعمد وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، أدى بشكل ملحوظ إلى زيادة الأوبئة بين 101 -302% فى الأشهر الثلاثة الماضية.
وأضافت أن إحصاءات الأوبئة المنقولة عبر المياه مثل اليرقان الحاد والإسهال المائى والدموى زادت بمعدل 101% و150% و302% على الترتيب.
وأكدت أن هذه الأمراض يمكن أن تصبح قاتلة بسرعة بسبب الجوع وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وانعدام المأوى والرعاية الصحية.
وأشارت إلى أن إسرائيل فرضت حصارا شاملا على غزة منذ 2 مارس الماضى، وأن منظمات الإغاثة الدولية فى غزة لم يتبقَّ لديها أى مساعدات إنسانية فى مخازنها.
وذكرت أن هذه الأرقام، على خطورتها، لا تعكس الحجم الحقيقى للأزمة، إذ أن معظم فلسطينيى القطاع البالغ عددهم نحو مليونى نسمة، والمحاصرين نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلى، لا يملكون إمكانية الوصول إلى القليل من المرافق الصحية التى ما تزال تعمل.
وحذرت المنظمة من أن هذا التفشى فى الأمراض قد يتحول سريعا إلى كارثة قاتلة، خاصة أن أهالى غزة محرومون منذ أكثر من 21 شهرا من الغذاء الكافى والماء النظيف والمأوى والرعاية الصحية الأساسية.
من جانبه دعا مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، دول العالم بأن يتدخل فورا لإنقاذ الإنسانية فى القطاع، مشيرا إلى تفشى أمراض جديدة فى القطاع نتيجة الجوع وسوء التغذية، وقال فى تصريحات إعلامية، أن "مرضى السكرى يعانون مضاعفات كثيرة بسبب شح الغذاء.
ميدانيا، أكدت مصادر فى مستشفيات غزة استشهاد 11 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال، الجمعة، بينهم 4 من طالبى المساعدات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن طائرات الاحتلال شنت غارتين منفصلتين على حى التفاح شمال شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح، فيما استشهد مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين قرب مسجد صلاح الدين بحى الزيتون جنوب شرق غزة.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، فى قصف الاحتلال مدرسة الرمال غرب مدينة غزة وخيمة تؤوى نازحين فى محيط منطقة المسلخ غرب مدينة خان يونس.
وأطلقت زوراق الاحتلال الحربية عدة قذائف صوب شاطئ بحر مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعى مكثف على المناطق الشرقية لأحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة.

Trending Plus