عبير حلمى تكتب: توافق الطباع

كل إنسان له طابع خاص به جدا، وحسب طبعك تتكون صورتك وملامح شخصيتك وحسب طبعك يكون مشوار ورحلة حياتك بين الناس ومع كثرة العلاقات الإنسانية يثبت الطبع أو يتغير بعض الشىء.
يتغير ليس من أجل التغيير ذاته، وإنما أحيانا يتغير من أجل من نحبهم، وأحيانا يتغير ويعود مرة ثانية لنفس الطبع، وهنا يقال فعلا (الطبع غلب التطبع)، وكمان يقال الطبع يخرج مع خروج الروح من الجسد (وهذا القول يرمز إلى أنه مستحيل تغير الطبع للإنسان).
حتى لو حاولت سنوات بمجرد ما يحدث أي شئ مفاجئ يظهر تلقائيا الطبع الأصلي غير المتصنع لأنه حينما يحاول المرء إرضاء الآخرين يرتدي وجه آخر لم يشبه من قريب ولا بعيد.
هنا يظهر الإنسان أمام الناس أنه تغلب على نفسه وعلى طباعه وأصبح إنسان جديد كما رغبتوا رؤيته، ولكن لا جوهر له في الأساس، ولذلك مع المفاجآت أو الضغط النفسي أو العصبية.. الخ، سيظهر الوجه الحقيقي المخفي خلف الستار مختلف تماما عن أصله وكما يقال أيضا بأمثالنا الشعبية (على الأصل دور).
ولذلك نحن نحتاج جميعاً وقفه مع النفس أنا مين وطبعي إيه؟!
وياترى إيه الحلو فيا وإيه المنتقد من الآخرين؟!
ومطلوب مني أغيره وهل فعلا أنا كده ولا دي ظروف طارئه والأصل هو الأفضل دائما .... وهكذا استمر في البحث عن حقيقة ذاتي وقدراتي وإنفعالاتي و قراراتي وهل أنا على صواب ولا أحتاج مزيد من الخبره لكي أصل لبر الأمان ....الخ.
ومع الشفافية الكاملة مع النفس ستظهر الحقيقة أمامي، وهنا فقط سيكون لي الخيار أستمر هكذا أم مطلوب مني وبإرادتي وحدي وكامل رغبتي التغيير وهكذا بالفعل سنتغير التغير المطلوب، وعند التأكيد تماما أنا مين و محتاج إيه؟ و ذاهب على فين؟ سوف يكون لي قرار صادق في تغيير بعض الطباع المنتقده لكي تنجح علاقاتي مع الآخرين.
ليس من أجل من حولي فقط اللي هما أحبائي بالفعل و نصائحهم لي من مصلحتي ولكن لكي أكون في مكانه أفضل وأنال احترام الجميع،
بالبحث والتدقيق والمواجهة بكل صدق ومصداقية مع النفس ستظهر لي مجموعة من السلوكيات الإيجابية والأخرى السلبية.
وواقع الأمر الاختيار لي في تحديد هويتي وتحديد مصيري وحياتي وسلامي الداخلي وسلامة العلاقات المختلفة مع كل من حولي (زملاء أو أصدقاء أو أهل أو أحباب) كل ذلك نابع من قراراتي في البقاء بالإيجابيات والاستغناء عن بعض السلبيات للصالح العام أولهم لي أنا شخصياً ولسلامة نفسيتي وصحتي وسلامة العقل والقلب وكل الحواس وصورتي أيضا أمام الناس كلها، ولو لم أستطع التغير هناك سبل للمساعدة وليس من العيب أن أطلب المساعدة من أهل الخبرة ومن يستطيعوا مد يد العون لي لتحقيق ذلك الإستقرار النفسي والأسري أيضا لأن الإنسان لا يتجزأ فمنْ تجده طيب خلق سيكون هكذا مع الجميع والعكس أيضا هكذا، كل ذلك متوقف على أخذ القرار أن تصارح نفسك المصارحه هنا أهم عنصر حقيقي في التغيير أن كنت ترغب بذلك فعلاً.
دعوة للوقوف أمام مرآة النفس البشرية وماذا تحب وماذا تكره ولمنْ تسمع منه النصيحة أو ترفضها ، ولكن نحن أيضا بحاجه إلى الثقه بالنفس إننا قادرين على إكتشاف أنفسنا مهما طالت السنوات ومهما كان.

Trending Plus