كيف كانت ألعاب الطاولة اليونانية القديمة؟ أفلاطون نسب "بيسيا" إلى تحوت

لتمضية الوقت، كان الإغريق القدماء يلعبون ألعاب الطاولة والنرد المختلفة والتى تم توثيقها فى العديد من المصادر الأدبية والتصويرية، كان الشعراء والفلاسفة اليونانيون ينسبون فى كثير من الأحيان ألعاب الطاولة وأنشطة الأطفال إلى الإبداعات الإلهية، التى ترمز إلى الدروس الأخلاقية الأساسية وتعمل كاستعارات قوية لحكم الدولة.

كان يعتقد أن هذه الألعاب تجسد حكمة الآلهة وتعاليمها، وتضفي على من يمارسها معرفة قيمة وفضائل، وبصورة أكثر بساطة، يمكن تخيل أصدقاء يجتمعون فى الأغورا (السوق) لقضاء وقت ممتعٍ بلعبة لوحية مفضلة، أو جنودٍ يرمون النرد لطرد الملل خلال حملةٍ طويلة، وفقا لما ذكر موقع جريك ريبورت.

اللعبة اللوحية

تعرف قديما باسم "بيسيا"، وتعرف أيضا باسم "بيتيا"، وتحتل مكانة مرموقة في الأدب اليوناني ، إذ أسرت خيال الشعراء والفلاسفة على حد سواء، وكثيرًا ما أخطأ الناس في اعتبارها لعبة "لاترونكولي" الرومانية في العصور اللاحقة، وقد نسبها أفلاطون إلى الخلق الإلهي لتحوت، إله المعرفة المصري، مما أضفى عليها طابعا من القداسة.

بينما لا تزال قواعد لعبة بيسيا الكاملة غامضة، تكشف السجلات التاريخية أنها كانت تلعب على ألواح مستطيلة، حيث كان كل لاعب يتحكم في مجموعات من القطع متساوية العدد، كان الهدف هو إحاطة قطع الخصم من كلا الجانبين للقضاء عليها، يتفق العلماء عمومًا على أن الهدف النهائي كان إما القضاء على جميع قطع اللاعب المنافس أو حصرها.

يميل محبو الألعاب اليوم إلى استخدام ألواح بمقاس ثمانية في ثمانية، حيث يمتلك كل لاعب ستة عشر قطعة يُمكنها التحرك خطوةً واحدةً في أي اتجاه في كل مرة، إلا أن هذه التعديلات الحديثة تفتقر إلى أدلة قوية من مصادر أولية.

مع مرور الزمن، طرأت تغييرات على اللعبة، لا سيما مع تبنيها من قبل الرومان، تضمنت بعض الإصدارات "قطعة رئيسية"، ربما متأثرة بعناصر من ألعاب جديدة جلبها التجار الشرقيون.

ويشكل كشف تاريخ اللعبة تحديًا نظرًا لاكتشاف أن اليونانيين أطلقوا الاسم نفسه على إصدارات مختلفة على مر العصور، ومع ذلك، فإن الانبهار الدائم ببيسيا يُظهر إرثها الخالد كلعبة تتميز بالبراعة الاستراتيجية والجاذبية الخالدة.

هناك أيضا لعبة "بينتري غراماي" وهي لعبة لوحية يونانية قديمة شهيرة في أتيكا، تعود إلى حوالي 600 قبل الميلاد اكتُشفت صورها في العديد من الحفريات وأرضيات المعابد، بما في ذلك أكثر من 160 مزهرية أتيكية تظهر شخصيات أسطورية مثل أخيل وأياكس وهما يتنافسان.

وفيها يستخدم النرد لتحريك العلامات نحو "الخط المقدس" المركزي، وهو عنصر مركزي في اللعبة، كما وصفها الشاعر ألكايوس وأفلاطون في كتاباتهما.

وتشير الدراسات إلى أن اللعبة قد تكون سابقة للعبة الطاولة، حيث تتحرك القطع حول محيط اللوحة بدلاً من صفوف محددة، مما يعكس تعقيدا واهتماما بالتسلية الفكرية لدى الإغريق القدماء.

وغالبًا ما يخلط بين لعبة الطاولة اليونانية "تابولا" ولعبة "دوديسيم سكريبتا"، ويرجع ذلك إلى أن "تابولا" تعني ببساطة "لوح"، مما يصعب التمييز بينها، كانت تابولا تلعب على رقعة بها صفان من 12 خانة، ويستخدم كل لاعب 15 قطعة وثلاث نرد.

ويعتقد أن تابولا اخترعها جندي يوناني يدعى أليا شارك في حرب طروادة، وهو ما يفسر تسمية بعض نسخ اللعبة باسمه تكريمًا لأصولها الأسطورية.