"متأخرة وضعيفة".. منظمات إنسانية تنتقد سياسات الاتحاد الأوروبى بشأن غزة

وجهت منظمات إنسانية انتقادات حادة إلى الاتحاد الأوروبى بشأن تعامله مع المأساة فى قطاع غزة المنكوب، مطالبةً بفرض عقوبات على إسرائيل، واعتبرت أن دعوات بروكسل لإدخال المساعدات إلى القطاع "لا قيمة لها وضعيفة للغاية" فى ظل استمرار الحصار الإسرائيلى، بينما يموت الفلسطينيون جوعًا.
وقالت بشرى خليدي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام في لقاء أجرته مع مجلة "بوليتيكو" الأوروبية:" التغريدات لا تطعم الناس، والبيانات لا تفتح المعابر"، وأضافت أن اختيار الاتحاد الأوروبى الاكتفاء بـ"منشورات جوفاء على وسائل التواصل الاجتماعي بدل الضغط الحقيقي على إسرائيل أمر يثير الحيرة".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد وصفت، أمس الأول، مشاهد غزة بأنها "لا تحتمل" في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، مجددة دعوات الاتحاد الأوروبي لإسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات. يأتي ذلك بعدما أعلن الاتحاد، في وقت سابق من الشهر، عن اتفاق مع إسرائيل لزيادة شاحنات الإغاثة المسموح بدخولها.
في الوقت نفسه، ذكرت "بوليتيكو" في تقرير لها، نشرته في اخر عدد، أن الاتحاد الأوروبي يدرس خياراته بعد أن خلص إلى أن إسرائيل انتهكت التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان بموجب اتفاق الشراكة المبرم معها، وهو اتفاق يمنح تل أبيب مزايا تجارية. ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية الاتحاد الشهر المقبل العواقب المحتملة لذلك، وفق ما أفاد به مسؤولان أوروبيان.
وأكد حسين بعومي، نائب المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، أن "تعليق الاتفاق وجميع الامتيازات التجارية مع إسرائيل هو السبيل الوحيد ليحدث الاتحاد الأوروبي فارقًا".
وأضاف أن تصريحات فون دير لاين جاءت "متأخرة كثيرًا، وفي مواجهة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، غير كافية إطلاقًا".
ووفق وزارة الصحة في غزة، توفي ما لا يقل عن 113 شخصًا بسبب سوء التغذية، بينهم 81 طفلًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، بينما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أمس الأول، أن سكان غزة يعانون من "مجاعة جماعية من صنع الإنسان".
في المقابل، تلقي إسرائيل باللوم على الأمم المتحدة في الأزمة، متهمة إياها بالفشل في توزيع المساعدات الموجودة داخل القطاع، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة وعدة منظمات غير حكومية. وعلقت خليدي على هذا الاتهام بقول:" لدينا الغذاء ولدينا المساعدات، لكننا لا نستطيع إيصالها، والسبب بسيط السلطات الإسرائيلية تمنعنا. أي شخص يشاهد الأخبار أو يتصفح مواقع التواصل يرى أن اتفاق المساعدات مع الاتحاد الأوروبي لا يجدي نفعًا".
من جهته، قال كريس لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود الدولية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني ل "بوليتيكو":" برفضهم التحرك، اختار قادة الاتحاد الأوروبي أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. على قادة الاتحاد إظهار الشجاعة والإرادة السياسية للتحرك الآن".
كما انضمت منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى الدعوات، مطالبةً قادة الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن إصدار "بيانات جوفاء" وفرض عقوبات فعلية. وقالت ماريا لوز لاروزا، رئيسة الشؤون الدولية بالمنظمة:" إن غياب التحرك الحاسم من قيادة الاتحاد الأوروبي على مدار 21 شهرًا يحملهم مسؤولية ثقيلة عن الفظائع التي نشهدها في غزة".

Trending Plus