أزمة مياه فى إيران تهدد بنقل العاصمة.. بزشكيان يؤكد: قد تجبر سكان طهران على المغادرة.. إعلام فارسى: نقل العاصمة لمكان آخر بات خيارا مطروحا.. طوارئ مائية متفاقمة فى 20 محافظة وسط مؤشرات على قرب نضوب مصادر للمياه

لم تكد إيران تستفيق من كابوس حربها مع إسرائيل، حتى وجدت نفسها على أعتاب كارثة جديدة؛ حيث تواجه العاصمة الإيرانية طهران ومعها 19 محافظة أخرى أزمة نقص حاد في المياه؛ ما قد يدفع سكانها البالغ عددهم 15 مليون نسمة للانتقال إلى عاصمة أخرى.

هذا ما أكده الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان؛ مضيفًا أنه لا يمكن استبعاد نقل العاصمة كحل طارئ؛ واصفًا وضع طهران بـ"الخطير"، مضيفًا أن طهران لم يعد لديها مياه، وأشار الرئيس الإيراني إلى أن موجة الجفاف الطويلة التي استمرت لسنوات ساهمت في تفاقم الأزمة، لكنه وجه أيضا انتقادات حادة إلى الحكومة السابقة، متهما إياها بتجاهل المشكلة وعدم اتخاذ تدابير وقائية مناسبة.

تهدد الكارثة 20 محافظة تقريباً من إجمالي 31 محافظة في إيران؛ كما أن أحد أكبر خزانات المياه قد يجف بصورة كاملة خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

جفاف السدود..

وما يدعم هذه المخاوف بشأن هذه الكارثة، ما كشفته البيانات الرسمية بانخفاض مستويات المياه إلى أقل من 10 % في 7 خزانات رئيسية بمناطق متفرقة في إيران؛ بينما أصبح 80% من الخزانات شبه جافة مع استبعاد إمكانية العودة إلى معدلات إمداد مائي طبيعية خلال الشهرين المقبلين، في ظل عدم توفر كميات كافية من الأمطار.

وتعود جذور الأزمة إلى مشاكل ندرة المياه في إيران، ويمكن أن تكون قلة المياه نتيجة لآليتين هما قلة المياه المادية (المطلقة) وقلة مياه الاقتصادية، حيث تكون قلة المياه المادية نتيجة لعدم كفاية موارد المياه الطبيعية لتلبية الطلب في المنطقة، حيث إن هطول الأمطار في إيران موسمي للغاية مع موسم ممطر بين أكتوبر ومارس مما یجفف الأرض  لبقية العام. منا أن الاختلافات الموسمية الهائلة في التدفق تمیز أنهار إيران، على سبيل المثال، المیاه لنهر كارون في خوزستان خلال فترات التدفق الأقصى، تبلغ عشرة أضعاف الكمية الماء في فترات الجفاف. في العديد من المناطق، قد لا يكون هناك هطول ولكن تعصف العواصف المفاجئة، المصحوبة بهطول أمطار غزيرة، تقريبًا هطول الأمطار طوال العام في غضون أيام قليلة يتفاقم نقص المياه بسبب التوزيع غير ملائم للمياه. بالقرب من بحر قزوين يبلغ متوسط هطول الأمطار حوالي 1,280 ملم في السنة؛ ولكن في الهضبة الوسطى والأراضي المنخفضة في الجنوب نادرًا ما يتجاوز 100 ملم أدت قابلية إيران للتنوع الكبير في درجات الحرارة وهطول الأمطار إلى إنشاء سدود وخزانات لتنظيم وخلق تدفق أكثر استقرارًا للمياه في جميع أنحاء البلاد.

أما قلة المياه الاقتصادية هي نتيجة سوء إدارة الموارد المائية الكافية المتاحة، و تشمل اهتمامات إيران الرئيسية فيما يتعلق بأزمة المياه التقلبات المناخية المرتفعة وسوء توزيع المياه وإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية .

دعوات بترشيد الاستهلاك..

وأمام هذه المخاوف، حثت السلطات الإيرانية المواطنين على ترشيد استهلاك المياه؛ خاصًة في ظل موجة الحر الحالية؛ حيث تشهد البلاد أشد أسابيع السنة حرارة، مع تجاوز درجات الحرارة في عدد من المناطق الـ 50 درجة مئوية، وفق الأرصاد الجوية الإيرانية.

وقال رئيس مجلس بلدية طهران مهدي تشمران، إن الناس يجب أن يوفروا المياه لتجنب انخفاض الضغط"، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).

كما دعت شركة إدارة المياه في طهران السكان إلى خفض استهلاكهم بنسبة "20% على الأقل" لتخفيف الأزمة.

وفي الأيام الأخيرة، حثت السلطات المواطنين على تقليل الاستهلاك في عدد من المحافظات الأخرى، من بينها فارس (جنوبا)، وخراسان رضوي (شمال غرب)، وخوزستان (جنوب غرب)، وأذربيجان الغربية (شمال غرب).

وأفادت صحيفة "جوان" المحافظة بوجود "انقطاعات متكررة ولفترات طويلة للمياه" في محافظتي طهران والبرز غرب العاصمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "انخفاض الضغط يؤدي إلى انقطاع المياه لمدة تتراوح ما بين 12 إلى 18 ساعة، وهو أمر يصعب على الأسر تحمله خلال أيام الصيف الحارة".