ترامب يستعد لأول زيارة للمملكة المتحدة فى رئاسته الثانية.. دونالد يصل إسكتلندا لتفقد ملاعب الجولف ولقاء ستارمر دون "مواجهة رياضية".. التجارة والرسوم الجمركية تتصدر أجندة اللقاء.. وأوكرانيا وغزة ضمن القائمة

يزور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المملكة المتحدة فى أول زيارة له للحليف الإستراتيجيى لأمريكا منذ إعادة انتخابه، والتى وصفتها صحيفة التايمز بأنها ستكون خارج دائرة التوقعات. وقال البيت الأبيض هذه زيارة ترامب لاستكلندا بـ "الخاصة"، حيث تشمل زيارات لملاعب الجولف الخاصة بترامب فى تونبيرى على ساحل أيرشاير ومينى فى أديردينشاير.
ورغم ذلك، فإن الزيارة ستتعلق بما هو أكثر من الجولف بكثير، حيث سيرافق ترامب الجهاز الكامل للدولة وطائرة الرئاسة "إير فورس وان" وسيارة الرئيس التى تعرف بـ "الوحش".
وسيشارك فى تأمين الزيارة آلاف من ضباط الشرطة، ومن المرجح أن تتجاوز التكلفة الإجمالية لتأمين الرحلة 10 ملايين جنيه إسترليني، بناءً على زيارات ترامب السابقة، بحسب التايمز.
ومن المقرر أن يلتقى رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر بالرئيس ترامب فى تيرنبيرى يوم الاثنين، فى لقاء ثنائى رسمى وغداء. ويتوقع البيت الأبيض أن يتوجه كلاهما إلى ميني، حيث من المتوقع أن يلعب الرئيس الأمريكى جولة جولف بمناسبة افتتاح ملعبه الجديد. ونظرًا لقلة اهتمام ستارمر بالجولف، أو انعدامه، فقد يكون الأمر محرجًا. وكما هو الحال دائمًا مع ترامب، فإن الأمر متوقع هو غير متوقع.
سيكون فى صدارة القضايا التى سيناقشها ستارمر وترامب التجارة. وقال البيت الأبيض إنه يريد "تحسين" الاتفاق الذى تم التوصل به بين البلدين هذا العام، دون وضوح ما يعنيه هذا من الناحية العملية.
وعلى الجانب البريطانى، توجد أولويتان لستارمر، الأولى إلغاء الرسوم الجمركية 25% على صادرات الصلب للولايات المتحدة. فهناك خلاف حول أنواع الصلب التى سيشملها نظام " صفر تعريفة" مع نقاش حول ما إذا كان ينبغى أن يشمل هذا الصلب المستورد.
كما تسعى الولايات المتحدة أيضًا للحصول على ضمانات بشأن شركة "بريتيش ستيل"، المملوكة رسميًا لمجموعة جينجى الصينية، وسط مخاوف من أنها قد تُتيح لبكين منفذًا خلفيًا إلى السوق الأمريكية. ويقول المسئولون إنه تم إحراز تقدم كبير فى كلا المجالين، ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق.
أما الأولوية الثانية فهى الأدوية. فقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على الأدوية الواردة إلى الولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن بريطانيا تصدر أدوية بقيمة 9 مليارات جنيه إسترلينى سنويًا إلى الولايات المتحدة، فإن هذا يثير قلقًا بالغًا.
أوكرانيا
تقول التايمز إنه ستكون أولوية قصوى لستارمر ضمان أن يمضى ترامب قدماً فى تحوله الكبير لصالح أوكرانيا.
فبعد أشهر من المواجهة الكارثية بالبيت الأبيض مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أصبح ترامب الآن يدين روسيا، ويقول إنه غير راضى عن الرئيس بوتين لعدم الوفاء بوعوده.
وتعهد ترامب بإرسال الأسلحة التى تقدر بمليارات الدولارات إلى أوروبا للمساعدة فى الدفاع عن كييف، وهدد الدول التى تقوم بالتجارة مع روسيا بالرسوم الجمركية.
ونظراً لتناقض ترامب، فإن أولوية ستارمر ستكون ضمان أن يترجم هذا التحول فى الخطاب إلى دعم موثوق به لأوكرانيا.
الشرق الأوسط
تقول تايمز إن ستارمر يواجه سؤالا حول مدى رأس المال السياسى الذى يجب توظيفه لإقناع الرئيس ترامب بالمساعدة فى فرض وقف إطلاق النار، فى ظل ما أبداه ترامب من علامات نفاذ الصبر إزاء نتنياهو.
ووصف ستارمر الوضع فى غزة بأنه "لا يُطاق على مستويات عديدة"، فى ظل ما يواجه من ضغوط متزايدة من اليسار لبذل المزيد من الجهد، بما فى ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية. ومع ذلك، فإن تقدير مدى الضغط على ترامب، بالنظر إلى دعمه الطويل الأمد لإسرائيل، هو حساب دقيق.
الهجرة
أعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن مخاوفه بشأن الهجرة فى بريطانيا، وعلى نطاق أوسع فى أوروبا، وقال إن الهجرة الجماعية خلقت "فوضى عارمة" ينبغى على الولايات المتحدة أن تتعلم منها، وأن لندن تحديدًا "لم يعد يمكن التعرف عليها بسبب الهجرة، وإن الهجرة تغير ثقافة أوروبا، بما فى ذلك بريطانيا.
وقالت تايمز إن ستارمر يمكنه سؤال ترامب عما إذا كان لا يزال يعتبر أجزاءً من لندن "مناطق محظورة"، وهو إدعاء سبق أن أدلى به عام 2015، حين قال إن أجزاءً من العاصمة أصبحت متطرفة لدرجة أن الشرطة تخشى الذهاب إليها، مما سيعيد إشعال خلافه القديم مع صادق خان، عمدة لندن.
الجولف
بالنسبة للرئيس، تعد رياضة الجولف عمل جدى، وهو ما يمثل بعض التحديات الشائكة لستارمر، الذى لا يمارسها.
بدايةً، يواجه ترامب غضبًا محليًا مُستمرًا خارج أبردين بسبب مزاعم بأنه لم يوف بوعوده بالتطوير المُربح الذى قطع عند شرائه عقار مينى عام 2006.
وهناك أيضا صداع دبلوماسى متمثل فى طلب ترامب استضافة ملعبه الاسكتلندى الآخر، تيرنبيري، بطولة الجولف المفتوحة. وتردد أن الحكومة البريطانية قد تدخلت لدى الهيئة الحكومية المختصة بالجولف، وهى R&A، بشأن هذه القضية، لكنها ستبدى حذرًا من الضغط للحصول على مزايا خاصة لإرضاء رئيس دولة أجنبية.
على عكس الرئيس الفنلندى ألكسندر ستاب، الذى أبهر ترامب ببراعته فى الجولف، لم يتمكن ستارمر من الاعتماد على مهاراته فى وضع الضربات لبناء علاقة. ويقال إن الوزير الوحيد فى الحكومة البريطانية الذى يتمتع بلعبة جولف جيدة هو اللورد هيرمر. النائب العام والمتحمس للقانون الدولي، والذى من غير المُرجح أن يلعب مع الرئيس.

Trending Plus