جولة وزير الخارجية لـ"غرب أفريقيا".. رسائل ودلالات

لا شك أن جولة الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إلى دول غرب أفريقيا (نيجيريا - بوركينا فاسو - النيجر - مالى - السنغال)، أتت في وقت حساس للغاية، خاصة أنها تأتى العالم يموج بمتغيرات واضطرابات، وفى ظل تنافس القوى العظمى على القارة الأفريقية، خلاف أن القارة الأفريقية أولوية على أجندة السياسة الخارجية المصرية.
صحيح، الاهتمام المصري بأفريقيا بات موجها للقارة الإفريقية كلها وليس منطقة بعينها، لكن منطقة غرب إفريقيا أصبحت تمثل أولوية كبيرة في الساحة المصرية لأسباب أمنية واقتصادية، لذلك كانت هذه الزيارة محل تقدير وحظيت بزخم كبير.
وأعتقد أنها حققت العديد من المكاسب على كل الأصعدة، في ظل مرافقة وزير الخارجية نحو 30 من رؤساء وممثلى كبرى الشركات المصرية فى القطاعات المختلفة، وهو ما أسهم في تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، كتنظيم منتديات اقتصادية، لبحث فرص التعاون وبناء شراكات مستدامة تعود بالنفع على الجانبين.
والأهم في – اعتقادى – أن البعد الأمني كان حاضرا وبقوة في هذه الجولة، خاصة أن منطقة الساحل والصحراء تنشط فيها جماعات تهريب البشر والمخدرات والأموال التي تذهب للجماعات الإرهابية، وبالتالي هناك تهديدات خطيرة ثم تتسرب من هذه المنطقة خصوصا مع حالة عدم الاستقرار في ليبيا.
فضلا عن أن دول غرب أفريقيا تعد من الدول الثرية، وتمثل فرصا واعدة للاستثمار والتجارة، فضلا عن كونها أسواقا يمكن الاستفادة منها في ضوء منطقة التجارة الحرة الإفريقية، ناهيك عن أن رغبة مصر في تبادل التعاون في المنظمات الدولية وبناء التحالفات الاستراتيجية، عبر هذه الزيارات، لدعم القضايا التي تطرحها مصر مثل ما يتعلق بقطاع غزة وأزمة ليبيا والسودان والأمن المائى.
لتنتهى الجولة بنجاحات عدة، وبتأكيد مصر على أهمية تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في غرب أفريقيا، مقاربة تقوم على تعزيز الاستجابات الأمنية بالتوازي مع مجابهة الأبعاد الفكرية والآيديولوجية للتطرف، ودعم جهود التنمية بوصفها أداة أساسية لتحقيق الاستقرار... حفظ الله مصرنا الغالية

Trending Plus