دراسة تكشف: الإمبراطور الرومانى كاليجولا كان مهتما بالنباتات الطبية!

في مفاجأة غير متوقعة تتعارض مع صورته النمطية كإمبراطور غريب الأطوار ودموى، كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الإمبراطور الرومانى الشهير "كاليجولا" كان يمتلك اهتماما خاصا بالنباتات الطبية، وربما كان على دراية بتأثيراتها العلاجية والسمية على حد سواء.
البحث الجديد، الذي شارك في تأليفه البروفيسور تريفور لوك، أستاذ الدراسات الكلاسيكية بجامعة ولاية فلوريدا، استند إلى إحدى الروايات التاريخية التي سجلها المؤرخ الرومانى القديم سويتونيوس، وتدور حول واقعة جمعته بعضو مريض فى مجلس الشيوخ الرومانى.

الإمبراطور
وتشير القصة إلى أن هذا السيناتور المجهول سافر إلى مدينة أنتيكايرا اليونانية لتلقى علاج قائم على نبات "الخربق" الطبى، والذى يعرف اليوم بأنه من النباتات السامة.
وبالرغم من أن تكلفة العلاج لم تكن مرتفعة، فإن الإقامة في المدينة والعلاج طالت مدته، ما دفع السيناتور لطلب الإذن بالبقاء لفترة أطول، وهنا، أمر كاليجولا بإعدامه ساخرا: "من لم يتحسن من الخربق حتى الآن، لا أمل فى شفائه".
علق البروفيسور لوك على هذه الرواية في حديثه مع "Fox News Digital"، قائلًا: "كان كاليجولا معروفا في الأدبيات القديمة باستخدامه المتكرر للسم، ومن المنطقى أن يكون مطلعا على خواص النباتات السامة والعلاجية في آن واحد".
وأشار لوك إلى أن الاهتمام بالنباتات لم يكن غريبا على القادة فى العصور القديمة، إذ سبقه في ذلك الإسكندر الأكبر، وأتالوس الثالث من بيرغاموم، وميثراداتس السادس، والذي يعتقد أن كاليجولا ربما اطلع على أحد النصوص الطبية المنسوبة إليه.
كما أوضح الباحث أن مدينة أنتيكايرا كانت تعد في ذلك الوقت بمثابة "مايو كلينك" العصر القديم، حيث قصدها المرضى من مختلف أنحاء الإمبراطورية الرومانية طلبا للعلاج من أمراض مزمنة، وكان يستخدم هناك مزيج خاص من نبات الخربق ونبات محلي يدعى "السمسمويد" لصناعة أحد أقوى الملينات المعروفة في ذلك الزمان.
وفي الوقت نفسه، أكد لوك أن اهتمام كاليجولا بالنباتات لم يكن بدافع الفضول العلمى فقط، بل أيضا كوسيلة للدفاع عن النفس في بيئة سياسية مضطربة مليئة بالمؤامرات والاغتيالات بالسم، خاصة بعد موت أفراد من عائلته في ظروف غامضة، مثل جيرمانيكوس والد زوجته، وصهره ليبيدوس.
واختتم المؤرخ حديثه بالتنبيه إلى ضرورة قراءة المصادر القديمة مثل كتابات سويتونيوس بعين ناقدة، موضحًا أن كثيرًا مما كتب عن كاليجولا قد تم تقديمه بأسلوب صادم ومبالغ فيه، ما يجعل من الصعب دائمًا التفرقة بين الحقيقة والمبالغة الأدبية.

Trending Plus