رحيل زياد الرحباني.. حكاية كتاب عنوانه "زمن زياد.. قديش كان فيه ناس"

رحل اليوم الموسيقى اللبنانى زياد الرحباني، ابن الفنانة الكبيرة فيروز، وصوت التمرد العالى فى الثقافة العربية المعاصرة، وزياد الرحباني لم يكن مجرد موسيقي عربي، بل ظاهرة فنية وفكرية، عبرت حدود الأغنية إلى المسرح والإذاعة والوعى الشعبي.
عام 2016، أصدر الكاتب طلال شتوى كتابًا بعنوان "زمن زياد – قديش كان فى ناس" عن دار الفارابي، لا ليسرد سيرة الرحباني، بل ليرسم خريطة لزمن كامل، مر من خلال زياد، فالكتاب ليس تأريخًا، بل سيمفونية حنين وتمرّد، تختلط فيها القصص بالمرويات والشهادات بالانفعالات.
يقول شتوي: "الكتاب لا يوثّق أعمال زياد، بل يمرّ من خلاله إلى عقود من تحوّلات بيروت وأزمتها وجمالها"، وكأن زياد ظلّ مرآة لهذه المدينة الجريحة، ففى "فصل طارق 9" نرى فيروز فى بيت الدين عام 2000، تغنّى "مهيرة العلالي"، فيما يعزف زياد وحده على البيانو، ويطلق رسالته إلى المقاومة، لا نشيدًا، بل بلاغًا: "هيدى مش غنية، هيدى بس تحية وبس".
وفى الفصول الأخرى، يروى الكتاب كيف تحوّلت تسجيلات زياد إلى لحظة وعى سياسى وجمالي، كما فى تجربة "طارق" مع «نزل السرور» و«شى فاشل» و«العقل زينة»، وكيف يمكن لصوت من الراديو أن يُحوّل المستمع العادى إلى يسارى الهوى، دون أن يقرأ ماركس أو لينين.

زمن زياد

Trending Plus