رسالة إلى وزير التعليم: نحتاج أن نسمع منك أكثر عن البكالوريا

حازم صلاح الدين
حازم صلاح الدين
حازم صلاح الدين

"ابني نجح في الشهادة الإعدادية، ولست أعلم هل أختار له البكالوريا أم الثانوية العامة، بماذا تنصح؟".. رسالة وصلتني من أحد أولياء الأمور عقب مقالي السابق، لم تكن مجرد استفسار عابر، بل كانت انعكاسًا لحالة من الحيرة والقلق يعيشها آلاف الأسر المصرية هذه الأيام.

رسالة أخرى كانت أكثر حدة، من أحد أولياء الأمور أيضًا، قال فيها: "سأختار الثانوية العامة، فالبكالوريا غير معترف بها دوليًّا، وكلياتها غير مضمونة".

وبين هذه وتلك، وردتني عشرات الرسائل والانطباعات التي حملت قلقًا مشروعًا وتساؤلات مشروعة، غير أن ما كان لافتًا هو أن الأزمة أعمق من مجرد اختيار نظام تعليمي، إذ يرى بعض أولياء الأمور أن نظام البكالوريا، الذي يمتد لعامين، يتطلب أعصابًا فولاذية لتحمل ضغط الامتحانات مرتين متتاليتين.

كما أن نظام التنسيق المعتمد فيه قد يكون ظالمًا، حيث يُحتسب المجموع من 100 درجة في سبع مواد، بخلاف الثانوية العامة التي تحتسب على أساس 320 درجة في الصف الثالث فقط، ما يمنح الطالب فرصة أوسع لتحقيق مجموع مرتفع.

أما الثانوية العامة، فرغم مشكلاتها المعروفة، يراها كثيرون "الخيار الآمن"، ويعتبرونها نظامًا أكثر وضوحًا نسبيًا، خاصة في ظل التخبط والتغييرات المتكررة في السياسات التعليمية السنوات الفائتة.

في المقابل، يرى آخرون أن البكالوريا قد تكون نظامًا جيدًا إذا طُبق بالشكل الأمثل، نظرًا لأنه يوجه الطلاب المتفوقين الذين يحددون مساراتهم مبكرًا.

المثير أن بعض المعلمين أنفسهم أعربوا عن تخوفهم من البكالوريا، وبدأوا ينصحون أولياء الأمور بالثانوية العامة، ربما بسبب ضعف اطلاعهم على النظام الجديد أو لدوافع شخصية، ما يعكس فجوة حقيقية في التواصل بين صناع القرار في وزارة التربية والتعليم والمنفذين، فضلًا عن غياب الحوار المجتمعي مع أطراف أساسية في المعادلة، وعلى رأسهم أولياء الأمور.

الحقيقة أن المسألة شديدة التعقيد، والأسر تحتاج إلى فهم دقيق للفروق بين النظامين، ومعرفة مزايا كل منهما وعيوبه، فالقضية ليست بسيطة، أن تكون ولي أمر يقف في منتصف الطريق، لا يعرف كيف يخطط لمستقبل ابنه.. هل ينتظر تحرك المركب؟ أم يختار وجهته مسبقًا ويُسلم نفسه للمصير؟!

شخصيًا، لست ضد تطوير التعليم، لكن مشكلتي – كما ذكرت مرارًا – تكمن في آليات التنفيذ.. واليوم، هناك عشرات الأسئلة الحائرة في الشارع المصري دون إجابة، ومنها:

-هل نمتلك ضمانات كافية بأن نظام البكالوريا سيكون أكثر عدالة وكفاءة؟

-هل المناهج الحالية مؤهلة لهذا النظام، أم سنعيد صياغتها بما يتوافق معه؟

-هل الهدف هو مجاراة النظم الدولية كـIG؟ أم أن التغيير يأتي لمجرد التغيير؟

-هل سيخفف الضغط النفسي المصاحب للثانوية العامة؟

-هل سيقضي على الدروس الخصوصية أم يعمقها؟

-هل سيحد من الغش؟

-هل سيتم اختباره قبل التعميم؟

أعلم أن الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، قد تحدث عن النظام في أكثر من مناسبة سابقة، كان آخرها أمام البرلمان، لكن الأسئلة المطروحة لا تزال بحاجة إلى إجابات واضحة ومباشرة تُقدم لأولياء الأمور من أجل إذابة جليد المخاوف.

من هنا أوجه رسالة خاصة ومباشرة إلى وزير التربية والتعليم:

-من المهم أن تضع هذه التساؤلات في الاعتبار.

-نحن بحاجة إلى أن نسمع منك أكثر.

-نحتاج إلى مؤتمرات صحفية، ولقاءات تليفزيونية، وتواصل مباشر مع الجمهور، لشرح الرؤية والأهداف.

-نحتاج إلى جلسات حوار حقيقية مع المعنيين بالتنفيذ، لضمان الاستيعاب الكامل والتطبيق السليم.

كما أطالب مجلس الوزراء بمتابعة هذا الملف عن قرب، ومراقبة التنفيذ خطوة بخطوة، لأن القضية لا تتعلق بالتعليم فقط، بل هي قضية أمن قومي ومصير أجيال.

أختم حديثي بصفتي ولي أمر قبل أن أكون صحفيًا.. أعلم أن الجهات المعنية تضع هذه المخاوف في حسبانها، لكننا بحاجة إلى تواصل أكبر، وشفافية أوسع، لإنهاء حالة التردد والقلق في هذا الملف، لأن مستقبل أبنائنا لا يحتمل الغموض.

مصلحة الوطن وأبنائه هي الغاية، والله من وراء القصد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد نفقة وطعن وحجز.. ممتلكات إبراهيم سعيد تعود إلى صاحبها.. التفاصيل

الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 41 درجة وأسوان 46

عمر مرموش يتفوق على رونالدو فى سباق أفضل مهاجمي العالم 2025

بدء تلقى طلبات تظلم طلاب الثانوية العامة على النتيجة عبر هذا الرابط

أرسنال فى اختبار ودي بطعم الدوري الإنجليزي أمام نيوكاسل


قطار تالجو .. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

النطق بالحكم على سفاح المعمورة اليوم بعد رأى فضيلة المفتى.. تفاصيل

"منتجع واحة الشفاء فى سيوة".. مشروع تخرج يبهر أعضاء لجنة تحكيم ماراثون مشروعات التخرج بجامعة بنها.. فريق العمل: المنتجع صحى مستدام ويضم كابينة للعلاج بالمياه الكبريتية وجهاز للعلاج بالرمل الساخن المعقم.. صور

ميسي الأسطورة ورونالدو وصيفًا.. تقرير عالمى يحسم جدل أفضل لاعب فى التاريخ

من غير أنابيب.. الحكومة بتوصل الغاز لملايين البيوت بـ3.5 مليار جنيه


موعد سحب قرعة الدوري الممتاز بمشاركة 21 نادياً

مخاتير وعشائر غزة يشكرون مصر والرئيس السيسى على دعم الشعب الفلسطينى

النيابة العامة تكشف وجود مبيد حشرى فى عينات جثامين أطفال المنيا

حفل عشاء من رئيس بيراميدز للاعبين بعد الفوز الودى على قاسم باشا.. صور

النيابة العامة تُباشر تحقيقاتها في واقعة وفاة أطفال ووالدهم بمحافظة المنيا

إعلام عبرى: هدنة إنسانية فى غزة اعتبارا من صباح غد الأحد وحتى ساعات المساء

الجمهور يتداول الصورة الأخيرة للراحل زياد الرحبانى

ترامب وملك الأردن يبحثان مستجدات المنطقة خاصة فى قطاع غزة

دونالد ترامب يلاحق باراك أوباما بسيارة شرطة.. صورة تثير الجدل

أسامة ربيع: 69 عامًا شاهدة على نجاح مصر فى حماية سيادتها على قناة السويس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى