كيف كان ينظر زياد الرحباني للسعادة؟

فى أحد لقاءاته سألوا زياد الرحباني.. كيف يكون الإنسان سعيد؟ أجاب بفلسفة شديدة "أن يكون بلا مخ.. فذلك أسهل شئ" وفسر ذلك بأن يكون الشخص قليل التفكير والتحليل، بمعنى لماذا حدث ذلك؟ وكيف حدث؟ وما الذى سيترتب على ما حدث؟
أحببت أحاديث ومقابلات الموسيقار الراحل زياد الرحبانى وإجاباته وفلسفته ونظرته للدنيا والموت والناس والفن، أحببت فى زياد الرحبانى الذى رحل اليوم عن عمر يناهز 69 عاماً، بعدما ألهم بموسيقاه ومسرحياته أجيالاً من اللبنانيين والعرب، أعماله الخاصة التى حملت عناوين خاصة منها "أنا مش كافر" و"هدوء نسبي" و"بالأفراح" وصولاً إلى "أبو علي".
كان زياد مشاكسا، له مواقف يسارية يغلفها السخرية، وهو ما أضفى على شخصيته حالة من الجدل الجميل والشيق، فكان دائما ما يرمى النكات فى أحاديثه، لكنها نكات تحمل رسالة وهدف وقيمة، زياد طور وحدث من أسلوبه الفريد فى الجاز، واستعان في مسرحياته وبرامجه الإذاعية بموسيقى تنوعت ما بين الكلاسيك والبلوز والبوسانوفا وهو ما جعل منه فنان وموسيقار فريد ترك الأثر فى قلوب مستمعيه.
فجأة قفز إلى ذهنى عدة أسئلة ليست بالجديدة، كيف كان يعيش زياد الرحبانى أيامه خاصة الأخيرة؟ من كان يرى؟ مالذي كان يسعده؟ ماذا كان يقرأ ويسمع ويشاهد؟ ماذا كان يتذكر وما الذى كان يرغب في نسيانه؟ أي سعادة وأي حزن كانا يدخلان قلبه؟
كان زياد الرحبانى أسطورة رغم أنه لم يملك كل شئ، لم يكن مثل ألفيس بريسلى مثلا ملك الروك أند رول يملك الشهرة والمال والنجومية والوسامة والمعجبين والمعجبات .. ولم يكن يملك سيارة رولز رويس أكثر أجزائها من الذهب الخالص، ولم يكن يعيش فى قصر فاخر وحوله مئات الخدم والمساعدين، لكنه كان غنياً بفنه وملايين المحبين المجانين بفنه وسحره، فوهب حياته لذلك الفن الذى جعل منه أسطورة وحكمة وفكرة ولحناً أبدياً فى قلوب الناس.

Trending Plus