محمية الوادى الأسيوطى.. كنز بيئى فى قلب الصعيد ويمثل فرص واعدة بأسيوط.. المحمية موطن فريد للنحل المصرى يُعرف بـ"النحل الفرعونى" أثمن السلالات عالميًا بسبب خصائص بيولوجية وعلاجية مميزة

في قلب الصعيد، وتحديدًا في قرية الغريب التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، تقع واحدة من أهم المحميات الطبيعية في مصر، محمية "الوادي الأسيوطي"، التي تُعد نموذجًا فريدًا للتنوع البيولوجي في البيئة الصحراوية، بمساحة تتجاوز 8 آلاف فدان، ورغم ما تمتلكه من ثروات طبيعية مدهشة، ما زالت هذه المحمية بحاجة لمزيد من الدعم والاهتمام كي تؤدي دورها البيئي والعلمي والتنموي على أكمل وجه.
ما هي المحمية الطبيعية؟
المحمية الطبيعية هي مساحة من الأرض أو البحر تخصصها الدولة للحفاظ على النظم البيئية والتنوع البيولوجي، وتُدار بشكل علمي يضمن استدامة مواردها الطبيعية، وتُعتبر المحميات خط الدفاع الأول في مواجهة التغيرات المناخية، وفقدان الأنواع، والتصحر، وتدهور التربة والمياه.
أهمية المحميات الطبيعية
تلعب المحميات الطبيعية أدوارًا متعددة، تبدأ من الحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض، وتمر عبر دعم الأبحاث العلمية والبيئية، ولا تنتهي عند تعزيز السياحة البيئية والوعي المجتمعي. كما تُعد المحميات أحد روافد التنمية المستدامة، حيث يمكن استثمارها بيئيًا واقتصاديًا دون الإضرار بها.
محمية الوادي الأسيوطي: طبيعة خاصة وهوية فريدة
محمية الوادي الأسيوطي ليست مجرد مساحة بيئية مغلقة، بل هي كنز طبيعي حي، يزخر بـ66 نوعًا من النباتات النادرة، و6 أنواع من الثدييات، فضلًا عن العديد من الزواحف والطيور الجارحة، أبرزها الصقر شاهين والضب المصري، وتُعد المحمية موطنًا فريدًا للنحل المصري أو ما يُعرف بـ"النحل الفرعوني"، وهو أحد أندر وأثمن السلالات عالميًا، لما له من خصائص بيولوجية وعلاجية مميزة.
داخل المحمية، يتجلى التوازن البيئي في أبهى صوره، حيث تتفاعل الكائنات مع البيئة المحيطة في تناغم طبيعي نادر. وتُستخدم تقنيات بيئية مثل "البايوجاز" للاستفادة من المخلفات الحيوانية في إنتاج الطاقة، وهو ما يمثل نموذجًا لتكامل التنمية البيئية مع الاستدامة الاقتصادية.
زيارة المحافظ ودعم حكومي لافت
في خطوة تعكس اهتمام الدولة المتزايد بالمحميات، أجرى اللواء دكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، جولة تفقدية شاملة بالمحمية، شملت تفقد معرض التحنيط ومشاهدة فيلم وثائقي عن تاريخها ومكوناتها، وأعقبها توجيهات واضحة بتطوير بنيتها البيئية وتعزيز التنوع البيولوجي فيها.
شملت التوجيهات إعداد دراسة متكاملة لحصر الأنواع الحيوانية وتحديد احتياجاتها الغذائية، والتوسع في زراعة النباتات الملائمة داخل المحمية، بالإضافة إلى إرسال سيارات مياه بشكل دوري لتأمين حياة الكائنات البرية، وتطهير البئر الجوفي لضمان مصدر مياه نقي.
كما وجه المحافظ بالاهتمام الخاص بالنحل الفرعوني، من خلال زراعة المحاصيل التي تحسن غذاءه وتدعم تكاثره، وتشكيل لجنة فنية من الزراعة والبيئة والبحوث الزراعية لتقديم التوصيات العلمية اللازمة.
التعليم والوعي البيئي.. حجر الأساس
أحد أهم القرارات اللافتة خلال الجولة كان توجيه المحافظ بدمج المحمية ضمن الأنشطة التعليمية من خلال تنظيم زيارات مدرسية دورية، وهي خطوة ضرورية لغرس الوعي البيئي في الأجيال الجديدة، وربطهم بالبيئة المحلية من منظور علمي وعملي.
كما أشار المحافظ إلى أهمية تطوير البنية التحتية للمحمية، بدءًا من المدخل الرئيسي وحتى اللوحات الإرشادية، بهدف تيسير الوصول إليها وجعلها وجهة بيئية وسياحية في قلب الصعيد ، و يمكن تحويل المحمية إلى مركز بيئي سياحي وتعليمي متكامل، يستقطب الباحثين والطلاب والزوار من داخل وخارج مصر. كما يمكن استثمار مواردها الطبيعية – خصوصًا النحل الفرعوني – في تطوير منتجات بيئية وصحية متميزة تُدر دخلًا اقتصاديًا وتُعزز صورة مصر البيئية.
وأضاف اللواء هشام ابو النصر محافظ اسيوط ، إن محمية الوادي الأسيوطي ليست مجرد مساحة من الرمال والنباتات، بل هي شاهد على عراقة الطبيعة المصرية وتنوعها، وحاجة ملحة لحماية هذا التراث البيولوجي من الضياع. وبتضافر جهود الدولة والمجتمع، يمكن أن تتحول إلى نموذج بيئي رائد ليس فقط في صعيد مصر، بل على مستوى الوطن العربي بأكمله.

المحافظ يتفقد المحمية

المحمية

محافظ أسيوط خلال جولة تفقدية شاملة بالمحمية

محافظ اسيوط يتفقد المحمية

محمية الوادي الأسيوطي

Trending Plus