أوروبا على حافة أزمة جمركية شاملة.. ترامب يسعى لتثبيت أكبر صفقة تجارية له مع الاتحاد الأوروبى تعيد تشكيل النظام التجارى العالمى.. ومفاوضات معقدة تحدد مستقبل العلاقات عبر الأطلسى.. ومحاولات لتفادى الحرب التجارية

تتجه الأنظار اليوم إلى تيرنبيري، حيث يُمكن أن تُكتب صفحة جديدة في سجل العلاقات بين واشنطن وبروكسل. فهل ينجح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين في تجاوز الخلافات وترسيخ شراكة اقتصادية مستدامة؟ أم نشهد بداية فصل جديد من الحروب الجمركية والتوترات العابرة للأطلسي؟
ففي ظل أجواء تجارية مشحونة، يجتمع ترامب وفون دير لاين في منتجع "تيرنبيري" الفاخر باسكتلندا، على أمل تفادي اندلاع حرب جمركية شاملة تهدد استقرار الاقتصاد العالمي، ويأمل الطرفان أن يسفر اللقاء عن اتفاق تجاري تاريخي يعيد رسم ملامح العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.
الاتفاق المرتقب: ضريبة موحدة بدلاً من التصعيد
ووفقًا لصحيفة "لاراثون" الإسبانية، فإن الاتفاق المقترح يتضمن فرض تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، وهو ما يُعد تنازلًا من الطرف الأوروبي الذي كان يأمل في إعفاء كامل من الرسوم، لكنه يراه أفضل من بديل أكثر قسوة يتمثل في رسوم تصل إلى 30% كان من المقرر بدء تطبيقها اعتبارًا من 1 أغسطس.
وحاليا تواجه أوروبا ، 50% على صادرات الصلب والألومنيوم ، و25 % على السيارات وقطع الغيار ، و10% على سلع صناعية واستهلاكية آخرى،وفي حال فشل المفاوضات، أعد الاتحاد الأوروبي قائمة بردود انتقامية تشمل فرض رسوم على سلع أمريكية بقيمة 93 مليار يورو، تشمل منتجات زراعية وتكنولوجية.
ترامب: فرصة الاتفاق 50% ..وبرلين وبروكسل خائفتان
خلال وجوده في اسكتلندا، وفي خضم جولة وصفها بـ"الدبلوماسية-الترفيهية"، قال ترامب إن فرص الوصول إلى اتفاق تبلغ 50% ، مشيرًا إلى أن بروكسل "حريصة جدًا على إبرام صفقة".
وعلى الرغم من الانتقادات الأوروبية بشأن الرسوم المرتفعة، رفض ترامب تخفيف الضرائب المفروضة على الصلب والألومنيوم ، مبررًا ذلك بأن تطبيقها "يجب أن يكون متساويًا على جميع الدول". وأضاف: "إذا أعفيت دولة، فعليّ إعفاء الجميع.. وهذا أمر غير واقعي".
صفقة "تاريخية" جديدة في جعبة ترامب
في حال إبرام الاتفاق، سيكون هذا أكبر إنجاز تجاري لترامب حتى الآن، متجاوزًا صفقة 550 مليار دولار التي أبرمها مع اليابان مؤخرًا، وذلك في إطار مساعيه لـ"إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي" وتقليص العجز الأمريكي.
وتأمل بروكسل أن يشمل الاتفاق إعفاءات على سلع أساسية مثل:السيارات ، و الأدوية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية الزراعية.
ويُمثل هذا الاتفاق محطة مفصلية في مسار العلاقات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية وسط تصاعد القلق من توسع الخلافات التجارية لتشمل مجالات أخرى كالتكنولوجيا والبيئة والطاقة.
كما أن مستقبل الاتفاق سيؤثر على، أسواق المال العالمية، وسلاسل التوريد الأوروبية، والانتخابات الأمريكية القادمة، إذ يراهن ترامب على هذا الاتفاق كورقة رابحة.

Trending Plus