الرياضة الفلسطينية تحت نيران الإبادة الإسرائيلية.. 807 شهداء منذ بداية الحرب.. تدمير 264 منشأة.. الملاعب تتحول لمراكز إيواء للنازحين.. وحراك متزايد فى ملاعب العالم دعماً لسكان قطاع غزة وسط صمت "فيفا"

لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بينما لم تسلم أرواح الرياضيين الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية، وسط صمت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
كرة القدم في غزة تحت نيران الحرب
في قطاع غزة، لم تعد أصوات الهتافات تملأ المدرجات، فقد توقفت عجلة الحياة الرياضية عن الدوران، بينما تحولت الملاعب، التي كانت يومًا ما مسرحًا لتحقيق الأحلام والانتصارات، إلى مجرد أنقاض أو مراكز لإيواء النازحين ومراكز للاعتقال، أما اللاعبون، الذين اعتادت الجماهير الهتاف لهم قبل عامين أصبحوا اليوم يُشيَّعون شهداء، لتطمس آلة الحرب الإسرائيلية شغف الرياضة وحياة أبنائها.
وتتعرض الرياضة الفلسطينية لانتهاكات ممنهجة ومستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن استشهاد رياضي أو اعتقال آخر، أو تدمير منشآت رياضية، بينما تعج سجون الاحتلال الإسرائيلي بالعديد من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية، بينهم لاعبون محكومون وموقوفون ومعتقلون إداريًا، من أجل القضاء على الوجود الفلسطيني في قطاع غزة.
ووفقاً لبيانات رسمية صادرة من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأوليمبية الفلسطينية، بلغ عدد شهداء الرياضيين الفلسطينيين ما يعادل تشكيلة 72 فريق كرة قدم، فضلًا عن تدمير البنية التحتية الرياضية في القطاع.

الاحتلال يستهدف الرياضيين الفلسطينيين
وتجاوز عدد شهداء الأسرة الرياضية والكشفية في فلسطين 807 شهداء منذ اندلاع الحرب، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والرياضية الدولية، كان آخرهم الشهيد أحمد علي صلاح، لاعب أكاديمية الخضر للمحترفين، الذي ارتقى بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال، فيما استشهد اللاعب عماد حواجري، لاعب نادي الرباط، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبلغ عدد المنشآت الرياضية التي دمرتها قوات الاحتلال حتى الثالث من يوليو الجاري 264 منشأة، بواقع 184 دُمرت بالكامل، و81 منشأة أصابها دمار جزئي، ومن بين تلك المنشآت، طال قصف الاحتلال 12 ملعباً أنشئت بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ما أدى لتدميرها، كما تحولت ملاعب اليرموك وفلسطين ومحمد الدرة في قطاع غزة إلى مراكز إيواء للنازحين.
واستشهد 27 رياضياً منذ مطلع يوليو الجاري بينهم 11 رياضيًا في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، بمعدل شهيدين يومياً، بينما استشهد 13 رياضياً خلال شهر يونيو الماضي، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي، منذ 7 أكتوبر 2023.
وضمت قائمة الشهداء الرياضيين في ذلك الشهر كلا من، محمد عبد المنعم الجعبري، عماد يوسف يوسف السمهورى (إداري)، محمد محمود عبد المجيد ياسين، مصطفى ميط، عبد الله مازن احمد حويله، أيمن جمعة عبد المعطي الهمص، محمد محمود عبد المجيد ياسين، ويوسف أيمن النجار.
ومن كرة الطائرة، استشهد عبد الكريم النمنم، أحمد محمد محمود المفتى، ومن الكاراتيه، أيمن طوطح، والمواي تاي عمار حمايل، وكرة اليد، محمد حسين عبد الله النشار، وارتقى هؤلاء الرياضيون، بسبب القصف الوحشي، وعند طوابير المساعدات.
حراك متزايد في ملاعب العالم دعماً لسكان قطاع غزة
يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال فيه ملاعب الألعاب الجماعية حول العالم تشهد حراكاً متزايداً لدعم القضية الفلسطينية، بعدما تحولت إلى ساحة للتعبير عن القضايا الإنسانية، مما يعد تأكيدًا على أن القضية الفلسطينية حاضرة في قلوب الملايين حول العالم.
وأظهر مشجعو فريق أتلتيكو أول بويز، المنافس في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني الشهر الحالي، دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية واستنكارًا واضحًا لجرائم الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على مدى العامين الماضيين.

جماهير أتلتيكو أول بويز
وحملت مجموعة من المشجعين نعشًا ملفوفًا بالعلم الإسرائيلي، ورددوا هتافات قوية ضد دولة الاحتلال، كما لوحوا بالأعلام الفلسطينية بشكل مكثف، معبرين عن تضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني، وذلك بحسب ما ذكره موقع "إنفوباي" الأرجنتيني.
ومن بين اللافتات التي حملها المشجعون إحداها كُتب عليها "الموت لإسرائيل دولة الإبادة"، كما رموا منشورات تحمل عبارات غاضبة ضد إسرائيل، على هامش مباراة الفريق ضد ضد أتلتيكو أتالانتا ضمن الجولة الـ20 من بطولة الدوري.
وخلال بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 14 يونيو الماضي وحتى 13 يوليو الجاري، خطفت جماهير الترجي الرياضي التونسي الأنظار خلال مباراة الفريق أمام تشيلسي الإنجليزي ضمن منافسات دور المجموعات والتي انتهت بفوز الفريق اللندني بثلاثية نظيفة، حيث حرصت جماهير الترجي على رفع أعلام فلسطين حاملين عبارات تطالب بالحرية للشعب الفلسطيني، ومرددين هتافات "فلسطين حرة".
وفي وقت سابق، رفعت جماهير سيلتك الأسكتلندي التي اشتهرت بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، راية التحدي في وجه عقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، ووجهت رسائل واضحة إلى الاتحاد الدولي "فيفا" بضرورة تجميد مشاركات إسرائيل وأنديتها في المحافل القارية والدولية، وإلى المجتمع الدولي من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي ورفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة.
ورفعت جماهير سيلتك خلال مباراة بايرن ميونخ الألماني التي أقيمت في فبراير الماضي بملعب "سيلتك بارك"، في "ذهاب" ملحق دور الـ 16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، وانتهت بفوز البايرن بهدفين مقابل هدف واحد، لافتة في المدرجات مكتوبا عليها: "أشهروا البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل"، كما رفعت أعداد كبيرة من اللوحات الحمراء في إشارة إلى "الكارت الأحمر"، تعبيرًا عن رفضها لِما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر في حق الشعب الفلسطيني.

Trending Plus