النهضة الرهبانية المعاصرة.. أديرة جديدة بالكنيسة تواصل مسيرة القديسين

شهدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على مدار العقود الماضية، نهضة رهبانية واسعة تمثلت في تأسيس عدد من الأديرة الحديثة التي أصبحت مراكز روحية وخدمية بارزة، تعكس تجدد الحياة النسكية في العصر المعاصر، في استمرارية لمسيرة الرهبنة التي تعود جذورها إلى القديس أنطونيوس الكبير، مؤسس الحياة الرهبانية في العالم.
دير الأنبا موسى الأسود بالعاصمة الإدارية
يُعد من أحدث الأديرة التي أُنشئت في عهد قداسة البابا تواضروس الثاني، ويقع على طريق العاصمة الإدارية الجديدة، وقد بدأ تأسيسه في عام 2016 ليكون مركزًا رهبانيًا وروحيًا يواكب الامتداد العمراني والروحي شرق القاهرة. ويضم الدير كنيسة كبيرة على اسم القديس موسى الأسود، ومزارًا للزيارة، بالإضافة إلى مكتبة ومقرات خلوة روحية.
دير القديس الأنبا كاراس بسوهاج
أنشئ في تسعينيات القرن الماضي، ولاقى إقبالًا واسعًا من الشباب الراغبين في الرهبنة. يقع الدير في منطقة الجبل الغربي بسوهاج، وتم الاعتراف به رسميًا كدير عام 1998، ويتميز بهدوئه وموقعه الصحراوي، كما أنه يحتفظ ببساطة المعمار القبطي التقليدي.
دير القديسين مارمينا ومارجرجس بالخطاطبة
هو أحد الأديرة الحديثة التي أسسها نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية، ويقع على طريق مصر – إسكندرية الصحراوي بمنطقة الخطاطبة. يشهد الدير حاليًا توسعات معمارية وروحية ملحوظة، ويضم مركزًا للمؤتمرات ومزارًا مفتوحًا للزوار في المواسم.
دير القديسة دميانة الجديد بالبحيرة
أنشئ في أوائل القرن الـ21 تحت رعاية المتنيح نيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والخمس مدن الغربية. ويعد امتدادًا روحيًا لدير القديسة دميانة الشهير ببراري بلقاس، ويخدم كخلوة روحية للراهبات الجدد.
دير القديس مارمينا العجائبي بمريوط – التوسعات الحديثة
رغم أن دير مارمينا العجائبي بمنطقة مريوط أسسه المتنيح البابا كيرلس السادس في منتصف القرن العشرين، فإن السنوات الأخيرة شهدت نهضة معمارية وروحية كبرى داخله، شملت بناء كاتدرائية ضخمة جديدة، واستكمال مزار البابا كيرلس، وتوسعة مكتبة الدير. وقد أصبح الدير من أكبر مراكز الرهبنة والزيارة في مصر.
نهضة رهبانية متواصلة
وتشير مصادر كنسية إلى أن عدد الرهبان في الأديرة الحديثة قد شهد تزايدًا ملحوظًا خلال العقدين الأخيرين، ما دفع الكنيسة إلى التوسع في تأسيس أديرة جديدة لاستيعاب الإقبال المتزايد على الحياة الرهبانية، خاصة مع التزام الكنيسة بعدم التكدس داخل الأديرة القديمة، حفاظًا على سلام الحياة النسكية.
كما تؤكد الكنيسة أن تأسيس أديرة جديدة يخضع لمعايير صارمة، تشمل توفر الحياة الروحية والانضباط الكنسي وموافقة المجمع المقدس، بالإضافة إلى اختيار أماكن بعيدة عن العمران تماشيًا مع روح الرهبنة.
البابا تواضروس: الحياة الرهبانية في نمو متزن
كان قداسة البابا تواضروس الثاني قد صرح في أكثر من مناسبة بأن "الحياة الرهبانية في الكنيسة تنمو بشكل متزن ومدروس، دون تساهل أو تشدد"، مشيرًا إلى أن الرهبنة ليست مجرد إقامة في صحراء، بل هي حياة صلاة وانسحاق وتكريس كامل لله.

Trending Plus