مدينة إنسانية في قطاع غزة.. وكيفية المواجهة

في تطور لافت يتزامن مع محادثات وقف إطلاق النار، لا زال الاحتلال يصمم على ما أسماه "مدينة إنسانية"، وتجميع سكان قطاع غزة بالكامل داخلها، وذلك خلال عدة مراحل، تبدأ بنقل 600 ألف نازح فلسطيني من منطقة المواصي الساحلية إلى مدينة رفح جنوب القطاع، بهدف نقل جميع سكان غزة (قرابة 2 مليون نسمة) إلى هذه المنطقة بعد فحص أمني، ومنعهم من المغادرة تحت حراسة مشددة من الجيش الإسرائيلي.
وللعلم، هذه النوايا معروفة، ومعلومة، فقد صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مايو الماضي بأن الهدف هو جعل غزة غير صالحة للعيش لدفع سكانها إلى اليأس والبحث عن حياة جديدة في أماكن أخرى.
لذا، وجب دق ناقوس خطر، لأن الخطة المعلنة بشأن هذه المدينة الإنسانية، وبغض النظر عن المسميات، تمثل تصعيداً كبيراً في استراتيجية التعامل مع السكان المدنيين في غزة، فيما يتم تقديمها كحل إنساني و"طوعي"، لكن تفاصيلها وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين تثير مخاوف جدية بشأن النوايا الحقيقية المتمثلة في التهجير القسري للفلسطينيين، وتطرح تساؤلات عميقة حول مدى انتهاكها للقانون الدولي..؟ لذا وجب الانتباه ..
الأمر الآخر الذى يجب الحذر منه، هو أن الإدارة الأمريكية تتبع سياسة "الخداع الاستراتيجي" بهدف تمرير المخطط الإسرائيلي تحت غطاء المفاوضات، دون وجود ضمانات حقيقية لإنهاء العدوان أو حماية المدنيين.
وأخيرا، نكرر ونؤكد، إن مواجهة هذا المخطط الصهيونى الخبيث تتطلب تحقيق وحدة وطنية فلسطينية وعربية حقيقية باعتبارها مدخلًا لا غنى عنه لأي حل سياسي، وفضح الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الدولي لإظهار حقيقة ما يحدث من "إبادة جماعية"، إضافة إلى تفعيل أوراق الضغط العربي سياسيًا واقتصاديًا، خاصة أن الدول العربية تمتلك أدوات تأثير قوية لم تُستخدم بعد بالقدر الكافي.

Trending Plus