أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو

في مشهد إنساني نادر يُجسد الإصرار والعزيمة والإرادة التي لا تعرف المستحيل، استطاعت سيدة بسيطة من إحدى قرى محافظة سوهاج أن تخطف أنظار الجميع بقصة كفاحها الاستثنائية، حين قررت أن تعود إلى الدراسة بعد سنوات طويلة، ليس فقط من أجل التعلم، بل من أجل مشاركة حلم ابنها وتحقيقه سويًا.
سارة أحمد، ربة منزل، تقيم في قرية باصونه التابعة لمركز المراغة شمال محافظة سوهاج، حصلت منذ سنوات على دبلوم تجارة، ثم تفرغت لحياتها الأسرية وتربية أبنائها الثلاثة، حتى جاء اليوم الذي قررت فيه أن تسلك طريقًا مختلفًا مع وصول ابنها محمد إلى المرحلة الثانوية، شعرت برغبة قوية في أن تشاركه هذه الرحلة، لا كأم فقط، بل كزميلة دراسة وشريكة حلم.
التحقت سارة بالصف الأول الثانوي العام، جنبًا إلى جنب مع نجلها محمد، واستمر الاثنان في الدراسة معًا حتى الصف الثالث الثانوي، حيث قررا خوض تحدٍ أكبر دخول القسم العلمي "علوم" بهدف تحقيق حلم مشترك، وهو الالتحاق بكلية الصيدلة.
تقول سارة لـ"اليوم السابع": "كنت بوازن بين مسؤولياتي في البيت، من طهي وتنظيف ورعاية إخوات محمد، وبين المذاكرة يوميًا لساعات طويلة، وصلت أحيانًا إلى 8 ساعات متواصلة كنت أذاكر مع محمد، وأحيانًا كنت أنا اللي بشرح له بعض الدروس كان في بينّا منافسة جميلة، وكل حياتنا كانت صلاة ومذاكرة فقط".
وتضيف: "اعتمدت على المنصات الإلكترونية، ومحمد كان بيرجع من الدرس يشرح لي، وكنا بنحل مع بعض ونضغط على بعض، لأن الحلم ماكانش سهل".
محمد بدوره يقول: "والدتي كانت مش بس بتذاكر، كانت كمان بتحفزني وبتدفعني أكمل وقت ما كنت بتعب أو أفقد الأمل. رغم إنها طالبة معايا، ما قصرتش في شغل البيت ولا في واجباتها، ونجحت بتفوق أعلى مني.. أنا جبت 86% وهي جابت 89%، وأنا فخور بيها جدًا".
قصة محمد وسارة لم تمر مرور الكرام، بل تحولت إلى أيقونة تحفيز عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت آلاف التفاعلات من المصريين الذين اعتبروها نموذجًا يجب أن يُحتذى به، ورسالة لكل من فقد الأمل في تحقيق أحلامه بسبب السن أو الظروف.
وفي لفتة إنسانية رسمية تعكس تقدير الدولة للنماذج الملهمة، استقبل ديوان عام محافظة سوهاج السيدة سارة ونجلها محمد، حيث قام الدكتور محمد عبد الهادي، نائب المحافظ، بتكريمهما رسميًا ومنحهما درع المحافظة، تكريمًا لكفاحهما وتفوقهما، مؤكداً أن ما قاما به "رسالة لكل المصريين أن التعليم لا يعرف عمرًا، وأن العزيمة تحقق المعجزات".
وقالت سارة خلال التكريم: "فرحتي لا توصف.. النجاح جميل، بس لحظة التكريم دي أكبر من أي نجاح. بشكر المحافظ ونائبه وكل حد شاف فينا نموذج وقدر مجهودنا".
قصة سارة ومحمد تؤكد أن الإرادة الحقيقية لا تحدها سنوات العمر ولا تحديات الواقع. هي رسالة صادقة بأن العلم حلم يمكن تحقيقه في أي وقت، وأن الأم يمكن أن تكون مصدر إلهام حقيقي، ليس فقط لأبنائها، بل لمجتمع بأكمله.

الام وابنها

الام والابن فى سوهاج اثناء المذاكرة

الام والابن يذاكران

الام والابن ينجحان فى الثانوية العامة

Trending Plus