اليوم العالمى لالتهاب الكبد.. مصر تتصدر المشهد فى القضاء على فيروس C.. الصحة العالمية: مصر أول بلد بالعالم يحقق المستوى الذهبي بفضل حملة 100 مليون صحة وبدعم الرئيس.. والأولى بإقليم شرق المتوسط تسيطر على فيروس B

يحتفل العالم بـ اليوم العالمي لالتهاب الكبد كل عام في 28 يوليو، للتوعية بالتهاب الكبد الفيروسي، وهو التهاب يصيب الكبد وينتج في الغالب عن عدوى فيروسية تتطور إلى مرض وخيم في الكبد وسرطان الكبد.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية، إنه عام 2023، أصبحت مصر أول بلد على مستوى العالم يحقق المستوى الذهبي على مسار التخلص من التهاب الكبد C، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
وأضافت، أن التهاب الكبد هو مشكلة رئيسية من مشكلات الصحة العامة في أنحاء إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إذ يصيب 27 مليون شخص ويؤدي إلى ما يُقدَّر بنحو 97,000 ألف حالة وفاة كل عام يمكن تجنبها .
وفي اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2025، تحث منظمة الصحة العالمية المجتمعات المحلية وراسمي السياسات والسلطات الصحية على الالتزام باتخاذ إجراءات مُنسَّقة للقضاء على التهاب الكبد. وتحت شعار "خطوات يسيرة للقضاء على التهاب الكبد"، تدعو حملة هذا العام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إزالة العقبات المالية والاجتماعية والعامة - ومنها الوصم - التي تقف في طريق القضاء على التهاب الكبد والوقاية من سرطان الكبد، وتوسيع نطاق خدمات التهاب الكبد، وتشمل التطعيم، وممارسات الحقن المأمونة، والحد من الأضرار، والأهم من ذلك الاختبار والعلاج، وإدماجها في النُظُم الصحية الوطنية.
وقالت، إن ثمة تقدُّمٌ ملموسٌ قد أُحرِزَ في الإقليم، ففي عام 2023، أصبحت مصر أول بلد على مستوى العالم يحقق المستوى الذهبي على مسار التخلص من التهاب الكبد C، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية. ومن خلال المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة"، جرى فحص أكثر من 60 مليون شخص للكشف عن إصابتهم بالتهاب الكبد، وحصل أكثر من 4.3 مليون شخص على العلاج مجانًا، وتمثل هذه الجهود 70% من علاج التهاب الكبد C في إقليم شرق المتوسط و35% من الإجمالي العالمي، وقد أدت إلى انخفاض الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد بنسبة 35% منذ عام 2018.
وفي ديسمبر 2024، أصبحت مصر أول بلد في إقليم شرق المتوسط يحقق وضع السيطرة على التهاب الكبد B، إذ نجحت في خفض معدل انتشاره إلى أقل من 5% بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 9 سنوات فما فوق، والإبقاء على تغطية تزيد على 90%.
وتقدمت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2023، بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد يبلغ "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وشخصت مصر 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافي إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
وفي هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: إن المسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به، لقد قدمت مصر للعالم نموذجا يحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح.
وأشار، إلى أن نجاح مصر يبث في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C في كل مكان، وقد نجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38% في مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.
ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية في مجالَي الوقاية والعلاج. وفي عام 2006، تم انشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.
وابتداءً من عام 2014، أطلق رئيس مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد C، وهو ما تعزز مجددًا في عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادي.
وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 ملايين شخص ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%.
ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم "عدم إلحاق الضرر" من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.
وتدعم المنظمة الوزارة بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد C وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، في الحملة، وتواصل المنظمة دعم الوزارة في بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.
ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن التحقق القُطري من القضاء على التهاب الكبد الفيروسي ومسار القضاء عليه، يمكن للبلدان أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق الكامل من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض في ضوء تحقيق الغايات المتصلة بكل مسار منها، ومصر هي أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبي على مسار القضاء عليه، وهذا يعني أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.
من جانبها قالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "نحتاج إلى مزيد من الالتزام السياسي والاستثمار المستمر لتوسيع نطاق التدخلات التي ثبتت فعاليتها، ألا وهي: التطعيم ضد التهاب الكبد B، والاختبار والعلاج الشاملان، والإدماج في خدمات صحة الأمهات والأطفال، والتمويل المستدام، والعمل القائم على البيانات، وأحثُّ الحكومات والشركاء على توسيع نطاق العمل المشترك وتجديده لإزالة الحواجز التي تحول دون القضاء على هذا المرض، معًا، نستطيع القضاء على التهاب الكبد وإنقاذ الأرواح.
وحتى يمكن القضاء على التهاب الكبد، ينبغي للحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية اتخاذ إجراءات عاجلة على جميع المستويات.
فينبغي أن يخضع عامة الناس لاختبار التهاب الكبد B و C، لا سيّما أثناء فترة الحمل، وأن يحرصوا على حصول المواليد على جرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B عند الولادة في غضون 24 ساعة، وأن يتبعوا إجراءات صارمة للوقاية من العدوى.
ويجب على راسمي السياسات توسيع نطاق التطعيمات التي تُعطى عند الولادة، وإدماج الاختبار والعلاج بتكلفة ميسورة في خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإدراج رعاية التهاب الكبد في التغطية الصحية الشاملة وخطط التأمين الوطنية.
لقد حان الوقت للتغلب على حواجز التواصل والتنسيق، والقضاء على الوصم، وازالة العقبات التي تحول دون حصول الناس على الرعاية التي يستحقونها، ولا ينبغي السماح بأن يقف أي شيء في طريق القضاء على التهاب الكبد والوقاية من سرطان الكبد.
على الصعيد العالمى..
وعلى الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمن، وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا، ولكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع التهاب الكبد C في العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى، ويمكن أن تتسبب تلك العدوى في إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم يتم علاجه أو الشفاء منه.
وبينما مصر استطاعت القضاء على فيروس سى فإن منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بشأن التهاب الكبد الفيروسي الذي يودي بحياة 3500 شخص يوميا في العالم، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية العالمي حول التهاب الكبد لعام 2024، فإن عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي آخذ في الازدياد ويُعدّ هذا المرض ثاني أهمّ مسببات الوفاة المعدية عالميًا، وهو نفس مستوى السل، الذي يُعدّ من أبرز الأمراض المعدية القاتلة.
وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية العالمي حول التهاب الكبد لعام 2024، يتزايد عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي، ويُعدّ هذا المرض ثاني أكثر أسباب الوفاة المعدية شيوعًا على مستوى العالم، حيث يُودي بحياة 1.3 مليون شخص سنويًا، وهو نفس عدد وفيات السل، الذي يُعدّ من أكثر الأمراض المعدية فتكًا.
يُسلِّط التقرير، الصادر خلال القمة العالمية لالتهاب الكبد،. بأن بلوغ هدف منظمة الصحة العالمية للقضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030 لا يزال ممكنًا، إذا اتُّخذت إجراءات سريعة الآن.
تُظهر بيانات جديدة من 187 دولة أن العدد التقديري للوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي ارتفع من 1.1 مليون حالة وفاة في عام 2019 إلى 1.3 مليون حالة وفاة في عام 2022، ومن بين هذه الوفيات، كان 83% منها ناجمًا عن التهاب الكبد الوبائي B، و17% عن التهاب الكبد الوبائيC . ويموت 3500 شخص يوميًا على مستوى العالم بسبب عدوى التهاب الكبد الوبائي B وC
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس: "يرسم هذا التقرير صورةً مُقلقة: فرغم التقدم المُحرز عالميًا في الوقاية من التهاب الكبد، إلا أن الوفيات آخذة في الارتفاع نظرًا لقلة عدد المصابين غير المشخصين وعلاجهم.
وأضاف: "تلتزم منظمة الصحة العالمية بدعم البلدان لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لها - بأسعار معقولة - لإنقاذ الأرواح وتغيير هذا الاتجاه".
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية الجديدة إلى أن 254 مليون شخص مصابون بالتهاب الكبد الوبائي "B" و50 مليون شخص مصابون بالتهاب الكبد الوبائي "C" وفقا لإحصائيات عام 2022. ويُشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و54 عامًا نصف عبء الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد الوبائي "B" و"C"، بينما تبلغ نسبة الأطفال دون سن 18 عامًا 12% ويُمثل الرجال 58% من إجمالي الحالات.
وأكد، إن النتائج أقل بكثير من الأهداف العالمية لعلاج 80% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد المزمن B والتهاب الكبد C بحلول عام 2030، ومع ذلك، فإنها تشير إلى تحسن طفيف ولكنه ثابت في التشخيص وتغطية العلاج منذ آخر تقديرات تم الإبلاغ عنها في عام 2019، وعلى وجه التحديد، ارتفع تشخيص التهاب الكبد B من 10% إلى 13% والعلاج من 2% إلى 3%، وتشخيص التهاب الكبد C من 21% إلى 36% والعلاج من 13% إلى 20%.
يختلف عبء التهاب الكبد الفيروسي من منطقة لأخرى، يتحمل الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية 63% من الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد "B"، ومع ذلك، ورغم هذا العبء، لا يتلقى سوى 18% من المواليد الجدد في الإقليم لقاح التهاب الكبد "B" بجرعة الولادة.

Trending Plus