"رويبضة الأمة"

عن النبي ﷺ أنه قال: "سيأتي على الناس سنوات خدّاعات؛ يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
صدق رسول الله ﷺ.
نحن اليوم نعيش لحظة فارقة من أسوأ ما مرت به الأمة، ليس من حيث الفقر أو ويلات الحروب، فأسلافنا خاضوا أشرس المعارك وخرجوا منها بشرف ،
بل الأسوأ الآن أن من يتصدر المشهد هم بعض الشخصيات الجاهلة والمضللة، ممن يفتقدون الوعي والانتماء، حتى باتوا يعبثون باسم الوطن وقضاياه المصيرية ،
أعذروني إن انتقلت إلى العامية قليلاً، فهي أحيانًا أقرب للناس وأكثر تعبيرًا عن الغضب المكبوت ،
نرى اليوم مثالًا صارخًا يتمثل في شخص يُدعى "أنس حبيب"، اختار أن يُغلق السفارة المصرية في هولندا بحجة نصرة القضية الفلسطينية ، بينما لو كان صادق النية، لكانت السفارة الإسرائيلية أولى باستهدافه الرمزي، إذ إن المسافة بين تلك السفارات لا تتعدى 8 دقائق سيرًا على الأقدام ،
لكن يبدو أن "البطولة" تُمارَس فقط على بلده، لأنه يعلم أن رد الفعل سيكون محسوبًا، أما لو اقترب من سفارات دول أخرى، فقد يجد نفسه معتقلًا أو مُصنفًا إرهابيا.
المفارقة المؤلمة، أن وسائل الإعلام فتحت له ذراعيها، وكأنه بطل قومي، في حين أن كل ما فعله هو تصرف فردي من شخص يهاجم بيته، ولا يرتقي لمستوى النضال الحقيقي.
وعجيب أنه يقول إن ما فعله جاء دون تنسيق أو ترتيب، ثم ما لبثنا أن شاهدنا أحداثًا مشابهة في فنلندا ولندن والنرويج وبرلين وتركيا وعدد آخر من الدول الأوربية والعربية ومنها بيروت وهم الذين لم يفكروا ولو للحظه في محاصره سفاره اسرائيل الذين صنعوا بهم أبشع المجازر بدون رحمه.
فأنا شخصيًا لا أقبل أن يُهاجَم وطني ومؤسساته دون أن أرد، حتى وإن اختلفت مع بعض القرارات، إلا أن الخلاف لا يعني التخلي عن الانتماء ، حين أشعر بالخطر علي وطني، فحينئذ اتحول إلى جندي فدائي في صفوف الدفاع عن الوطن ،
ومن هنا، أطالب باتخاذ موقفا حاسما تجاه من يتطاول على الدولة المصرية ويحاول زعزعة استقرارها، فهؤلاء لا يمثلون مصر، ولا يمتّون للوطنية بصلة ،
نحن في حالة حرب إعلامية ونفسية مستمرة، وتكرار سيناريوهات الضغط والابتزاز السياسي والذي قد بدأ منذ عقود عديدة ، من محاولات التهجير، إلى محاولات الإحراج الدولي، وصولًا إلى محاولات فتح المعابر بالقوة الرمزية.... رفضنا أن تمر القوافل من أراضينا، و كان السوال المطروح لماذا لا تمر تلك القوافل من دول أخرى مثل لبنان أو سوريا أو العراق؟.. فهل المطلوب فقط كان هو الضغط على مصر ،
نعم، سيخرج البعض ويتهمني بالمبالغة أو التطبيل، وأقول لهم: "لا يعنيني رأيكم، فأنا أعبّر عن ضميري وقناعاتي"، وحين أقف بين يدي الله، أريد أن أكون صادقًا في موقفي، مدافعًا عن وطني بما أستطيع ،
واختم كلمتي بقوله تعالى:
﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
سورة الأنفال – الآية 30 ،
و رسالتي لبلدي الحبيب مصر :
يا ارض الكنانه يا سيده العالم اجمع ، كم كنتي للمستعمر املاً وللحقير هدفاً وللشريف بيتاً وداراً ، مصر انتي وحدك بعد الله تعلمي ما في صدري نحوك وحدك يا مصر انتي كنتي ومازلتي وستظلي الماوئ والأمل ، فأنتي سيفي ودرعي يا مصر دمتي شمساً تشرق السماء دمتي قمراً ينير الليالي السود دمتي نجماً يهدي الحيارى ،
يا مصر انك القلب والعقل انك الام والامه فنحن لكي وعنك مدافعون حتي يشاء الله ان نقابله فطمأني واسكني وقري عيناً فلن يفوت فيكي طلقهً او سكيناً إلا وقد سيكون اخترق قلبنا قبل قلبك
الله – الأمة – الوطن

Trending Plus