مخاوف أممية من تفشي الكوليرا والملاريا في جنوب السودان.. الأمم المتحدة: النقص الحاد في الأدوية يدفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار.. والصحة العالمية: الأمطار والنزوح الجماعي يفاقمان صعوبة الوصول للخدمات الصحية

حذرت وكالات الأمم المتحدة من تدهور الوضع الصحى وتفشى الأمراض والأوبئة فى السودان بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة وأيضا نقص المساعدات وتدهور الخدمات الصحية وصعوبة الوصول لها.

ووفق الأمم المتحدة أن موسم الأمطار المستمر فى جنوب السودان أدى إلى إبطاء جهود الاستجابة للكوليرا فى بعض المواقع، مما يثير المخاوف بشأن المزيد من انتقال المرض.

وأضافت الأمم المتحدة فى تقرير لها أنه يشهد جنوب السودان هطول أمطار غزيرة بين منتصف يوليو وأكتوبر. وتشهد ولايات جونقلى، والوحدة، وأعالى النيل، وشمال بحر الغزال، وواراب، وأجزاء من وسط الاستوائية، وغيرها فيضانات موسمية، مما يؤدى إلى نزوح جماعى، ويؤثر سلبًا على تقديم الخدمات الصحية الأساسية. ويفاقم موسم الأمطار صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية وضعف الصرف الصحى، ويعطل شحن الإمدادات الطبية، ويعرقل نشر فرق الاستجابة السريعة، كما أن التطعيم يعيق الجهود، مما يصعّب حماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح.

ولفتت الأمم المتحدة إلى أنه ساهمت عدة عوامل فى تفشى المرض، بما فى ذلك الكثافة السكانية العالية، وحركة السكان، والوصول المحدود إلى مرافق المياه والصرف الصحى، وممارسات النظافة السيئة، مما أدى إلى خلق حالة شديدة الضعف أدت إلى ظهور حالات مستوردة وانتقال محلى.

ومن جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن النقص الحاد فى اللقاحات والأدوية الأساسية والمستلزمات الجراحية يدفع النظام الصحى إلى حافة الانهيار، مما يترك الآلاف دون الحصول على الرعاية التى يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. وفى الوقت نفسه، يستمر النزوح فى إحداث خسائر فادحة فى صفوف المدنيين الذين يحاولون العثور على الأمان.

أعلنت البلاد عن تفشى وباء الكوليرا فى أكتوبر 2024، ويُعد هذا أطول تفشٍّ للكوليرا فى تاريخ البلاد، وحتى 30 يونيو 2025، أبلغ جنوب السودان عن إجمالى تراكمى بلغ 77,555 حالة مشتبه بها و1,401 حالة وفاة. وقد أُبلغ عن هذه الحالات من 55 مقاطعة، موزعة على 9 ولايات وجميع المناطق الإدارية الثلاث. وبلغ إجمالى الحالات الإيجابية التى ثبتت إصابتها باستخدام أدوات التشخيص السريع 11,554 حالة، بالإضافة إلى 424 حالة أخرى عُزلت مختبريًا بسبب بكتيريا ضمة الكوليرا.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه لدعم جهود التطعيم، حصل جنوب السودان على أكثر من 8.7 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية من مجموعة التنسيق الدولية لحماية المجتمعات المحلية، ونشرها. وقد تقدمت البلاد بطلب للحصول على جرعات إضافية.

ومن جانبه أكد كيرينى جونج، القائم بأعمال المدير العام لوزارة الصحة بولاية الوحدة، على الحاجة الملحة للتدخلات استجابة للفيضانات المستمرة، مؤكدًا على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ أرواح الفيضانات والدعوة إلى تدخلات عاجلة لإنقاذ الأرواح مؤكدا أن ولاية الوحدة هى بؤرة تفشى الكوليرا الحالى.

وأكد الدكتور همفرى كاراماجى، ممثل منظمة الصحة العالمية فى جنوب السودان، على خطورة الوضع قائلا "إن حجم تفشى المرض الحالى غير مسبوق، ويشكل بداية موسم الأمطار تحديًا كبيرًا بالإضافة إلى الأزمات الإنسانية السائدة" مضيفا " أن احتواء تفشى المرض يتطلب تمويلاً إضافياً، حيث إن هطول الأمطار يشكل خطر انتقال العدوى"