العالم ضد جرائم نتنياهو.. "الحيات والإخوان" وتجار القضية ضد مصر!

الواقع أن المشاهد المتتالية منذ 7 أكتوبر 2023، وما تبعها من حرب إبادة يشنها الاحتلال الصهيونى ضد الأطفال والعزل فى غزة، والمصحوبة بحصار وتجويع، ومحاولة تطبيق خطة تهجير قسرى أو طوعى، هى مشاهد كانت كاشفة عن علاقات وروابط لم تكن بهذا الظهور طوال عقود، فهذه المرة المواجهة مختلفة، والأهداف ظاهرة، كيف تلعب أطراف إقليمية أدوارا فى العلن مع فلسطين وفى السر مع الاحتلال، وتحاول تعطيل جهود إنهاء الحرب وتوظيف المفاوضات لتحقيق مكاسب على حساب فلسطين وغزة أو المتاجرين بالقضية الفلسطينية ممن لا يريدون أن تتوقف الحرب ولا الإبادة، بشرط ألا تتوقف التمويلات والمليارات عن حساباتهم التى يبيعون بها القضية، ولا يهمهم حل الدولتين ولا إنهاء معاناة الأطفال والنساء.
المشاهد التى نراها الآن تكشف بشكل واضح وشفاف أن تنظيم الإخوان فى كل جحر هو الفصيل الوحيد فى أركان الدنيا، الذى يتحالف مع بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، ويحاول الدفاع عن جرائم الاحتلال الفلسطينيين، وحرب الإبادة التى يشنها جيش إسرائيل، يترك القاتل والفاعل ويتظاهر الإخوان وتوابعهم أمام السفارات المصرية، ويمترسون أغرب رقصات الاستربتيز و«رقص الحيات»، وبعد أن فشل تنظيم الإخوان خلال سنوات فى تنفيذ مخططات الفوضى، وبعد أن تحالف مع داعش وبعض التنظيمات وكل أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية والعابرة، من دون تحقيق نتائج، قرر اللعب بأوراقه علنا مع الاحتلال الصهيونى، دعما لمخططات التهجير والتصفية.
والواقع أن ملاعيب تنظيم الإخوان أصبحت واضحة للعيان، وحسب ما كتبه الخبير بالحركات الصهيونية، الدكتور أحمد فؤاد، فإن «وسائل الإعلام العالمية كلها تدين إسرائيل، وتحملها مسؤولية مجازر غزة ومجاعتها، ظهر ذلك من خلال تحقيقات صحفية عن استهداف المدنيين والأطفال الذين يقتربون من نقاط توزيع الأغذية، مما يعكس الخناق الإسرائيلى المحكم للمعونات الأممية بشهادات موثقة من موظفى الأمم المتحدة للمسؤولين الفلسطينيين.. الجميع يدين إسرائيل كمصدر وحيد للمأساة وصانع لها ومتماد فى تطويل أمدها وتعقيدها لأقصى مدى ممكن حتى كريستيان أمانبور، أهم مذيعة فى العالم على شاشة سى إن إن، خرجت فى حلقة دامية باكية لإدانة إسرائيل، إلا الإخوان.. يرون أن سبب كل هذا هو مصر، وفى سبيل القضية سيهاجمون قسم شرطة إيتاى البارود ومقر الأمن الوطنى فى شاوشنا العنب، ويتظاهرون أمام سفارات مصر حول العالم، لأن سبب المجاعة هو مصر، وحسب أحمد فؤاد «نحن أمام مروية لم تصدر سوى عن بنيامين نتنياهو والإخوان».
ثم إن الوزير الفلسطينى السابق، حسن عصفور، علق على الأمر بالقول: «مشهد عالمى ضد إسرائيل ومشهد إخوانجى ضد مصر..أى صدفة!».. الواقع أن هذا المشهد الذى يقدمه تنظيم الإرهاب لم يرد ببال أحد فى التاريخ، وإن كان تنظيم الإخوان طوال عمره يقوم بهذا الدور، خاصة أن ظهوره فى مصر على أيدى الاحتلال البريطانى تم فى توقيت ظهور وتصاعد الحركة الصهيونية، كلاهما إنتاج بريطانى واستعمارى لزراعة كيانات عنصرية طائفية تهدف تمزيق المنطقة.
والواقع أن ما يجرى أمام سفارات مصر فى الخارج، حيث يترك المتظاهرون سفارات القاتل والمجرم ومرتكب الإبادة، ويتظاهرون أمام سفارات مصر التى تبذل كل جهدها فى مواجهة التهجير، وتقنع العالم وتدفع دولا كبرى لتغيير وجهات نظرها، وتصدر 28 دولة أوروبية بيانات ضد الاحتلال، ومنها دول حليفة تقليديا لإسرائيل، ثم تضغط مصر لإدخال المساعدات وإنهاء الحصار والتجويع، كما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب المصرى والعربى والعالم فى كلمته بمناسبة الأوضاع فى غزة: «منذ 7 أكتوبر حرصنا على المشاركة الإيجابية مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة من أجل إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن»، كان موقف مصر واضحا جدا فيما يخص رفض تهجير الشعب الفلسطينى، الذى سيؤدى إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو الحل السلمى أو إقامة الدولة الفلسطينية، وقال الرئيس: «إن القطاع يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات فى الأيام العادية، وخلال الـ21 شهرا، حرصنا على إدخال أكبر حجم من المساعدات، وتشغيل معبر رفح ليس من الجانب المصرى فقط، ولكن من الجانب الآخر فى القطاع من إدخال المساعدات والحركة.. هناك 5 معابر متصلة مع القطاع، سواء من الأراضى الفلسطينية أو الأراضى المصرية.. من جانبنا هناك معبر رفح ومعبر كرم أبوسالم»، هناك تفاصيل كثيرة يتم تناولها فى المباحثات مع الجانب الفلسطينى والإسرائيلى بمشاركة قوية ومخلصة من جانب الأشقاء فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
مؤكدا أن الظروف داخل القطاع مأسوية، وأن الدور المصرى محترم وشريف ومخلص وأمين ولا يتغير ولن يتغير.. وجه الرئيس السيسى نداء عاما لكل دول العالم، الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والأشقاء فى المنطقة: «علينا بذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات، وأوجه نداء خاصا للرئيس ترامب، بإمكانياته ومكانته هو القادر على إنهاء الحرب وإدخال المساعدات.. وأتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب».
الشاهد أن الموقف المصرى الرسمى والشعبى واضح وحاسم ولا يقبل القسمة، والعالم كله يعرف ذلك، بل وأيضا تنظيم الإخوان يعلم، لكن مموليه يرون غير ذلك، ويدفعون للتنظيم وتوابعه من أجل تخفيف الضغط على الاحتلال.

Trending Plus