استخدمت كتعويذة.. اكتشاف حفرية تحولت إلى تميمة فى موقع رومانى بإسبانيا

اكتشف علماء الآثار فى إسبانيا، أحفورة عمرها ألفى عام عُدِّلت عمدًا، ويرجح أنها استخدمت كحُلي، مما يقدم لمحةً نادرةً عن معتقدات العصر الروماني حول الطبيعة والروحانية تمثل هذه التميمة الأحفورية القديمة، التى اكتُشفت فى مستوطنة رومانية في جاليسيا، أول حالة معروفة لتشكيل واستخدام ثلاثيات الفصوص في العصور القديمة الكلاسيكية، وهي الحالة الوحيدة المرتبطة مباشرةً بالعالم الرومانى.
عُثر على الأحفورة، وهى ثلاثية فصوص كولبوكوريفى، يعود تاريخها إلى أكثر من 400 مليون عام، خلال أعمال تنقيب فى أسيبدا دى أرميا، بالقرب من بلدة ألاريز شمال غرب إسبانيا، وقد وجدت داخل بقايا منزل رومانى، مدفونة إلى جانب فخار وعملات معدنية وعظام حيوانات وشظايا زجاج - وهي بقايا نموذجية لبيئة رومانية محلية، وفقا لما نشره موقع صحيفة" greekreporter".
لاحظ الباحثون سبعة أوجه مسطحة محفورة فى الجانب السفلى من الأحفورة، تشير هذه العلامات إلى أن ثلاثى الفصوص كان يُلبس على الجلد، ربما كتميمة أو قلادة أو جزء من سوار.
وقال الدكتور أدولفو فرنانديز- فرنانديز، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذا الجسم أكثر من مجرد قطعة نادرة، وأنه مثال واضح على كيفية ربط القدماء لبقايا ماضي الأرض السحيق بمعانيَ مُهمة".
وكشف التحليل الجيوكيميائي أن ثلاثيات الفصوص نشأت في تكوينات مجموعة طليطلة أو إيبور في وسط إسبانيا - على بعد أكثر من 430 كيلومترًا (267 ميلًا) من موقع التنقيب، وتشير هذه المسافة إلى أن الحفرية تم نقلها عمدًا عبر مقاطعة هيسبانيا الرومانية، إما كممتلكات شخصية أو من خلال شبكات التجارة.
يعتقد الباحثون أن هذه الحفرية كانت تحمل أهمية رمزية أو روحية، ومن المرجح أن استخدامها امتد إلى ما هو أبعد من الزينة، ربما كان يُنظر إليها كتعويذة واقية، أو أداة شفاء، أو جزءًا من طقوس دينية.
لم يُعثر إلا على إحدى عشرة أحفورة لثلاثيات الفصوص من مواقع أثرية حول العالم، بما في ذلك مواقع في فرنسا خلال العصر الحجري القديم، وجنوب أفريقيا خلال العصر الحجري، وإسكندنافيا خلال فترة الفايكنج ، وأمريكا الشمالية ما قبل كولومبوس، إلا أن ثلاثيات الفصوص الأرميا تتميز بعلامات واضحة على التعديل البشري، ووجودها في بيئة رومانية.
هذه التميمة الأحفورية القديمة من إسبانيا لا تُوسّع التسلسل الزمني المعروف للتفاعل البشري مع الأحافير فحسب، بل تكشف أيضًا عن كيفية تفاعل الثقافات القديمة مع بقايا ماضي الأرض العريق.

Trending Plus