الداخل الإسرائيلى على صفيح ساخن.. اتهامات متزايدة لنتنياهو بالتمسك بالسلطة.. مسئول سابق: سياسات الحكومة تقودنا للدمار.. زعيم المعارضة: إنهاء الحرب سيعيد الرهائن.. سياسي: الدولة العاقلة لا تشن حربا ضد المدنيين

تتزايد الأصوات في الداخل الإسرائيلي المناهضة للحرب التي تخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وللإبادة الجماعية التي تحدث بحق قاطني القطاع، واستمرار منع وصول المساعدات لغزة، وهو ما وضع مئات الالاف يعانون الجوع.
وفى مايو الماضى، تحدث يائير جولان، السياسي اليساري ونائب القائد السابق لقوات الدفاع الإسرائيلية، وقال: "إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة، مثل جنوب أفريقيا وقت الفصل العنصرى، إذا لم نعد إلى التصرف كدولة عاقلة".
وقال في تصريحاته في برنامج إخباري صباحي شعبي على الإذاعة العامة الإسرائيلية: "الدولة العاقلة لا تشن حربا ضد المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف إخلاء السكان".
فيما ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ــ موشيه "بوجي" يعلون، إلى أبعد من ذلك، وقال عبر موقع إكس :"هذه ليست هواية، بل سياسة حكومية، هدفها النهائي هو التمسك بالسلطة، وهي تقودنا إلى الدمار".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية، أجرت استطلاع رأي، أوضح أن 61% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وعودة الرهائن، بينما يؤيد 25% فقط توسيع نطاق القتال واحتلال قطاع غزة بالكامل.
إلا أن المزاج السائد في المجتمع الإسرائيلي "هو اليأس والصدمة والافتقار إلى الشعور بالقدرة على تغيير أي شيء"، وفقا لما قاله المفاوض الإسرائيلي السابق في شئون الرهائن جيرشون باسكين.
وأضاف أن "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن تعتقد أن الحرب يجب أن تنتهي، ويجب التوصل إلى اتفاق".
وفى شهر إبريل الماضى، وقع آلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين ــ من جميع فروع الجيش ــ على رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف القتال والتركيز بدلا من ذلك على التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين.
ومن جهته، قال يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، مساء الاثنين، إن المعلومات الاستخباراتية والعملياتية تكشف أن حكومة نتنياهو فشلت في الحرب في غزة ".
وقال :"إن الوضع في غزة كان فشلاً استراتيجياً، مما أدى إلى فشل عملياتي ودبلوماسي".
وطالب لابيد بإنهاء الحرب، قائلا :" "إذا لم ننهي الحرب الآن، فلن يعود الرهائن، وسيستمر الجيش الإسرائيلي في خسارة أفضل مقاتليه، وستشتد الكارثة الإنسانية، وسيغلق العالم أبوابه في وجه الإسرائيليين".
وتابع :" قال زعيم المعارضة: "فشلت استراتيجية تحرير الرهائن، الضغط العسكري لم يُعِدهم، منع دخول الغذاء والدواء إلى غزة لن يُعيدهم، المفاوضات المُستمرة حول صفقات جزئية لن تُعيدهم، ما سيُعيدهم إلى ديارهم هو إنهاء الحرب".
وأكد في حديثه، أنه ضرورة لإسرائيل، ضمان عدم وجود جوع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب تتحمل المسئولية، وأضاف :" يجب أن تنتهي هذه الحرب، مقابل وقف إطلاق نار شامل، ستكون هناك صفقة أسرى شاملة، للجميع، حتى آخر رهينة، ستربح إسرائيل مرتين: سنعيد رهائننا إلى ديارهم، وسننهي حربًا لن تنتهي أبدًا".
ومن جهتها، قالت الكاتبة السياسية في صحيفة هآرتس الدكتورة داليا شيندلين، :" ما أصبح مؤكدا بشكل متزايد بالنسبة لمعظم الإسرائيليين هو حقيقة أن الحكومة أوضحت بشكل قاطع أن مصالحها السياسية تتجاوز مصلحة الدولة"، وتابعت :" إصرارها على مواصلة حرب غزة والتلكؤ في التوصل إلى وقف إطلاق النار، يظهر حقاً أن الحكومة مستعدة لفعل أي شيء للبقاء في السلطة"، وفقا لصحيفة هآرتس.
والأسبوع الماضى، خرج آلاف الإسرائيليين، في مظاهرات تطالب بوقف الحرب المستمرة في غزة، ومعترضين على تفشي المجاعة في القطاع الفلسطيني.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن آلاف المتظاهرين ساروا إلى مقرّ القيادة العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب، مطالبين بإنهاء حرب غزة، ورافعين أصواتهم الرافضة لسياسة التجويع.
وانطلق المتظاهرون من ساحة هابيما، وجابوا وسط مدينة تل أبيب حاملين أكياساً من الدقيق وصوراً لأطفال من غزة ماتوا جوعاً خلال الحرب.
وقال مُنظّم الاحتجاج، ألون لي جرين، خلال المسيرة: "نحمل صوراً لأطفال فلسطينيين من غزة ماتوا جوعاً، ماتوا جوعاً ببساطة"، وأضاف "لقد ماتوا بينما تمنع إسرائيل المساعدات عن غزة، ونحن هنا نطالب بوقف المجاعة".
ويتظاهر الالاف من الإسرائيليين، للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، واستعادة الرهائن الإسرائيليين، كما طالبوا بوقف المجاعة التي تحصد روح المدنيين في القطاع المحاصر.

Trending Plus