بيع إناء من عصر توت عنخ آمون فى مزاد عالمى رغم مخاوف من نهبه

رغم شكوك فى سرقتها، تم بيع إناء تجميلى مصرى، يعرف باسم "جرادة غينول" منحوت من العاج والخشب "من عصر توت عنخ آمون" فى مزاد دار أبولو فى لندن، مقابل 340 ألف جنيه إسترلينى "455 ألف دولار"، حيث قدر سعره بما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف جنيه إسترلينى "400 ألف و670 ألف دولار"، وفقا لما نشره موقع " news.artnet".

قطعة أثرية مصرية
بيع قطعة أثرية من عصر توت غنخ آمون
صرحت دار المزادات بأنه لا يوجد دليل على سرقة القطعة بشكل غير قانونى، بعدما أثار بعض الخبراء تساؤلات جدية حول مصدرها.
جندب جينول، الذي يُستخدم أيضًا كعلبة لمستحضرات التجميل، يبلغ طوله ثلاثة بوصات ونصف فقط، وهو مصنوع من الخشب والعاج، يعود تاريخه إلى حوالي 1350-1349 قبل الميلاد ، إلا أنه محفوظ بشكل رائع، مع وجود ضرر طفيف فقط في أجنحته ذات النقوش المعقدة.
وبحسب التقرير المنشور في الموقع ، أفادت تقارير أن كلاً من كريستيز وسوثبي رفضا عرض القطعة بسبب مخاوف بشأن مصدرها، وفقًا لمقال في مجلة أبولو (التي لا علاقة لها بمزادات أبولو).
تاريخ بيع القطعة الأثرية
يُعتقد أن القطعة الأثرية باعها هوارد كارتر، عالم الآثار الذي اكتشف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، إلى التاجر المصري موريس نحمان، ثم انتقلت إلى يد التاجر النيويوركي جوزيف برومر عام 1936، ثم انضمت إلى مجموعة أليستير برادلى مارتن من خلال مزاد برومر العقاري عام 1948، استحوذت عليها صالة ميرين عام 2007، وفقًا لمجلة أبولو.
ويشير وصف كتالوج دار المزادات للجندب إلى أنه تم بيعه آخر مرة بمبلغ 1.2 مليون دولار.
وفقًا لقانون المملكة المتحدة، يشترط أى طلب استرداد إثبات المنشأ غير المشروع والتصدير غير القانوني واتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، وهو ما لم يُقدّم خلال أكثر من 80 عامًا من تاريخها العلنى، وقد اخترنا عرض القطعة للبيع نظرًا لأهميتها التاريخية والثقافية.
فتح قبر الملك توت عنخ آمون
لم يأسر أي اكتشاف أثري خيال العامة مثل كشف كارتر عن قبر الملك توت عنخ آمون، سمحت الحكومة المصرية لعلماء الآثار بالاحتفاظ بنصف أي اكتشافات يتوصلون إليها في مواقع دفن سبق أن عبث بها لصوص المقابر.
ومع ذلك، لأن حجرة دفن توت عنخ آمون ظلت دون مساس لأكثر من ثلاثة آلاف عام، فقد تم الاحتفاظ بالقطع الأثرية البالغ عددها 5398 قطعة في مصر، وهي الآن تشكل عنصراً أساسياً في المتحف المصري الكبير الجديد في القاهرة والذي تبلغ تكلفته مليار دولار.
وبحسب الموقع، يُعتقد على نطاق واسع أن كارتر لم يخرج خالي الوفاض، لطالما اشتبه الخبراء في أنه ربما سرق مئات القطع الأثرية لنفسه، رغم أنه لم يعترف قط بجريمته.
قالت كريستينا ريجز، الباحثة من جامعة دورهام، والتي كتبت عن توت عنخ آمون وسلوك كارتر، إنه كان ينبغي على دار المزادات الحصول على موافقة الحكومة المصرية على البيع، يعكس هذا الجدل مخاوف أوسع نطاقًا بشأن أخلاقيات اقتناء وعرض قطع التراث الثقافي.

جرادة غينول
دار المزادات تنفى سرقة القطعة الأثرية
تؤكد دار مزادات أبولو أن الجندب لم يُنهب من مقبرة توت، وفي بيانٍ مُرسل عبر البريد الإلكتروني، أكدت الدار عدم وجود دليل مباشر يربط القطعة بمقبرة توت عنخ آمون، وأنها لم تظهر في أيٍّ من وثائق التنقيب الرسمية، الإشارات الواردة في الأعمال الأكاديمية اللاحقة هي مجرد تكهنات، وأن القطعة صُدّرت من مصر في ثلاثينيات القرن الماضي، أي قبل عقود من اتفاقية اليونسكو لعام 1970 وقانون الآثار المصري لعام 1983.
كما زعمت دار المزادات أنها أجرت العناية الواجبة اللازمة، مشيرةً إلى أن الجندب غير مدرج في أي قواعد بيانات للأعمال الفنية المفقودة، وأن مصر لم تطلب إعادته رسميًا قط، وقد قدّم سجلّ فقدان الأعمال الفنية شهادة براءة ذمة تؤكد أن القطعة لم يُبلّغ عنها قط على أنها مسروقة، مع أن هذا لا يستبعد احتمال كونها كذلك.

Trending Plus