سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29يوليو 1937..الملك فاروق يؤدى قسم تنصيبه قبل موعده بسبعة أشهر بعد فتوى من شيخ الأزهر بموافقة الحكومة الوفدية بأن عمره 18 عاما بالتقويم الهجرى

الملك فاروق
الملك فاروق

قصد مصطفى النحاس باشا رئيس الحكومة وزعيم حزب الوفد إلى القصر الملكى، قبل الموعد المحدد لتحرك موكب الملك فاروق إلى مجلس النواب لتأدية قسم تنصيبه ملكا، فى 29 يوليو، مثل هذا اليوم، 1937، حسبما يذكر «النحاس» فى مذكراته «ربع قرن من السياسة فى مصر»، تحقيق وإعداد، الكاتب الصحفى أحمد عز الدين.


يذكر «النحاس»: ركبت ومررنا فى الطريق المرسوم وكانت جموع الشعب تهتف: «يحيا الملك مع النحاس» و«يحيا الملك مع الوفد»، وفيما تؤكد الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها: «فاروق وسقوط الملكية فى مصر 1936-1952»: «أحاطت جموع الشعب بالملك من كل مكان تهتف بحياته دون تصنع أو مجاملة كما شهد بذلك المعاصرون لهذا الحدث»، يذكر النحاس أنه رأى الامتعاض باديا على وجه الملك من هتافات: «يحيا الملك مع النحاس» و«يحيا الملك مع الوفد».


يضيف النحاس: «لما وصلنا إلى البرلمان انتهزت الفرصة وأرسلت للجماهير المحتشدة فى الخارج أن تهتف للملك وحده، وحسبها ما أظهرته من شعور نحو الوفد ورئيسه»، يؤكد أنه استقبل قبل الاحتفال رئيس مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب، وعرضا عليه برنامج الاحتفال بتولى سلطته الدستورية والكلمات التى ستلقى، فاقترح أن يكتفى بكلمة رئيس الشيوخ باعتباره رئيس المؤتمر، وأن يقدم الملك بعد ذلك لحلف اليمين التى نص عليها الدستور، ثم يهتف بحياة مصر ثلاثا، وحياة الملك ثلاثا، وينتهى الاحتفال عند هذا الحد.


يذكر الدكتور محمد حسين هيكل باشا أحد أقطاب حزب الأحرار الدستوريين ورئيس تحرير جريدة «السياسة» فى الجزء الأول من مذكراته: «بدأ أعضاء البرلمان فى ملابسهم الرسمية يقبلون على دار مجلس النواب، فلما دوت المدافع مؤذنة بمغادرة جلالة الملك قصر عابدين، جعلنا فى البرلمان ننتظر مقدمه، ولما دخل جلالته وقف الجميع حتى أذن لهم بالجلوس، ثم أقسم اليمين الدستورية»، وتذكر لطيفة سالم مشهد التنصيب، قائلة: «دخل فاروق البرلمان وجلس على كرسى العرش، وأمسك بيديه اليسرى الصولجان، بينما وضع يده اليمنى على القرآن الكريم، وأقسم على احترام الدستور وقوانين الأمة، والمحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».


تؤكد «سالم»، أن صيغة القسم أعطت للوفد اعتزازا بنفسه «إذ غمره إحساس الانتصار وتحقق ما سعى إليه، وهو أن يستمد الملك السلطة من البرلمان، خاصة أنه يصطبغ بالصبغة الوفدية».. تشير إلى أن الملك وجه كلماته إلى شعبه، وبدا فى صورة المنقذ والمخلص المنتظر، ووعده وعاهده على خدمته، وأراد أن يمس عواطفه، فأعرب عن أنه كان يود أن يصافح كل فرد منه ليعبر له عن حبه، ثم تمكن وبذكاء من أن يشير إلى أن إرادة الله ألقت على عاتقه فى هذه السن المبكرة عبء تبعات الملك والاضطلاع بالمسؤولية، وتلفت «سالم» النظر إلى أنه «لا بد أن يوضع فى الاعتبار تلك الترتيبات التى أعدها رجال القصر للحصول على الشعبية المتوهجة».    


وقع حدث التنصيب بعد التغلب على مشكلة عدم بلوغ «فاروق» السن القانونية لتوليه وكانت 18 عاما، ويذكر الكاتب والمؤرخ محمد عودة فى كتابه «فاروق.. بداية ونهاية»: «كان هناك جيش من الفقهاء يقدم كل الفتاوى الدستورية، وكان هناك جيش مماثل من شيوخ الإفتاء مستعدين لتزييفها وتغليفها بأحكام من الدين، وتكاتف الاثنان وخرجا بفتوى أن عمر الملك «المسلم»، إنما يحسب بالسنين الهجرية، وبهذا الحساب فإن جلالة الملك المعظم حفظه الله بلغ سن الرشد فى يوليو 1937 أى باختصار ما يقرب من سبعة أشهر، وقبلت الحكومة الفتوى».


يؤكد النحاس باشا فى مذكراته، أنه بهذه الفتوى الصادرة من الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر بطلب من الملكة نازلى «أم فاروق»، أضيفت عدة شهور هجرية على سن فاروق ليصل إلى 18 عاما «مواليد 11 فبراير 1920»، ولم تعارض الحكومة الوفدية، ويكشف النحاس: خاطبنى الأمير محمد على «رئيس مجلس الوصاية على العرش» فى الفتوى بشأن بلوغ الملك سلطته الدستورية، وقال إن هذا أمر خطير، وأن فاروق طفل لم ينضج، ولم يتعلم ومن رأيى أن نرفع سن الرشد إلى 21 ميلادية، وذلك لمصلحة البلاد، ولكنى أجبته بأن هذا أمر نفذ ولا أريد أن أصدم هذا الشاب فى مستهل حياته حتى لا تحدث بيننا خلافات فى الرأى».


عاد «النحاس» إلى القصر الملكى، ويكشف أنه عندما استأذن فى الانصراف أشار الملك إليه بأنه يريده، ثم قال له: «وقعت مرسوما ملكيا بتعيين على ماهر باشا رئيسا للديوان الملكى ويهمنى أن تتعاونا، فقلت: إن شاء الله، وخرجت وأنا أحدث نفسى بأن هذا أول الغيث، وفى المساء أرسلت استقالة الوزارة إلى القصر طبقا للتقاليد الدستورية».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي والزمالك في الدوري الجديد والقناة الناقلة

تأجيل طرح فيلم الجواهرجى بطولة محمد هنيدى ومنى زكى

النيابة تُطالب بنتيجة الكشف الطبى لفتاة تعدى عليها والدها فى كرداسة

بيراميدز يراقب موقف جاد مع المصرى قبل تجديد المفاوضات مع الزمالك لضم صبحى

الأهلي يهزم إنبي 2-0 استعدادا لمواجهة مودرن سبورت فى انطلاقة الدوري


هيئة البث: تقديرات إسرائيلية باعتراف المزيد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية

مصر كانت وستظل الداعم الأول والأهم للقضية الفلسطينية.. حقوقيون: المواقف المحترمه لها ثمنها.. الدولة المصرية إزاء مخطط واضح المعالم يتبنى أجندة إسرائيلية خالصة.. ودعوات الإرهابية المشبوهة تتناقض مع الحقيقة

تيسير فهمى تطمئن جمهورها على صحة زوجها: زوجى تماثل للشفاء أشكركم

المتهمة فى التشهير بفنانة تعترف: استهدفت الربح من اتهامها بتجارة الأعضاء البشرية

الداخلية: ضبط المتهمة بالتشهير بفنانة لزيادة نسب المشاهدة


القادسية السعودي يطلب التعاقد مع أحمد عبد القادر خلال ميركاتو الصيف

قطار يصطدم بالرصيف فى محطة مصر دون إصابات.. صور

رئيس الوزراء: الدولة المصرية تجاوزت الأزمة الاقتصادية

الأندية تفتح أبوابها للاعبى الزمالك فى الموسم الجديد

أعلام مصر تجوب شوارع غزة بالهتافات إشادة بالموقف المصرى.. فيديو

وزير العمل يُعلن عن 68 فرصة عمل بالسعودية فى مجالات متعددة

طقس غد.. انخفاض تدريجى فى درجات الحرارة شمال البلاد حتى القاهرة والعظمى 35

رغم دفع الفدية.. خاطفون يقتلون 33 رهينة فى نيجيريا

الحوثيون يعلنون احتجاز 10 أفراد من طاقم سفينة أغرقوها قبالة سواحل اليمن

تغيرات مفاجئة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة حتى الأحد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى