لعبوا كرة مع البطاريق.. مستندات تكشف كواليس طاقم سفينة بعد 108 سنوات من ضياعها

كشفت مستندات تاريخية نادرة، كشف عنها مؤخرا، تفاصيل غير متوقعة من واحدة من أشهر الرحلات الاستكشافية في التاريخ، حيث أوضحت أن طاقم سفينة "إندورانس" البريطانية التى علقت فى الجليد خلال رحلة فاشلة إلى القارة القطبية الجنوبية، كانوا يمضون وقتهم فى لعب كرة القدم مع البطاريق وسط الظروف المتجمدة.
المستندات كتبها أحد أعضاء البعثة، وهو أوبري نينيس، الذي وثق يومياته خلال الرحلة التي استمرت من عام 1914 حتى 1917، وكشف فيها عن مشاهد مذهلة وطرائف حدثت أثناء احتجازهم وسط الجليد.
سفينة إندورانس
نينيس، الذي كان يعمل مشغلا لاسلكيا ومصورا شغوفا، كتب رسائل يومية إلى حبيبته إثيل دوجلاس، روى فيها تفاصيل الحياة القاسية والمضحكة أحيانا على متن السفينة، حيث قال إنهم لجأوا إلى اللعب مع البطاريق بطريقة "مضحكة للغاية" أثناء انتظار الفرج.
قائد البعثة آنذاك كان المستكشف البريطاني الشهير إرنست شاكلتون، والذي تحولت رحلته إلى كارثة استكشافية بعدما جنحت السفينة "إندورانس" في الجليد واضطر إلى التخلى عنها لإنقاذ طاقمه.
أما نينيس فكان ضمن طاقم سفينة الإمدادات "أورورا"، والتى لم تكن أوفر حظا، إذ انجرفت هي الأخرى وسط الجليد الكثيف فى بحر روس والمحيط الجنوبى.
وقد ظلت السفينة عالقة حتى مارس 1916، عندما تحررت أخيرا من الجليد وعادت إلى نيوزيلندا بعد نحو عام كامل من العزلة.
في إحدى يومياته المؤثرة، وصف نينيس ضخامة الكتل الجليدية التى تحاصرهم قائلًا: "السفينة بدت ضعيفة كعلبة ثقاب أمام الجليد الهائل، الضغط لا يُحتمل، ومع ذلك كنا نتحرك ببطء نحو الشمال."
المذكرات التي تغطي الفترة من ديسمبر 1914 حتى مايو 1916، تعتبر وثيقة ثمينة تسلط الضوء على الحياة اليومية الصعبة والمحفوفة بالمخاطر التى عاشها هؤلاء البحارة، وكذلك على روح الدعابة والصمود التي تحلوا بها رغم التحديات القاسية فى أقصى بقاع الأرض.
المستندات الجديدة تعيد إحياء قصة "إندورانس"، التي ألهمت أجيالا من المستكشفين والمؤرخين، وتعد بمثابة نافذة نادرة على النفس البشرية حين تواجه الطبيعة في أشد حالاتها قسوة.

Trending Plus