مجازر نتنياهو.. شهادات الداخل الإسرائيلى توثق وحشية الاحتلال.. "بتسيلم": هناك نية متعمدة لاستهداف كامل سكان غزة.. منظمة طبية: رصدنا دعوات صريحة للتجويع.. وجنرالات تل أبيب: مصالح نتنياهو وراء استمرار الحرب

تتعالى الأصوات الرافضة للحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على الفلسطينيين في غزة، ولأول مرة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 أصدرت منظمتان إسرائيليتان في مجال حقوق الإنسان تقريرين منفصلين خلصا إلى أن تصرفات حكومة نتنياهو في قطاع غزة ترقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو اتهام سبق أن وجهته منظمة حقوق الانسان الدولية وحكوات أجنبية، إلا انها المرة الأولي التي يصدر فيها الاتهام عن جهات إسرائيلية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وقالت منظمة بتسيلم و"أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية" إنهما حللتا سلوك إسرائيل في غزة وخطاب القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وتوصلتا إلى وجود نية متعمدة من جانب صانعي القرار الإسرائيليين لاستهداف جميع سكان غزة بدلا من استهداف المسلحين فقط، فضلا عن وتدمير حياة الشعب الفلسطيني والبنية التحتية الصحية والمدنية للقطاع، وذلك في إطار حملة استمرت 21 شهرا.
وقال جاي شاليف، وهو المدير التنفيذي لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل": "بناء على تحليل قانوني دقيق للحقائق، نعلن بقلب مثقل أن هذه إبادة جماعية"، وأضاف إن التدمير الممنهج لنظام الرعاية الصحية ومنع الوصول إلى الغذاء وعرقلة عمليات الإجلاء الطبي واستخدام المساعدات الإنسانية لتحقيق أهداف عسكرية كلها تشير إلى نمط سلوكي واضح، وهو نمط يكشف عن نية ما.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، اتهمت منظمات حقوقية وحكومات من بينها جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لا تزال قيد النظر، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وفي تقرير من 79 صفحة، قالت "بتسيلم" إن تكتيكات الحرب الإسرائيلية تجاوزت ما هو ضروري لتفكيك حماس كقوة مقاتلة، ووثقت حالات دعا فيها سياسيون وكبار المسؤولين الإسرائيليون علنا إلى تجويع سكان غزة وتدمير القطاع حيث يعيش حوالي مليوني فلسطيني في القطاع.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات يولي نوفاك، وهي مديرة منظمة بتسيلم، التي قالت فيها إن المجتمع الإسرائيلي قد لا يدرك بالضرورة تداعيات حملة الرد الإسرائيلية.
تأتي تصريحات جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية في وقت تتعالى فيه الأصوات المنتقدة لإسرائيل لتقييدها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وكان آخرها اتحاد اليهودية الإصلاحية، وهي الهيئة المشرفة على أكبر طائفة يهودية في امريكا، والذي حث الحكومة الإسرائيلية على إعادة تدفق الغذاء دون قيود.
كما نددت المنظمات الحقوقية بحلفاء نتنياهو السياسيين لاستخدامهم خطابا -مثل الدعوة إلى "محو" غزة وقالوا ان تلك التصريحات لا تعكس القيم اليهودية السليمة.
وقالت واشنطن بوست إنه بعد أشهر من الرقابة المحكمة على تدفقات المساعدات واستبعاد جهود الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى حد كبير لصالح مشروع خاص أصغر يسمى مؤسسة غزة الإنسانية، أعلنت حكومة نتنياهو السبت الماضي عن تخفيف سياساتها.
من جانبهم صرح مسؤولون في الأمم المتحدة بأنهم ما زالوا لا يعرفون كمية المساعدات التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة هذا الأسبوع، لكنهم يأملون أن يتمكنوا من جمع 100 شاحنة على الأقل يوميا.
امتدت الاعتراضات الداخلية لتصل الى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تشهد انقسام مع تزايد اعداد الجنود والجنرالات الذين يرفضون المشاركة اوتأييد الحرب التي وصفوها بـ"حرب عبثية تدار بدوافع سياسية" وقالوا انها تخدم بقاء نتنياهو في الحكم أكثر مما تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية واقعية.
وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل الآن غضبا متصاعدا من حلفائها بما فيهم بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، وسط تقارير عن مجاعة واسعة النطاق في غزة ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتنديد بانعدام الغذاء في غزة مشيرا الى ان إسرائيل كان يمكن ان تتصرف بطريقة "مختلفة".

Trending Plus