هنا قرية برخيل فى سوهاج.. حقيقة إشعال"الجن" النيران بالأحواش والمنازل ونفوق الحيوانات.. الأزهر يرسل وفدا لزيارة وتوعية الأهالى: الدين لا يقبل بتفسير النوازل بالخرافات والدجل.. والمحافظ يوجه بصرف التعويضات.. صور

في قرية برخيل التابعة لمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، تستيقظ القرية بشكل شبه يومي على فاجعة جديدة، حريق يلتهم منزلًا، أو حوشًا، أو ماشيةً، الأهالي هناك تعودوا أن يروا النار كل يوم، يسيرون في شوارعهم بعين تترقب الدخان في أي لحظة.. القرية التي كانت تعرف بهدوئها أصبحت تُعرف بقرية "الحرائق"، بعدما شهدت خلال الأيام الماضية عشرات الحرائق المتتالية، بعضها أسفر عن خسائر مادية فادحة، وآخرها أسفر عن مصرع رجل خمسيني اختنق من الدخان بينما كان يحاول إنقاذ ماشيته.
في البداية، اشتعلت النيران في ثلاثة منازل متجاورة، لتأتي على كل ما فيها، بينما وقف أصحابها عاجزين لا يملكون سوى الصراخ والدعاء، قيل وقتها إن السبب ماس كهربائي، بعدها بأسابيع شب حريق جديد في حوش به مواشي وأعلاف، وفي حين وصلت قوات الحماية المدنية بسرعة لكن الخسائر وقعت، ولقي المواطن سعد الدين. ج مصرعه، وأصيب آخرون.
واشتعلت النيران في منزلين وثلاثة أحواش، ونفقت ماشية، واحترقت محتويات البيوت بالكامل وكان المشهد مأساويًا، حيث روى شهود العيان أن الضحية حاول إنقاذ أحد العجول قبل أن يسقط مغشيًا عليه وسط الدخان، ليفارق الحياة بعد دقائق من نقله للمستشفى.
ومع تكرار الحرائق، بدأت التساؤلات تتصاعد داخل القرية هل هذه مجرد حوادث عشوائية؟ هل هناك من يشعل النار عمدًا؟ هل الحرارة المرتفعة وحدها قادرة على إشعال هذا الكم من الحرائق أم أن هناك أزمة أعمق وبين من يتحدث عن ماس كهربائي بسبب التوصيلات العشوائية، ومن يهمس بكلمات عن "جن" يظهر في الليل، ضاعت الحقيقة وسط الخوف والقلق كثير من الأهالي باتوا لا ينامون ليلًا، يتركون الأضواء مفتوحة ويبيتون في فناء منازلهم، تحسبًا لأي اشتعال مفاجئ.
الخبراء الذين تابعوا الموقف أكدوا أن السبب الأرجح وراء أغلب تلك الحرائق هو التوصيلات الكهربائية القديمة وغير الآمنة، خاصة في البيوت الطينية التي لا تتحمل حرارة الصيف أو الضغط الكهربائي الزائد ومع غياب صيانة دورية أو توعية من قبل الجهات المختصة، تظل المنازل عرضة للاشتعال في أي وقت ومن جانبها، أعلنت مديرية التضامن الاجتماعي حصر المتضررين تمهيدًا لصرف التعويضات، بينما أمر المحافظ اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج بسرعة التحرك وتشكيل لجنة ميدانية شاملة من الكهرباء والتموين والإدارة المحلية، لحصر التلفيات ومعاينة المنازل واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة.
من جهة أخرى، توجه وفد من علماء الأزهر الشريف إلى القرية للقاء الأهالي، بعد أن بدأت بعض الشائعات تنتشر عن أسباب خفية وغير منطقية للحرائق. وأكد الوفد أنه يجب التعامل بعقلانية ووعي، والعمل على تحسين سبل الوقاية وتغيير نمط السكن التقليدي في بعض المناطق. وأكدوا أن البلاء يُرفع بالدعاء والعمل وليس بالخوف أو التهويل.
ونشرت منطقة الوعظ ولجنة الفتوى بسوهاج بيانا عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» تنويهًا مهمًا بشأن زيارة وفد الأزهر الشريف لقرية برخيل التابعة لمركز البلينا.
وجاء في البيان: «تتقدم منطقة وعظ سوهاج إلى أهالي قرية برخيل بخالص الشكر والتقدير لاستقبالهم وفد الأزهر الشريف، الذي كان متواجدًا بين أهالي القرية اليوم للتوعية ونفي الشبهات حول ما يحدث بالقرية من اشتعال للنيران».
وأكد الوفد على أن السبب الحقيقي لنزول البلاء بالأفراد والمجتمعات هو كثرة الذنوب والمعاصي، وأن هذا لا يقابل إلا بالرضا بقضاء الله والصبر وكثرة الدعاء وإخراج الصدقة.
وأكد الوفد كذلك على أن الدين لا يقبل بتفسير النوازل بالخرافات والشائعات والدجل، وأن استغلال الأزمات لنشر الأكاذيب والخرافات ليس من الدين، ولا يقبل بذلك العقل السليم، وأن «تناقل الأخبار الكاذبة حول ما يحدث ليس من المنطق ولا مما ينفع المجتمع».
قرية برخيل اليوم لا تطلب الكثير، فقط الأمن من نار مفاجئة، وخط كهرباء آمن، وتحرك سريع من المسؤولين ففي قرية تنهشها النيران .

اثار الحريق

اثار الحريق

احواش محترقة

اسطح المنازل المحترقة

الوفد بالمنازل والاحواش

جولة للوفد داخل القرية

حيوان نافق

حيوانات نافقة من جراء الحريق

طيور نافقة بالحريق

وفد لجنة الوعظ بالقرية

Trending Plus