الكويت: التنمية المستدامة لا تتحقق دون سلام

شدد العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية، الشيخ سعود سالم عبد العزيز الصباح، على أن دولة الكويت تؤمن بأن "التنمية المستدامة لا تتحقق دون سلام"؛ وعليه فإنها تجدد موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد الشيخ سعود - في كلمة ألقاها خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة "إشبيلية" - التزام الكويت التاريخي بالمساهمة الفاعلة في تمويل التنمية عالميا ودعمها المتواصل للتعاون الدولي متعدد الأطراف.

ورحب بالتعاون مع جميع الشركاء لترجمة وثيقة "التزام إشبيلية"، وهو إعلان يهدف لحشد المزيد من التمويل من أجل التنمية ووضع آليات لإعادة هيكلة الديون وخفض تكاليف الاقتراض وتحسين إدارة التمويل ليكون أكثر عدلا وكفاءة، إلى نتائج ملموسة تضمن للإنسانية العيش بكرامة وأمن وفرص متكافئة.

وقال الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح إن الكويت "ملتزمة بروح التعاون والانفتاح" لمعالجة التحديات المشتركة ورأب فجوة التمويل وتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.

وأشار إلى أن استدامة التمويل مازالت تعد أحد أبرز التحديات التي تعيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا في هذا السياق إلى أن دولة الكويت سعت لمعالجة ذلك التحدي منذ استقلالها في عام 1961 مع إنشائها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي وصل إلى 106 دول ممولا مشروعات تنموية في قطاعات حيوية وأساسية منها البنية التحتية والطاقة والزراعة والصحة والتعليم.

وأوضح أن دولة الكويت لطالما انتهجت سياسة تقديم العون بحسن نية بعيدا عن التمييز والتسييس، مستشهدا بمبادرة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في عام 1989 لإسقاط فوائد الديون عن البلدان الأقل نموا؛ وهو ما جسد روح وثيقة "التزام إشبيلية" الداعية إلى عقد عمليات إعادة هيكلة سريعة ومنظمة ومنصفة.

من جانب آخر، سلط الضوء العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية، الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح، على أهداف الكويت الطموحة في الحفاظ على البيئة وخفض الانبعاثات الضارة، لافتا في هذا السياق إلى مواصلة الهيئة العامة للاستثمار بصفتها أول صندوق سيادي في العالم وأحد أبرز المؤسسات الاستثمارية عالميا ترسخ مكانتها كمستثمر مسئول يأخذ الأبعاد البيئية بعين الاعتبار.

وأكد حرص الهيئة العامة للاستثمار على دمج مخاطر التغير المناخي ضمن سياساتها الاستثمارية؛ بما يشمل تقييم الأثر المناخي ودعم مسارات التحول في قطاع الطاقة، منوها في الوقت نفسه إلى أنها تعمل بصفتها عضوا مؤسسا في مبادرة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) على دفع الحوار العالمي نحو نظام استثماري يوازن بين تحقيق العائد المالي وضمان الاستدامة.

وانطلقت أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة "إشبيلية" جنوبي إسبانيا يوم الاثنين الماضي، وتختتم أعماله غدا /الخميس/ بمشاركة أكثر من 60 زعيم دولة وحكومة وأكثر من 200 وفد رسمي يمثلون الدول الأعضاء والمنظمات الدولية بهدف إعادة تنشيط التنمية وتسريع الاستثمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.