صيف ساخن جدا فى أوروبا وسط مخاوف من أزمة صحية ووقوع وفيات.. دول تعلن الطوارئ وتحذيرات مشددة.. إسبانيا تواجه لأول مرة فى تاريخها حرارة تتجاوز 46 درجة.. 84 مقاطعة فرنسية و20 مدينة إيطالية تعلن أعلى درجات التأهب

تعيش أوروبا درجات حرارة قياسية مع بداية الصيف، وتعلن أعلى درجات الطوارئ خلال موجة حر شديدة، مع درجات حرارة تاريخية فى إسبانيا تصل لأول مرة فى تاريخها 46 درجة مئوية، بالإضافة إلى إعلان 84 مقاطعة فى فرنسا وثلثى البرتغالى وما لا يقل عن 20 مدينة إيطالية، واليونان حالة الطوارئ وأعلى درجات التأهب.
ودعت السلطات المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتجنب الأنشطة الخارجية، في ظل تفاقم المخاطر الصحية واندلاع حرائق غابات واسعة النطاق.
ووفقا لصحيفة الموندو الإسبانية، فإنه من المتوقع أن يستمر الوضع حتى يوم الأربعاء بسبب تأثير الإعصار المضاد ذي الأصل الأفريقي المستقر في جنوب القارة، مع تراكم الهواء الساخن الذي يدفعه الضغط الجوي المرتفع للأسفل، وهي ظاهرة تُعرف باسم "قبة الحرارة" وتزداد شيوعها في أوروبا.
وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet) من أن مستوى الخطر "مرتفع جدًا أو شديد" في شبه الجزيرة، باستثناء المناطق المعزولة على ساحل كانتابريا، والمناطق الجبلية في جاليسيا، والنظام المركزي، حيث سجلت إسبانيا درجة حرارة تتجاوز الـ 46 درجة مئوية لأول مرة فى تاريخها فى شهر يونيو .
ووفقا للصحيفة الإسبانية فقد أدت موجة الحر الأولى في الصيف إلى زيادة خطر اندلاع حرائق الغابات اليوم الاثنين في معظم أنحاء إسبانيا، بالتزامن مع درجات حرارة ستصل إلى 46 درجة مئوية في مناطق واسعة من البلاد، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet).
وتُحدد الوكالة الحكومية هذه المستويات بناءً على بيانات الأرصاد الجوية ونماذج التنبؤ، مُصنّفةً الخطر إلى خمس فئات: منخفض، ومتوسط، ومرتفع، ومرتفع جدًا، وشديد. تعكس هذه التصنيفات احتمالية اشتعال الحرائق وانتشارها وشدتها.
وأعلنت إسبانيا حالة طوارئ مشددة، كما أعلنت إحدى عشرة منطقة حكم ذاتي حالة تأهب برتقالي (خطر كبير) لدرجات الحرارة الشديدة الاثنين الماضى: الأندلس، وأراجون، وقشتالة لا مانشا، وكاتالونيا، وإكستريمادورا، وجاليسيا، ومدريد، ونافارا، ولا ريوخا، وإقليم الباسك، ومنطقة فالنسيا.
بالإضافة إلى ذلك، صدر تنبيه أصفر من العواصف في أستورياس، وكانتابريا، وقشتالة وليون، وغاليسيا، وكاتالونيا، ومدريد، حيث يُتوقع هطول أمطار غزيرة محلية، وهطول برد، وهبوب رياح عاتية.
وفي هذا السياق، تُذكّر الحماية المدنية الجميع بأهمية اتباع تدابير الحماية الذاتية في حال نشوب حريق غابات: الاتصال بالرقم 112 فورًا، والابتعاد عن الدخان واللهب، وتغطية الأنف والفم بقطعة قماش مبللة، وعدم الاحتماء بالوديان أو محاولة عبور النار.
في لشبونة، وصلت درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي إيطاليا، سجّلت درجات حرارة تقارب 40 درجة مئوية في نابولي وباريس، وامتدت موجة الحر إلى البندقية، لتُشكل خلفية لحفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز. وفي اليونان، أجبرت الحرائق على إخلاء مناطق واسعة حول أثينا وإغلاق الطريق بين العاصمة ورأس سونيون، موطن معبد بوسيدون، أحد أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد.
ووفقا لبيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WTO) وخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، تشهد أوروبا ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل ضعف المتوسط العالمي. كان عام 2024 ثاني أدفأ عام مسجل في القارة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدا1.2 درجة مئوية عن الفترة 1991-2020، وتجاوزت ما يقرب من 2.6 درجة مئوية عن عصر ما قبل الصناعة. وشهد مارس 2025 رقمًا قياسيًا موسميًا آخر في القارة.
وفى بريطانيا، أطلقت وكالة الأمن الصحي تحذيرا من مخاطر ارتفاع الوفيات، خاصة بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن "البيئات الداخلية قد تصبح شديدة الخطورة". كما نبهت من تأثيرات الحرارة على فعالية الأدوية، ومخاطر في مرافق الرعاية الصحية.
وشددت السلطات الصحية على ضرورة التأكد من تخزين الأدوية في أماكن باردة، والإكثار من شرب الماء، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.

Trending Plus