عصام عبد القادر يكتب عن تدوير الشائعات من قبل الكتائب الإلكترونية للإخوان الإرهابية.. النيل من لحمة ونسيج الوطن.. تقويض مآربهم عبر ثورة شعب عظيم.. 30 يونيو انتصار أبهر العالم بأسره

عصام عبد القادر
عصام عبد القادر

أصيب مجتمعاتنا ببلاء عظيم؛ حيث جماعة الإخوان التي تتبنى سياسة الكذب المحض، وتلفيق الافتراءات، وتزييف الحقائق، ونشر الأباطيل، وبث الشائعات المغرضة، بشتى الطرائق والوسائل، التي تصل بها للجمهور المستهدف، والسبب ندركه جيدًا؛ إذ تعمل الكتائب الإلكترونية في توجه موحد؛ بغرض إضعاف الثقة بين المواطن، ومؤسساته، وقيادته، بل، تمنى أن يخرج عن النظام، الذي وفر له سياج الأمن، والأمان، والاستقرار، بينما تعاني كثير من الدول بالمنطقة، من فقدان تلك النعم، والأحداث الجارية، وما يدور من حولنا، لا تخفى عن أحد.

ندرك أن الكتائب الإلكترونية، تعمل وفق أجندة محددة، وفي ضوء إملاءات وتوجيهات بعينها، تهاجم على أثرها الدولة ورموزها، وتكرس مناخًا سلبيًا، يؤثر على كافة أطياف الشعب؛ لتنزع من القلوب الطمأنينة، وتستبدلها بالحيرة، والخوف من المجهول، وتوقع الخطر، والخشية من التهديدات، التي تطلقها تلك الأبواق الممولة، وهذا بالطبع تقبله نفوس مريضة، ارتضت الوضاعة، والخسة، وسارت في طريق الندامة، لا تخشى على الوطن من الضياع، ولا على الشعب من معاناة الشرذمة والتفكك؛ فالغاية تبرر الوسيلة، وهذا ما رأيناه من جماعات الظلام، بكافة ألوانها.

ما نتسمعه؟ ونشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، وما تبثه القنوات الفضائية، التي تمولها تلك الجماعات خبيثة المأرب، يجعلنا نتساءل، هل الإيمان والمعتقد، التي تتشدق به الفئات الضالة، يتسق مع سياسة الخديعة، والكذب المحض؟ وهل دخول المجتمعات والشعوب في أنفاق مظلمة؛ حيث الاقتتال والاكتواء بنار الفتن، التي لا تنتهي، يتناغم مع صحيح الدين الحنيف؟، الإجابة المنطقية هي: لا. لكن التربية التي قامت عليها بناء معتقد تلك الجماعات، شكلت وعيًا مشوهًا، وجعلت منتسبيها يتحالفون من الشيطان؛ من أجل تحقيق مخططات تبنتها.

من خان العهد، وباع الوطن، وأراد أن يدمر الحجر والشجر، ودعم وعضد الإرهاب الأسود، وكثف من جهوده؛ من أجل تشويه المعتقد الوسطي، وبث السموم في النفوس؛ لتحدث لهيب الفتن، ومن ضحى بمقدرات الوطن؛ كي يضعف العزيمة، ويكرس الانهزامية، ويجعل الجميع يركض نحو هاوية الخلاف والنزاع- من فعل كل هذا لا نستطيع أن نعطيه الأمان، ونفتح له ساحة الترحاب، وليس من الواجب أن نمنحه حقوق المواطنة؛ فالوطن لا يشكل أهمية لهذه الجماعات ومنتسبيها؛ فمصلحة الجماعات تعلو فوق الجميع دون جدال.

لقد هدمت أركان الدول، التي سمحت لعبث الجماعات بمقدراتها، وسنحت لهم فرصة البقاء في حكم وإدارة شئون البلاد؛ فالخيانة طبع أصيل، والفئوية والعنصرية داء مرير، وسوء الظن بأبناء الوطن مرض عضال؛ لذا تحرص جماعات الظلام دومًا، إلى سياسة تشويه الآخر، وتعتبر كل من يخالفها، ومن يعطل مشروعها، ويحاول أن يقوض مآربها، بمثابة شيطان رجيم، تحاربه بكل السبل والطرائق غير المشروعة، وتزعم أن لديها من الأدوات ما تستطيع أن تلحق به الضرر، ما لم يرتدع بالتهديد والوعيد.

الاتجار بالدين، كان أحد الأسلحة الفتاكة، التي اعتمدت عليها جماعات الظلام؛ حيث يعد من المداخل السهلة، التي يصل بها الأفاقون لقلوب البسطاء؛ كي ينشروا بين الناس فكرهم المشوب، ويقدموا أنفسهم كأصحاب مشروع حضاري تنموي، يحمل الخير والبركة للبلاد والعباد، وما أن تقع مخالبهم الحادة على مقدرات الدولة، وسياج أمنها، وأمانها، لا يتورعون من هتك النسيج، وإسقاط الأوطان، في أنهار العوز، ولا يقبلون من يقدم لهم فكرة الولاء والانتماء لكيان وتراب الوطن، الذي يعتبرونه- وفق فكرهم المعيب- أنه قبضة عفنة لا أكثر من ذلك.

القاموس الحقيقي لجماعات الظلام، لا يطالعه البسطاء، ولا من يمتلكون المقدرة على الفحص والتمحيص؛ فهناك من يقدمون السمع والطاعة، ويقدمون قرابين الولاء لأكابرهم، الذين يرشدونهم إلى طريق الضلال، ويعملون على محو إرادتهم؛ ليصبح الولاء لهم دون غيرهم، ومن يحاول أن يكشف عما بالقاموس، من فكر يحمل بين طياته مآرب خبيثة، يواجه بالتشويه، بل يصل الأمر إلى الفتك به دون تردد، إذا ما أتيح لهم ذلك.

للأسف استطاعت جماعات الظلام، أن تصنع عملاء لها، في أرجاء المعمورة؛ كي يساهموا في تعزيز مآربهم، من خلال بث الشائعات المغرضة، بل وتدويرها بصفة مستمرة؛ لتحدث حالة من الارتباك، وتخلق مناخًا سلبيًا، يقوض من مسارات النهضة، ويفت في لحمة الشعب، ويفتح المجال للجدال والخلاف، الذي يتزايد بمحاولات الوقيعة المتكررة، عبر المنابر المغرضة، التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة، أن تسكب الزيت على النار؛ ليزداد لهيبها؛ فيحرق الأخضر واليابس.
توغل منتسبو جماعة الإخوان، بين أطياف المجتمع، يستثمر بحرفية، من خلال الكتائب الإلكترونية، التي تصنع الأكاذيب، وتروجها، عبر الفضاء المنفلت؛ ليصل للجمهور المستهدف؛ ومن ثم يستكمل من يأكلون طعامنا، ويشربون مشربنا، رسالة الخسة، والنذالة، ويحاولون تدوير الشائعات الخبيثة، بين أبناء المجتمع المسالم؛ ليزعزعوا الاستقرار، وينغصوا على الناس معيشتهم، ويصدرون المشاهد والسيناريوهات غير السوية، التي تنفر منها الأنفس النقية، ولا تتآلف معها الأرواح الطاهرة.

تعمل الكتائب الإلكترونية، من خلال منابرها المتعددة، وخاصة على متلون منصات التواصل الاجتماعي-على تضخيم الحدث، وإعادة نشره أكثر من مرة، وتزييف محتواه، وتضخيم ما يدخل على النفس الكآبة، وتشويه صورة المستقبل، الذي يملئونه بالسواد، ورغم فشل محاولاتهم؛ إلا أن الإصرار على تحقيق مآرب تلك الجماعات، يزداد يومًا تلو الآخر؛ فهناك أحداث جارية، تواجه فيها معظم الدول، تحديات جمة، وفي مقدمتها التحدي الاقتصادي، الذي يعاني منه الجميع دون استثناء.

رغم متابعة الكتائب الإلكترونية لإطلاق أسهم الشرور، وبث السموم، من خلال شائعات خبيثة، يصعب حصرها، يُستغل فيها المشهد من زوايا بعينها- إلا أن ما يقوض محاولات جماعات الظلام الفاشلة، تجاه وطننا الحبيب، يكمن في الوعي الصحيح؛ حيث ينبغي منا جميعًا أن نحصل على المعلومات، ونطالع الحقائق، من مصادر الدولة الرسمية، وما عداها لا يؤخذ في الاعتبار، ولا يعول عليه، ولا نسارع في نشره بقصد وغير قصد؛ كي لا نعزز بث الشائعة، خاصة المغرضة منها، وحرصنا على تجنب المشاركة في انتقال الشائعات، عآبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجعل صورتها باهتة، ولا تحقق المنشود منها؛ ومن ثم تذهب جهود الكتائب المغرضة، في مهب الريح.

تجييش الكتائب الإعلامية، بكل صورها، من خارج الدولة المصرية، لن ينال من تقدمها ونهضتها، ووحدة، ولحمة، وتكاتف، واصطفاف، شعبها العظيم؛ لكن مساندة تلك الكتائب من الداخل، جريمة عظمي، بل خيانة للوطن، وما نعول عليه، أن الشعب المصري، يدرك تمامًا ما يحاك به، من قبل جماعات الظلام؛ ومن ثم يزداد تضافره، مع مؤسساته الوطنية، ودعمه لقيادته السياسية؛ كي تستمر مسيرة الإعمار، ونحقق غايات الدولة العليا.
ثورة 30 يونيو 2013م أطاحت بمآرب جماعة الإخوان الإرهابية، وأكدت للعالم أن مصر وشعبها العظيم وحضارتها الغائرة بما تحمله من تاريخ مشرف وتراث ثقافي يفتخر به، لا يستطيع أحد أن يختطف أحلامها المشروعة، ويقودها إلى المجهول، مهما بلغت سطوته، وتعدد أدواته، وكثرت تجهيزاته، وامتلك من المقومات ما يغتر به.

ستظل الدولة المصرية قوية، بتماسك جبهتها الداخلية، وستظل الدولة عتية على أعدائها، مهما اختلفت المسميات، أو تباينت الطرائق؛ فالغاية المنشودة واحدة، والمآل الذي يسعى إليه العدو، معلوم لدينا؛ ومن ثم نعلن- نحن المصريين- أننا على قلب رجل واحد، وخلف قيادة سياسية تمتلك الحكمة، ومؤسسات وطنية مخلصة بكافة منتسبيها، وأننا على استعداد تام، أن نقف على جبهة المواجهة، دون تردد، وأن نبذل النفس، والدماء من أجل بقاء هذا الوطن حرًا، رايته تحلق في عنان السماء.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يكثف مفاوضاته مع بتروجت لضم حامد حمدان

أندية سيتى كلوب تعلن انطلاق المرحلة الثانية من اختبارات الناشئين

نيويورك تايمز: غزة وسوريا وإيران محور لقاء ترامب ونتنياهو بالبيت الأبيض

الأهلي يدفع 8 آلاف دولار لمكتب محاسبة أمريكي ومفاجآة سارة بشأن الضرائب

"معلومات الوزراء" يشارك بجناح فى معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب


وزيرة التضامن تعلن زيادة الدعم النقدى تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى.. وتؤكد: تضاعف موازنة البرنامج 11 مرة منذ إطلاقه بتوجيهات الرئيس السيسى.. ومصر تستضيف المنصة الدولية للحماية الاجتماعية مايو 2026

دفن جثمان والدة هبة عبد الغني فى المنوفية والعزاء بالحامدية الشاذلية

الحرائق تطارد رجال الإطفاء فى اللاذقية والأردن يساعد.. صور

النيابة العامة تنشر مرافعتها فى قضية سفاح المعمورة.. فيديو

التضامن تصرف غدا 38 مليون جنيه لأسر ضحايا حادث الإقليمى بتبرع من رجل أعمال


تحديات تواجه إيلون ماسك لتأسيس حزب أمريكا.. النظام الانتخابى أبرزها

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

الأهلي يمنح علي معلول 13 مليون جنيه.. اعرف السبب

نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

ريال مدريد ينفرد برقم تاريخى فى كأس العالم للأندية تحت أنظار الأهلى

الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على مونتريال برباعية مثيرة.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى