أقوى زلازل هزت العالم وأودت بحياة الآلاف.. كانتو العظيم أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا فى تاريخ اليابان.. تشيلى الكبير الأقوى فى القرن العشرين وسجل 9.5 درجة.. وزلزال إندونيسيا فى 2004 تسبب فى وفاة 220 ألف قتيل

تعد الكوارث الطبيعية من الأسباب الرئيسية التى تؤدى إلى دمار واسع فى المدن التاريخية، حيث شهد العالم زلازل مدمرة تركت أثرًا عميقًا فى حياة الملايين حول العالم.
تتفاوت قوة الزلازل وتداعياتها، لكنها جميعًا تتميز بإحداثها خسائر مادية وبشرية جسيمة، سواء من خلال الهزات الأرضية المباشرة أو من خلال الظواهر المصاحبة مثل موجات التسونامي والانهيارات الأرضية، وعلى مر التاريخ، سجلت عدة زلازل عظيمة فى مناطق مختلفة من العالم، أدت إلى اختفاء مدن كاملة، ومقتل آلاف وحتى مئات الآلاف من الأشخاص، بالإضافة إلى تشريد الملايين وتدمير البنية التحتية الحيوية.
وتبقى هذه الكوارث تذكيرًا دائمًا بقوة الطبيعة وجبروتها، وأهمية الاستعداد والتخطيط لمواجهتها بأفضل الوسائل الممكنة.. وهناك مجموعة من الزلازل القوية نستعرضها فى السطور التالية: -
زلزال كانتو العظيم 1923
في الأول من سبتمبر عام 1923، ضرب زلزال مدمر العاصمة اليابانية طوكيو ومدينتها المجاورة يوكوهاما، مخلفًا وراءه واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا فى تاريخ اليابان الحديث، بلغت قوة الزلزال حوالي 7.9 درجة على مقياس ريختر، وسببت الهزات العنيفة دمارًا هائلًا فى المباني والبنية التحتية، ما أدى إلى وفاة أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين.
كما تسببت الحرائق التي اندلعت عقب الزلزال في تفاقم الأضرار، حيث اندلعت ألسنة النيران فى أجزاء واسعة من المدن، مما أدى إلى خسائر مادية وبشرية هائلة، ولا يزال هذا الزلزال يمثل نقطة فاصلة فى تاريخ الكوارث الطبيعية في اليابان، حيث ساهم فى تطوير نظم الإنذار وإجراءات السلامة للحد من الأضرار فى المستقبل.
زلزال روسيا 1952
يعتبر زلزال روسيا في 5 نوفمبر 1952 من أكبر الزلازل المدمرة بتاريخ البلاد، إذ قضى على مدينة كاملة تدعى "سفيرو كوريلسك"، فقد بلغت قوة الزلزال 9 درجات على مقياس ريختر، وتسبب فى موجات تسونامي ارتفعت حتى 15 مترًا، مما أدى إلى دمار شامل، و قدر عدد الضحايا بأكثر من 2300 قتيل حسب التقارير الروسية، فى حين رجح خبراء غربيون أن الحصيلة تجاوزت 8000 قتيل.
زلزال تشيلي الكبير 1960
يعتبر زلزال تشيلي الذى وقع في 22 مايو 1960 الأقوى في القرن العشرين، حيث بلغت قوته 9.5 درجة، و تسبب فى أضرار جسيمة وخسائر بشرية تراوحت بين ألف وستة آلاف قتيل، إضافة إلى موجات تسونامي أثرت على مناطق عدة منها هاواى واليابان والفلبين وألاسكا، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وحدوث أضرار مادية كبيرة تجاوزت 400 مليون دولار.
زلزال أمريكا 1964
ضرب زلزال بقوة 9.1 درجة ولاية ألاسكا في 27 مارس 1964، مستمرًا لمدة قياسية تجاوزت 4 دقائق. أسفر عن مقتل 139 شخصًا وموجات تسونامى بلغت 10 أمتار، وتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة بين 300 و400 مليون دولار، لكن تأثيره كان محدودًا بسبب وقوعه فى منطقة نائية.
زلزال إندونيسيا 2004
وقع زلزال ضخم بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر في 26 ديسمبر 2004 قبالة سواحل سومطرة بإندونيسيا، وتسبب في موجات تسونامى هائلة تجاوز ارتفاعها 30 مترًا، مخلفة حوالى 220 ألف قتيل في عدة دول مجاورة، وأدى إلى خسائر مالية ضخمة تجاوزت عشرة مليارات دولار، مما يجعله من أكثر الكوارث الطبيعية دمارًا فى التاريخ الحديث.
زلزال اليابان 2011
في مارس 2011، ضرب زلزال بقوة 9.1 درجة الساحل الشرقى لجزيرة هونشو اليابانية، مسببًا موجات تسونامى بارتفاع 20 مترًا، وأدى إلى مقتل أكثر من 29 ألف شخص وتدمير مفاعلات نووية، إضافة إلى خسائر اقتصادية ضخمة تجاوزت 200 مليار دولار.
زلزال تركيا وسوريا 2023
في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال قوي بقوة 7.8 درجة مقياس ريختر الحدود بين تركيا وسوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مع دمار واسع للبنية التحتية والمبانى السكنية، هذا الزلزال شكل كارثة إنسانية هائلة، وجعل من المناطق المتضررة مركزًا لجهود إغاثة دولية مكثفة.
زلزال روسيا 2025
وفي حادثة حديثة اليوم، ضرب زلزال عنيف بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، مما أدى إلى تحذيرات من موجات تسونامى فى المحيط الهادئ، وتأثر جزر هاواى والسواحل الغربية للولايات المتحدة وكذلك اليابان، بلغت موجات التسونامى فى هاواى 1.2 متر، ما دفع السلطات الأمريكية لإصدار أوامر إخلاء لملايين السكان، كما أُمر نحو 1.9 مليون شخص فى اليابان بإخلاء المناطق الساحلية.
الزلزال الأخير يؤكد على النشاط المستمر لحزام النار، وهو المنطقة التى تحيط بالمحيط الهادئ وتشهد أكثر من 90% من زلازل العالم وأكثر من نصف البراكين النشطة، حيث يمتد هذا الحزام يمتد لحوالى 40 ألف كيلومتر، ويتشكل نتيجة التحرك المستمر للصفائح التكتونية، فعندما ينزلق جزء من صفيحة المحيط الهادئ تحت الصفائح الأخرى، مولدًا طاقة هائلة تسبب في حدوث الزلازل والبراكين.

Trending Plus