بعد 69 عامًا على التأميم.. متحف جديد يخلد تاريخ قناة السويس ويعيد كتابة الذاكرة المصرية.. ومحافظ بورسعيد يوجه بالاستعانة بالمخطوطات والمطبوعات لدعم المتحف.. وتحويل مبنى القبة إلى مكان تراثى ثقافى.. صور

في أواخر شهر يوليو، لا يُمكن أن تمر الساعات دون أن تستعيد مصر لحظة فارقة في تاريخها الحديث، لحظة حملت فيها الكلمة سلاحًا، والإرادة راية، والكرامة مبدأ لا يُساوَم عليه.
ففي هذا الشهر توافق الذكري ال 69 لتأميم قناة السويس، الحدث الذي لم يكن مجرد قرار اقتصادي أو سياسي فحسب، بل كان إعلانًا صريحًا بأن مصر عادت لأبنائها، وأن السيادة على قناة السويس أصبحت أمر حتمي.
هذا التاريخ الذي خطه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بقراره الجريء في 26 يوليو 1956، لم يكن مجرد لحظة مواجهة مع قوى الاستعمار، بل بداية لمرحلة جديدة من التحدي، أثبتت فيها مصر قدرتها على إدارة وتشغيل وصيانة القناة بسواعد أبنائها، متحديةً كل محاولات تعطيل الملاحة بعد انسحاب الفنيين الأجانب، ليصبح التأميم رمزًا للإرادة الوطنية والإدارة المصرية الناجحة.
وبعد مرور أكثر من ستة عقود، تتواصل مسيرة الحفاظ على التراث وتخليد الذاكرة الوطنية، حيث تعمل هيئة قناة السويس على تحويل مبنى الإرشاد التاريخي "القبة" إلى متحف يوثق قصة القناة منذ نشأتها وحتى اليوم، ليكون شاهدًا حيًا على البطولات والتحديات التي واجهتها مصر في إدارة هذا الشريان العالمي.
وفي إطار ربط الثقافة بالتراث، يُخطط لأن يضم المتحف الجديد إصدارات وكتبًا من معرض الكتاب ومطبوعات توثق تاريخ القناة، لتتحول الزيارة إلى رحلة معرفية تُلهم الأجيال القادمة بمعاني الوطنية والفخر بما حققه المصريون.
كما تواصل هيئة قناة السويس دورها في دعم الأسطول البحري المصري، إذ مثلت القناة عبر تاريخها قاعدة استراتيجية لوجستية، بما يضمن حماية أحد أهم الممرات الملاحية في العالم وصون الأمن القومي المصري.
إن ذكرى التأميم لا تتعلق بالماضي وحده، بل هي حافز متجدد للحاضر والمستقبل، حيث تمتد روح 26 يوليو إلى كل مشروع يرسخ السيادة ويحافظ على الهوية الوطنية، ليظل شريان القناة ملكًا لمصر، وذاكرتها محفوظة في قلوب أبنائها ومتاحفها للأبد.

-مبنى-الهيئة

القناة في بورسعيد

ضرب المبني

قناة السويس في محافظة بورسعيد

Trending Plus