مائة عام على ميلاد الفنان عبد الهادي الجزار.. روح مصرية وإبداع عالمى.. أعماله تؤكد ريادته وقدرته على التعبير الشعبى في الفن التشكيلي.. ولوحاته تسرد جماليات الرسوم التعبيرية وتنافس فى المزادات العالمية

عبد الهادي الجزار، واحد من أهم رواد الحركة التشكيلية في مصر، وفي عام 2025 الجاري نحتفل بـ 100 عام على مولد الفنان التشكيلي المميز إذ ولد في مارس 1925 بالإسكندرية، ورحل في مارس 1966، لمع نجم عبد الهادي الجزار رغم حياته المهنية القصيرة لكنها غزيرة الإنتاج، ليكون من أهم الفنانين المصريين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أثّر تعليمه في مصر وفي الخارج بشدة على فنه وكيفية تطوره على مر عقدين من الزمن.
استخدم أسلوب الجزار المبكر مواضيع تقليدية وصوفية، أطلق عليها الناقد الفني صبحي الشاروني تسمية "الأساطير الشعبية"، بنمط تشخيصي واضح يؤكد على "الهوية المصرية" مع حس اجتماعي تجلى بالاهتمام بالفقراء والمهمشين، وقد واكب هذا الأسلوب بشكل مثالي مناخ 1952 وثورة الضباط الأحرار التي روجت لمُثل الوحدة العربية والاشتراكية. ونتيجة لذلك، عرض الجزار في 1952 و1956 و1960 في بينالي البندقية كفنان رسمي من مصر، وحصل على منح دراسية من الحكومة للعمل والدراسة.

عبد الهادي الجزار
المؤلفات و الأنشطة الثقافية
كان الجزار يتقن اللغة الانجليزية التى كتب بها بعض مقالاته وترجمة بعض الكتب الفنية، كما كان يتحدث اللغة الايطالية والفرنسية والالمانية ودرس الهيروغليفية فى معهد الآثار، وقد سجلت لقاءات معه فى برامج فنية فى الراديو والتليفزيون فى إيطاليا ومصر، وشارك متحدثًا في ندوات ومحاضرات فى كلية الفنون الجميلة والتربية الفنية والفنون التطبيقية، وله أيضًا مجموعة من الأشعار والأزجال الشعبية، كما قام بكتابه بعض القصص للأطفال مع عمل رسومها ، وله قصتان بعنوان "دكان الحلاق" و"خروج الروح"، وذلك بالإضافة إلى أبحاثه في الفنون الشعبية، وكان عضوًا دائما يكتب في مجلة البريد الإسلامي.
المعارض الخاصة
أقام الجزار مجموعة كبيرة من المعارض الخاصة حيث أول معرض بمتحف الفن الحديث بالقاهرة 1951، معرض بمتحف البلدية الإسكندرية 1952، معرض بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية 1953، معرض بقاعة الفولوكا بروما 1955، معرض بمتحف الفن الحديث بالقاهرة 1956 ثم نقل الى متحف الفن الحديث بالإسكندرية، معرض بقاعة الفولوكا بروما 1961، معرض بقاعة إخناتون ( 6 ) قصر النيل القاهرة 1964، معرض بالمركز الثقافى التشيكى نظمه الدكتور صبحى الشارونى يضم مائة عمل من أعمال عبد الهادى الجزار في "1969" بعد وفاته.
الجوائز المحلية
كما حصد عبد الهادي الجزار خلال حياته مجموعة من الجوائز الفنية المميزة حيث حصل على الجائزة الأولى فى مسابقة الرسم للمدارس الثانوية 1942، والجائزة الأولى فى المسابقة القومية العامة للرسم 1942، الجائزة الأولى للتصوير فى المسابقة القومية للانتاج الفنى عن لوحة دنشواى 1954، الجائزة الأولى فى مسابقة التصوير الجدارى عن مشروعه لزخرفة قاعة محكمة القاهرة بشارع الجلاء 1958، الجائزة الأولى فى مسابقة الثورة عن لوحة الميثاق 1962، الجائزة الأولى فى صالون القاهرة التاسع والثلاثين 1962، الميدالية الذهبية فى صالون القاهرة الاربعين 1964 وشهادة تقدير، وسام الجمهورية فى العلوم والفنون من الطبقة الأولى عن لوحة السد العالى 1964، جائزة الدولة التشجيعية 1964، 1965 وشهادة تقدير فى فن التصوير، شهادة تقدير من الدولة 1967، ميدالية بمناسبة المؤتمر العلمى الثانى مارس 1998 وشهادة تقدير .
الجوائز الدولية
أما عن الجوائز الدولية فقد حصد الجزار الميدالية البرونزية فى معرض ساو باولو بالبرازيل 1957، الميدالية الذهبية فى صالون الفنانين العرب بروما 1957، الميدالية الفضية من مدينة بارى بايطاليا 1958، ميدالية وشهادة تقدير من معرض بروكسل الدولى فى الفن التشكيلى "فى خمسين عاماً 1958"، الميدالية الفضية فى المعرض الذى اقيم فى باليرمو فى ايطاليا، جائزة التصوير الثانية من بينالى الإسكندرية 1966.
البعثات والمنح
حصل الجزار على منحة دراسية من الحكومة الإيطالية لمدة عام قضاها بمدينة روما 1954، كما حصل على منحة دراسية ثانية ليقضى اربع سنوات فى ايطاليا 1956، وحصل أيضًا على منحة من الحكومة المصرية لدراسة الترميم والتكنولوجيا والفرسك بروما، حصل على منحة التفرغ من وزارة الثقافة والارشاد القومى 1965.
أبرز لوحات الجزار
أذن من طين
تم رسم "أذن من طين، أذن من عجين" عام 1951 عندما كان عمر الجزار 26 عامًا فقط ومع ذلك، كان عام 1951 عامًا حاسمًا في أعمال الجزار، كما تشهد على ذلك اللوحات الأربع عشرة التي أنتجها في العام نفسه، والتي تقع ضمن فئة ما يسمى بالفترة "الشعبية" أو "الشعبية"، التي تعتبر ذروة حياته المهنية.
وقد بيعت لوحة "أذن من طين وأذن من عجين" لعبد الهادي الجزار فى مزاد كريستيز مقابل أكثر من نصف مليون جنيه استرلينى (584 ألف) عام 2018، وهي واحدة من أكثر تجسيدا لطبيعة الفن المصري الحديث، هي تحفة عبد الهادي الجزار "أذن من طين، أذن من عجين"، والتي لم يشاهدها الجمهور منذ منتصف الثمانينيات عندما اشتراها متحف الفن المصري القديم.

لوحة أذن من طين
معدل الحركة
طرحت دار سوثبى للفنون، في لندن، في مزاد يحمل عنوان "فنون الشرق الأوسط - القرن الـ 21 "، في عام 2023 العديد من لوحات رواد الفن التشكيلى، ومن أبرز اللوحات لوحة للفنان عبد الهادى الجزار تحمل عنوان "معدل الحركة" بسعر تقديرى من 60 إلى 80 ألف جنيه إسترلينى، ومن بين اللوحات التي تم بيعها لوحة "الأقدام" لعبد الهادى الجزار والتى يقدر ثمنها ما بين 30 إلى 40 ألف جنيه إسترلينى، وبيعت بـ 22 ألف جنيه إسترلينى أى ما يعادل 825 ألف جنيه مصرى.

لوحة معدل الحركة
لوحة الكورس الشعبي
اللوحة الوحيدة التي رسمها مرتين الفنان عبد الهادي الجزار، هي لوحة "الكورس الشعبي" والتي احتجز بسببها في القسم لبعض الوقت بتهمة إهانة الذات الملكية عام 1951، قبل أن يتدخل الفنان الكبير محمود سعيد، بعدما تلقى اتصال من حسين يوسف أمين، وعاد لمنزله في نفس اليوم، وبعدها طلب منه متحف الفن المصري الحديث اقتناء اللوحة، فقام الفنان الراحل بعمل نسخة أخرى منها حتى يستطيع أن يحتفظ بالأصل، والنسخة الأولى من اللوحة مقاسها 50*70 وهى زيت على كارتون، والثانية مقاس 47*67 زيت على خشب أبلكاش.

لوحة الكورس الشعبي
قارئ الفنجان
قارئ الفنجان أو شوّاف الطالع هو في حد ذاته أيقونة للحكي، وظيفته أن يخبرك بما سيجري لك في حياتك المقبلة، التصديق في هذا عند البسطاء يصل لحد اليقين، هو شخص حكَّاء بطبعه ويمتلك قدرات هائلة على الإبداع والتأليف مما يجعل المستمع إليه تحت وصايته وينفذ كل ما يأمره به.
أما العمل نفسه فيؤكد على هذا المعنى، فالمشاهد للعمل هو من يُقرأ له الفنجان الآن، هناك كراسي للانتظار كلٌ في دوره، وهناك سيدة إنتهت للتو من قراءة فنجانها وتغادر المكان. مثلما كانت الشخصية في الرواية أو الحكاية الشعبية هي عمودها المتن وقوامها المتين؛ فالشخصية عند الجزار هي أساس قوام العمل الفني، النزعة الإنسانية في أعماله تؤكد أنه بدون الإنسان هناك شئ ناقص، فالإنسان محور الكون في أعماله، وهو الشخصية التي بدونها لن يكون هناك حكاية.

لوحة قارئ الفنجان
لوحة السقا
استطاع الفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار أن يجسد وينقل صورة عن الشوارع فى شهر رمضان وقد لفت نظره السقا وهو يجوب الشوارع ولهذا جسد عبد الهادى الجزار بريشته السقا وهو يسقى امرأة مسنة فى واحدة من أجمل لوحاته.

لوحة السقا

لوحة الأقدام

لوحة للفنان عبد الهادي الجزار

لوحه المجنون الأخضر

لوحة دنيا المحبة

لوحة أخرى لعبد الهادي الجزار

إحدى لوحات عبد الهادي الجزار

لوحة لـ عبد الهادي الجزار

Trending Plus