"ميكروباص وردي".. فكرة لحماية المرأة من المضايقات فى المواصلات (فيديو)

قدّم تليفزيون "اليوم السابع" تغطية خاصة تناول فيها فكرة "الميكروباص الوردي"، وهي مبادرة انتشرت عبر صفحات "فيس بوك" بهدف توفير وسيلة مواصلات مخصصة للسيدات، تضمن لهن الأمان والخصوصية، وتحميهن من التعرض للمضايقات.
وتقوم الفكرة على أن السيدة المتوجهة إلى عملها أو جامعتها، والتي ترغب في وسيلة نقل خالية من التوتر والانزعاج، يمكنها استقلال هذا الميكروباص الوردي لتشعر بمزيد من الطمأنينة، وتشبه هذه المبادرة إلى حد كبير فكرة تخصيص عربات للسيدات في مترو الأنفاق.
قال الدكتور إيهاب الشربيني، مدير عام استشاري بجامعة المنصورة: "بداية الفكرة جاءت في 2010، عندما كنت في القاهرة وراكب الميكروباص ولاحظت التزاحم الشديد في الميكروباص بين الرجال والنساء فجاءت لي الفكرة، لماذا لا يتم تطبيق فكرة تخصيص عربات في المترو للسيدات في الميكروباصات أيضا، وأرسلت الفكرة لجريدة الأهرام وتم نشرها في حينها، ولكن انشغلت البلاد في أحداث يناير ولم يتم اتخاذ إجراء على الأرض وقتها، ونسيت الفكرة تماما، حتى عدت خلال هذا العام 2025 للقاهرة، وركبت الميكروباص فوجدت أن الوضع غير جيد للفتيات والسيدات خصوصا أن الميكروباص أصبح ضيقا عما قبل، ووجدت أن منظر الفتيات والسيدات أثناء الدخول والخروج ليس جيدا، بعيدا حتى عن فكرة التحرش، وخصوصا إن الميكروباص في مصر يتم تحميله بما هو فوق طاقته مثل علبة السردين، فاستيقظت الفكرة مرة أخرى بتخصيص ميكروباص للبنات والسيدات باللون الوردي، ووجدت أنها مطبقة في الإمارات في صورة التاكسي الوردي".
وأضاف "الشربيني" قائلا: "بدأت ألجأ للذكاء الاصطناعي المتطور وأبحث هل تم تنفيذ الفكرة في بلاد أخرى، وبدأت أطرح أسئلة هل كان هدفها منع التحرش؟ أم الحفاظ على خصوصية البنات؟ ووجدت أن الفكرة تضمن الخصوصية للبنات والسيدات في الدخول والخروج، وتحميهم من التحرش في نفس الوقت، وبدأ الذكاء الاصطناعي يصمم لي فكرة باص للبنات ودعمها بالخلفيات والصور؛ الأمر الذي أعطى زخما للفكرة، وقمت بعمل جروب على الفيس بوك للفكرة وسميته الميكروباص الوردي ؛ حتى يكون هناك دعم شعبي لها، وبدأت أنشرها، وبعد أن نشرتها قمت بإرسالها لأكثر من مسئول وعدد من الجهات من بينها المجلس القومي للمرأة، ولجنة المرأة في مجلس النواب باعتبار أن هذا شأن يخص المرأة جدا، وفوجئت بوجود تعليقات كثيرة من رجال وشباب من كافة الفئات العمرية تتنمر وتنتقد الفكرة، وعدد محدود يدعم الفكرة ممن يخافون على بناتهم وزوجاتهم العاملات المضطرات لركوب المواصلات العامة المختلطة يوميا، لكن بصفة عامة وجدت عداوة للفكرة، وحتى الآن لم أستوعب السبب، وفكرت كثيرا ربما تكون الفكرة مزعجة لسواقين الميكروباصات خاصة عندما طالبت بأن تكون السائق من الفتيات أو السيدات، أو ربما سائقي تطبيقات التوصيل الخاصة المعروفة، لكن وجدت أن الردود ككم أكبر من أن تكون صادرة من السائقين فقط، وفكرت أنه ربما يكون سبب ضيق الرجال هو توفير ميكروباص ينتظر الفتيات والنساء فقط حتى لو كان هناك عدد من الركاب الرجال ينتظرون على الأرض؛ الأمر الذي يعطلهم عن وجهاتهم بطريقة ما، ولكن إذا تم تخصيص عدد محدد من إجمالي عدد الميكروباصات العامة الموجودة في المدينة للنساء فلن توجد أزمة، وليكن 3 من كل 10 ميكروباصات مثلا".
وأستكمل حديثه قائلا: "أنا معارض لتطبيق الفكرة خارج نطاق المدين بين المحافظات؛ لصعوبة تطبيقها في الواقع؛ لأن الأمر يعتمد على سرعة تحميل الركاب نساء ورجالا بين المحافظات، فالطرق السريعة تحتاج لباصات وليس ميكروباصات مثل الأتوبيس الترددي مثلا".
وأوضح " الشربيني" أن تنفيذ الفكرة يعتمد على الدعم والتمويل وتبني الفكرة، لافتا إلى أنه حتى الآن لا توجد مبادرة لاتخاذ خطوات لتنفيذها على الأرض.

Trending Plus